ملخص
تتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال هنية في طهران، ومقتل فؤاد شكر أبرز قيادي عسكري في "حزب الله" بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن طهران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة إلا أنها تعتقد أن معاقبة إسرائيل أمر ضروري لمنع المزيد من عدم الاستقرار. وأضاف كنعاني "إيران تسعى إلى إرساء الاستقرار في المنطقة، لكن هذا لن يتحقق إلا بمعاقبة المعتدي وردع النظام الصهيوني عن القيام بمغامرات"، مؤكدً أن تحرك طهران أمر لا مفر منه. ودعا كنعاني الولايات المتحدة إلى التوقف عن دعم إسرائيل، وقال إن المجتمع الدولي لم يقم بواجبه في حماية استقرار المنطقة ويجب أن يدعم "معاقبة المعتدي".
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، بدوره، أن إسرائيل "ستنال العقاب في الوقت المناسب".
شويغو في طهران
في جديد التحركات، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء أن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الإثنين، لإجراء محادثات مع كبار القادة في إيران، بمن في ذلك الرئيس مسعود بزشكيان.
وأفادت الوكالة بأن شويغو وبزشكيان سيتناولان الوضع الأمني إقليمياً وعالمياً، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الثنائية.
الأمن القومي
أميركياً، قال البيت الأبيض الأحد، إن الرئيس الأميركي سيجتمع مع فريق الأمن القومي اليوم الإثنين، لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وأضاف أن جو بايدن سيتحدث مع ملك الأردن عبدالله الثاني.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد أفاد بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ نظراءه في مجموعة السبع الأحد، أن الهجوم الإيراني يمكن أن يبدأ خلال 24 ساعة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأحد، إنه جدد في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الدعم الأميركي الثابت لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أمام تهديدات إيران، و"حزب الله"، والحوثيين، والمجموعات الأخرى المدعومة من طهران، على حد وصفه.
أضاف أوستن على منصة "إكس"، "ناقشت تحركات تموضع قوة الدفاع الأميركية، والتركيز على حماية القوات الأميركية، وشددت على أهمية الجهود الجارية لتهدئة التوترات في الإقليم".
وذكر أنه عبر عن دعمه لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، "يعيد المحتجزين إلى منازلهم".
من ناحية أخرى، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، اجتماعاً لرؤساء الأجهزة الأمنية، لبحث التحضير لإمكانية شن إيران و"حزب الله" هجمات ضد إسرائيل، إلا أن الاجتماع لم يخرج بصورة محددة لطبيعة الهجمات، وفقاً لما ذكره تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية.
وقال التقرير إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث احتمالية اتخاذ "إجراءات أو هجمات استباقية"، قد تقوم بها إسرائيل، بما في ذلك في لبنان أو مناطق أخرى "إذا اقتضى الأمر".
ولدى سؤاله الأحد في شأن السبب وراء عدم اتخاذ إسرائيل إجراءات استباقية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "نحن نراقب أعداءنا على كل الجبهات، وبالتحديد (حزب الله) في لبنان. لدينا خطط واسعة، ونحن على درجة استعداد عالية للتحرك. سننفذ أي أوامر نتلقاها من القيادة السياسية بشكل فوري".
رفض "ضبط النفس"
ورفضت إيران الجهود الأميركية والعربية لتخفيف ردها على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، في حين كانت السلطات تحقق في الخروقات الأمنية التي أدت إلى الهجوم.
ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها الأوروبيين وحكومات دول أخرى شريكة أن تبلغ طهران رسالة بألا تصعد الوضع، محذرة من أن ضربة كبيرة لإسرائيل قد تقود إلى رد على هذه الضربة، وكذلك إيصال رسالة إلى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان مفادها أن جهوده لتحسين العلاقات مع الغرب سيكون لها فرصة أكبر من النجاح إذا أظهرت إيران "ضبطاً للنفس".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على تلك النقاشات أن الولايات المتحدة قالت أيضاً في جزء من رسالتها، إنها تضغط على إسرائيل لعدم التصعيد.
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال هنية في طهران، ومقتل فؤاد شكر أبرز قيادي عسكري في "حزب الله" بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
واتهمت إيران وحركة "حماس" و"حزب الله" إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية.
ووري هنية الثرى الجمعة في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعد أن شارك الآلاف في الصلاة عليه بالعاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.
مجموعة السبع
في الأثناء، دعت "مجموعة السبع" اليوم الإثنين، إلى ضبط النفس وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن الأحداث الأخيرة "تهدد بإذكاء نيران صراع أوسع نطاقاً في المنطقة"، ودعت المجموعة في بيان "جميع الأطراف مرة أخرى إلى التوقف عن الانخراط في دوامة العنف الانتقامي المدمر الحالية، وخفض التوتر والمضي بشكل بناء نحو خفض التصعيد".
جهود ديبلوماسية
وقالت الخارجية الأميركية، الأحد، إن الوزير أنتوني بلينكن بحث هاتفياً مع نظرائه وزراء خارجية دول "مجموعة السبع" "الجهود الدبلوماسية الرامية لمنع تصعيد الصراع في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أنهم أكدوا "التزامهم دعم أمن إسرائيل".
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن بحث مع الوزراء "الحاجة الملحة إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط. وناقشوا الجهود الجارية لتحقيق وقف إطلاق النار، الذي يضمن إطلاق سراح المحتجزين، ويسمح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأضاف البيان أن الوزراء ناقشوا "كيف يمكن لوقف إطلاق النار في غزة أن يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق قدر أكبر من السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك عبر الخط الأزرق (على حدود لبنان وإسرائيل)".
كما أكد الوزراء "التزامهم دعم أمن إسرائيل، وحثوا جميع الأطراف على التزام أقصى درجات ضبط النفس لمنع تصعيد الصراع".
استعداد إسرائيلي
ولم تعلق تل أبيب على اغتيال هنية، لكنها تعهدت بتدمير "حماس" بعد هجومها غير المسبوق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على أراضيها، الذي أدى إلى رد عسكري إسرائيلي مدمر في قطاع غزة.
وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية بالانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال "عقاب قاس" بإسرائيل، متهماً إياها باغتيال "ضيفنا العزيز في بيتنا".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على "مستوى عالٍ جداً" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".
دعم أميركي لإسرائيل
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها على رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال هنية، وعندما سأله الصحافيون عما إذا كانت إيران ستتراجع، قال بايدن، السبت "آمل ذلك. لا أعرف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أعلن مسؤول أميركي الأحد أن الولايات المتحدة تستعد "لكل الاحتمالات" وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل مكرراً القول إن من "الضروري" التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر "نستعد لكل الاحتمالات"، وذلك بعد يومين من الإعلان عن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.
وأضاف لشبكة "أي بي سي" الأميركية أن "البنتاغون ينشر إمكانات مهمة في المنطقة للاستعداد لحاجة محتملة مرة أخرى للدفاع عن إسرائيل من هجوم"، موضحاً "في الوقت نفسه، نعمل على تهدئة الوضع دبلوماسياً لأننا لا نعتقد أن حرباً إقليمية هي في مصلحة أي كان في الوقت الراهن".
حشدت الولايات المتحدة مزيدًا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية قواتها وحليفتها إسرائيل من تهديدات إيران وحركة "حماس" و"حزب الله".
قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الأحد لشبكة "فوكس نيوز"، "لا أعلم ما سيقومون به ولا متى سيفعلون ذلك، لكن علينا الحرص أن نكون جاهزين".
تحرك أردني
وأرسل الأردن وزير خارجيته أيمن الصفدي الأحد، إلى طهران، نقل خلالها رسالة من الملك عبدالله إلى الرئيس الإيراني في شأن "التصعيد الخطر بالمنطقة".
ونقلت وزارة الخارجية الأردنية عن الصفدي قوله للتلفزيون الإيراني "أنا هنا اليوم للتشاور حول التصعيد الخطر الذي تشهده المنطقة".
وتوعد مستشار القائد العام لـ"الحرس الثوري" الإيراني حسين طائب، الأحد، إسرائيل بسيناريو "جديد ومفاجئ لا يمكن توقعه"، رداً على اغتيال هنية، وقال إن الرد سيكون "جديداً ومفاجئاً".
ونقلت وكالة "مهر" للأنباء عن طائب قوله إن "السيناريو المصمم للانتقام لدم هنية هو من السيناريوهات التي لا يمكن قراءتها".
وتوقع ثلاثة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن تهاجم إيران إسرائيل، في وقت مبكر الإثنين، بعدما تعهد قادة إيران و"حزب الله" بالانتقام.
فشل أمني
وشكل اغتيال هنية بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في طهران، فشلاً أمنياً محرجاً لإيران، وقالت تقارير غربية إنه اغتيل بقنبلة مخبأة في بيت الضيافة الذي كان يقيم فيه، فيما قالت إيران إن هنية اغتيل بمقذوف برأس حربي يزن سبعة كيلوغرامات من مسافة قريبة، مما أسفر عن انفجار قوي في مقر سكنه.
وقال رئيس السلطة القضائية في إيران صادق رحيمي مستعد السبت، إن الادعاء العام فتح تحقيقاً في اغتيال هنية للكشف عن واعتقال أي شخص كان مهملاً أو عمل عن عمد مع إسرائيل لتنفيذ عملية الاغتيال.