Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل شركات الذكاء الاصطناعي في مواجهة خطر الخسارة؟

أي ضعف في الطلب أو تعقيدات سلاسل الإمداد تهدد العائد إلى ما دون 1.5 تريليون دولار

تقديرات بإنفاق شركات التكنولوجيا 104 مليارات دولار على بناء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي هذا العام (أ ف ب)

ملخص

في بداية موسم إفصاح الشركات عن أدائها المالي للربع الثاني ونصف العام قبل أيام أظهرت البيانات أن بعض شركات التكنولوجيا الكبرى لم تحقق المستهدف بحسب تقديرات السوق.

منذ إطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" عام 2022 تحول غالب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا تجاه المنتج الجديد على اعتبار أنه "قطاع المستقبل" فإنه في بداية موسم إفصاح الشركات عن أدائها المالي للربع الثاني ونصف العام قبل أيام أظهرت البيانات أن بعض شركات التكنولوجيا الكبرى لم تحقق المستهدف، بحسب تقديرات السوق.

أثار ذلك اهتمام المستثمرين والمحللين بمصير المليارات التي تضخ في مشروعات الذكاء الاصطناعي واحتمالات العائدات التي ستدرها على الشركات والمستثمرين فيها، لذا خصصت مجلة "إيكونوميست" الموضوع الرئيس في عددها الأخير هذا الأسبوع لبحث ما يهدد تلك الاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي.

وفي التصريحات المصاحبة للإفصاح المالي لشركة "ألفابيت" التكنولوجية العملاقة (التي تملك محرك البحث "غوغل" وغيره من التطبيقات)، قال رئيس الشركة سوندار بيشاي إن "أخطار تراجع الاستثمارات أكبر من أخطار زيادة الاستثمارات". كان بيشاي يقصد تحديداً احتمالات مضاعفة الاستثمارات في إقامة مراكز بيانات لخدمة عملاء قطاع الحوسبة السحابية في الشركة، إذ يتوقع أن يصل الإنفاق الرأسمالي لشركة "ألفابيت" هذا العام إلى 48 مليار دولار.

وتقدر شركة "نيو ستريت ريسيرش" للأبحاث وتحليل المعلومات أن تنفق شركات التكنولوجيا الكبرى، "ألفابيت" و"أمازون" و"ميتا" (التي تملك "فيسبوك" وغيره) و"مايكروسوفت"، 104 مليارات دولار على بناء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي هذا العام. وبحسب تقدير "إيكونوميست" فإنه بإضافة إنفاق الشركات الأخرى وقطاعات الصناعة الأخرى ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي سيصل الإنفاق على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الفترة من 2023 إلى 2027 إلى أكثر من 1.4 تريليون دولار.

استمرار الاستثمارات

في اليوم التالي لإعلان شركة "ألفابيت" عن أدائها المالي للربع الثاني هبط مؤشر "ناسداك" في بورصة "وول ستريت" بنيويورك بنسبة أربعة في المئة، في أكبر تراجع يومي على الإطلاق منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022. وينتظر المحللون إفصاحات بقية شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" هذا الأسبوع، وهما أكبر شركتين في العالم للحوسبة السحابية، لمعرفة اتجاه قطاع الذكاء الاصطناعي، لكن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي مستمرة وفي تصاعد، وربما كان القدر الأكبر منها ما جعل شركة "إنفيديا" لإنتاج الرقائق الإلكترونية لخوادم الذكاء الاصطناعي تصل في يونيو (حزيران) الماضي إلى مرتبة أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية لفترة وجيزة. وهناك مئات الشركات الأخرى، سواء في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية أو تصنيع خوادم مراكز البيانات أو توفير المعدات الأخرى، إضافة إلى مصادر الطاقة تحظى بزيادة الاستثمارات مع توقعات استمرار الطلب الكبير على المنتج التكنولوجي الجديد، ومن الأمثلة على ذلك شركات صناعة حواسيب الخوادم التايوانية وشركات الهندسة والمعدات السويسرية وشركات الطاقة والتبريد الأميركية.

وتنقسم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي قسمين، الأول هو لصناعة الرقائق الإلكترونية الذي تتصدره شركة "إنفيديا"، والثاني للأجهزة والمعدات التي تراوح ما بين مكونات الشبكات إلى نظم التبريد لمراكز البيانات. واختارت "إيكونوميست" نحو 60 شركة من بين مئات الشركات العاملة في هذا المجال لدراسة واستنتاج آفاق الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الملاحظة الأولى للدراسة أنه منذ مطلع العام الماضي، ارتفع سعر الأسهم لتلك الشركات بنسبة 106 في المئة، مقارنة بارتفاع مؤشر "أس أند بي 500" للشركات الكبرى ببورصة "وول ستريت" بنسبة 42 في المئة لتلك الفترة، وارتفع معدل المبيعات المتوقع عام 2025 بنسبة 14 في المئة في المتوسط، مقابل معدل مبيعات للشركات غير المالية على مؤشر الأسهم القياسي للبورصة بنسبة واحد في المئة فحسب.

توقعات وأخطار

بالنسبة إلى المبيعات وتقديراتها المتوقعة فإن شركات صناعة الرقائق الإلكترونية وشركات صناعة حواسيب الخوادم هي المستفيد الأكبر، وعلى سبيل المثال تتوقع "إنفيديا" تحقيق مبيعات رقائق إلكترونية للذكاء الاصطناعي ومتعلقاتها هذا العام بنحو 105 مليارات دولار، مقابل 48 ملياراً في السنة المالية السابقة، أما شركات صناعة أجهزة الخوادم مثل "ديل" و"هيوليت باكارد" فأعلنت في إفصاحاتها المالية الأخيرة تضاعف مبيعاتها من حواسيب خوادم الذكاء الاصطناعي في ربع العام الأخير، وكذلك الحال مع شركات صناعة الكابلات الخاصة والمعدات المستخدمة في مراكز البيانات وشركات الطاقة والتبريد.

كل تلك الزيادات تدفع نحو مزيد من الاستثمارات على أساس استمرار منحى المبيعات بتلك الوتيرة، فإن ذلك يعني تبني مزيد من القطاعات والصناعات للذكاء الاصطناعي، فضلاً عن استمرار ارتفاع أعداد المستخدمين لخدمات الذكاء الاصطناعي من الموردين الحاليين.

وفي حال تراجع الطلب على الذكاء الاصطناعي، أو تشبع القطاعات الصناعية والاقتصادية المختلفة، فإن سلاسل التوريد لمجال الذكاء الاصطناعي كله ستعاني ركوداً مع تراكم منتجاتها، بالتالي لا يتحقق العائد المأمول على تلك الاستثمارات الهائلة. ثم إن هناك أيضاً احتمالات حدوث أي خلل في سلاسل التوريد يؤدي إلى تباطؤ نمو مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤدي إلى النتيجة ذاتها من عدم تحقيق العائد على الاستثمار، ومثال ذلك ما يتعلق بمجال الطاقة، إذ تعمل مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي بطريقة مشابهة لمواقع تعدين العملات المشفرة، أي إنها تستهلك كميات هائلة من الطاقة. وفي ظل عدم كفاية طاقة التوليد لدعم شبكات الكهرباء حالياً، فإن بعض الشركات الكبرى تلجأ إلى توفير الطاقة من مصادر متجددة خاصة بها، لكن ذلك أيضاً لا يكفي وحده لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ولا بد من الارتباط بشبكة الكهرباء العامة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة