Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهود لتجنب التصعيد وإيران تتمسك بـ"ردع" إسرائيل

عززت واشنطن انتشارها العسكري في الشرق الأوسط وتؤكد بذل جهود دبلوماسية

ملخص

تتزايد الدعوات إلى الرعايا الأجانب لمغادرة لبنان مع تعديلات في الرحلات الجوية وحركة الطيران من لبنان وإليه وفي اتجاه إسرائيل.

حضت أطراف دولية عدة اليوم الإثنين على تفادي التصعيد في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، في وقت أكدت إيران حقها بالرد على إسرائيل التي تتهمها بتنفيذ العملية.

وبينما تتوعد إيران وحلفاؤها بالرد على اغتيال هنية والقائد العسكري في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت، أكدت الدولة العبرية استعدادها "هجومياً ودفاعياً"، بينما عززت واشنطن انتشارها العسكري في المنطقة للدفاع عن حليفتها، مؤكدة في الوقت ذاته بذل جهود دبلوماسية لتجنب التصعيد.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد الدعوات إلى الرعايا الأجانب لمغادرة لبنان مع تعديلات في الرحلات الجوية وحركة الطيران من لبنان وإليه وفي اتجاه إسرائيل، وسط مخاوف من تصعيد يضاف إلى التوترات القائمة أصلاً والمتصلة بالحرب المتواصلة منذ نحو 10 أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

تمسك إيراني بالرد

وأكدت إيران رغبتها بتجنب "تصعيد التوترات"، لكن مع تمسكها بـ"حقها" في الرد و"ردع" إسرائيل التي تتهمها منذ أعوام بتنفيذ هجمات على أراضيها.

 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "نعتبر أن حقنا بالدفاع عن أمننا القومي وسيادتنا وسلامة أراضينا هو حق لا جدال فيه". وأضاف "لا يحق لأحد التشكيك بالحق القانوني لإيران في معاقبة النظام الصهيوني... إذا كانت إيران تتحدث عن حقها بمعاقبة المعتدي، فهذه خطوة تسهم في تعزيز وحدة المنطقة واستقرارها".

 

 

وتوعد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إسرائيل بـ"عقاب قاس". كما توعد "حزب الله" بالانتقام لمقتل شكر. وقال كنعاني "نعتقد أن الاستقرار والأمن في المنطقة سيتحققان من خلال معاقبة المعتدي وردعه عن التصرف المغامر"، متابعاً "لو أن حكومات المنطقة والمجتمع الدولي" ضغطت في الماضي على إسرائيل "لما كنا من دون شك بلغنا هذا المستوى المرتفع من الاضطراب وتزايد خطر الصراع في المنطقة".

تحركات أميركية

ويعيد التوتر الحالي التذكير بوضع شبيه في أبريل (نيسان) الماضي عندما شنت إيران هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل رداً على ضربة جوية دمرت القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها إلى إسرائيل. وأعلنت إسرائيل حينها أنها تمكنت مع حلفائها من اعتراض غالبيتها.

ويخشى محللون من أن يكون الرد الإيراني هذه المرة أكثر حدة. وتبذل أطراف عدة منذ اغتيال هنية الأربعاء الماضي، جهوداً للحيلولة دون اشتعال الوضع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجتمع اليوم مع مجلس الأمن القومي "لبحث التطورات في الشرق الأوسط".

تزامناً، وصل رئيس أمين مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو إلى إيران ليناقش مع الرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات، وفق وكالة أنباء "ريا نوفوستي".

مخاوف دولية

في جنيف، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن "قلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط". وناشد "جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، التحرك بصورة عاجلة لتهدئة الوضع الذي أصبح خطراً للغاية".

وأبدى وزراء خارجية مجموعة السبع "قلقاً شديداً" إزاء المخاوف من حصول تصعيد في الشرق الأوسط، وذلك خلال اجتماع عبر الفيديو عقدوه أمس الأحد.

وأفاد موقع "أكسيوس" الإلكتروني أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر من احتمال أن ترد إيران "في الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة". وشدد بلينكن في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على "أهمية أن يتخذ كل الأطراف تدابير" تهدئة، وفق المتحدث باسمه.

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني أمس على ضرورة تجنب التصعيد "بأي ثمن"، بينما زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران لبحث التهدئة. والتقى الصفدي بزشكيان الذي اعتبر أن اغتيال هنية "خطأ فادح" من إسرائيل.

نظام لتحذير الإسرائيليين

وجدد مسؤولون إسرائيليون بحزم جاهزيتهم للرد. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليل أمس "نحن مصممون على مواجهة" إيران وحلفائها "على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة".

وأكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ القدرة "على حماية مواطنينا في مواجهة أي تهديد يمثله... محور الشر الإيراني".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس اعتماد نظام جديد لتحذير السكان "خلال الأحداث الطارئة" عبر رسائل لمستخدمي الهواتف النقالة "في المنطقة المتعرضة للخطر، على أن يرافقها صوت إنذار خاص".

وتوازياً مع الجهود الدبلوماسية، أعلنت شركات طيران عدة تعديل رحلاتها خصوصاً إلى لبنان ومنه أو تعليقها لأيام. واليوم أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية أن رحلاتها ستتجنب الأجواء العراقية والإيرانية حتى السابع من أغسطس (آب) الجاري في أقل تقدير.

وكانت دعوات دول غربية وعربية تتالت خلال الأيام الماضية لمغادرة لبنان على الفور. وتواصلت العمليات العسكرية الميدانية اليوم بين "حزب الله" وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي خرق جدار الصوت فوق مناطق عدة أبرزها بيروت، مما أثار حالاً من الهلع بين السكان.

وأتى ذلك بعد ساعات من مقتل شخصين في غارة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل الحدودية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. ونعى "حزب الله" أحد عناصره من ميس الجبل، يرجح أنه أحد القتيلين من دون أن يحدد ظروف مقتله "على طريق القدس".

ومنذ بدء التصعيد، يعلن "حزب الله" استهداف مواقع عسكرية وتجمعات للجنود في بلدات شمال إسرائيل، بينما تؤكد الدولة العبرية شن عمليات قصف جوي ومدفعي تطاول "بنى تحتية" للحزب.

وأعلن الحزب في بيان صباح اليوم أنه قصف مواقع في ثكنة إيليت "بسرب من المسيرات الانقضاضية"، وذلك رداً على "اعتداءات واغتيالات" نفذتها إسرائيل "في بلدات البازورية ودير سريان وحولا" في جنوب لبنان. ودوت صفارات الإنذار في شمال الدولة العبرية بسبب هجوم جوي "من لبنان" أدى إلى إصابة جنديين بجروح، وفقاً للجيش الإسرائيلي.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم رصد إطلاق "نحو 15 مقذوفاً من جنوب قطاع غزة باتجاه أراضي إسرائيل"، مؤكداً اعتراض عدد منها.

المزيد من الأخبار