ملخص
شهدت بعض المناطق في اليمن سيولاً جارفة جراء هطول كميات كبيرة من الأمطار على مدى نحو 10 ساعات متواصلة في مناطق ذات بناء تقليدي يعتمد على المنازل الطينية والعشش المشيدة من القش والأحجار الترابية.
ارتفع عدد ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر إلى 39 قتيلاً، فيما لا يزال مصير 100 شخص آخر مجهولاً، وفق ما أكد نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في المحافظة غالب القديمي لـ"اندبندنت عربية"، مشيراً إلى أن هذه الأرقام هي بحسب آخر الإحصائيات الواردة من مختلف مناطق المحافظة، ومبيناً أن عمليات البحث عن المفقودين لا تزال مستمرة في ظل غياب تام للجهات الإغاثية وسلطة الأمر الواقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
"أوتشا"
وكان أفيد عن مقتل 45 شخصاً في اليمن في الأيام الأخيرة جراء سيول جارفة تسببت بها أمطار غزيرة، بحسب حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية بناء على أرقام أعلنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ومحافظ الحديدة (غرب).
وكتبت الوكالة الأممية عبر منصّة "إكس": "تسببت الأمطار والسيول الجارفة في مقبنة بمحافظة تعز (جنوب غربي)، في الثاني من أغسطس (آب)، في تضرر نحو 10 آلاف شخص وتسببت في 15 حالة وفاة". وأعلن محافظ الحديدة محمد قحيم عن "30 حالة وفاة و5 مفقودين".
صواعق رعدية
وذكر مسؤولون ومصادر محلية وإغاثية أن خمسة أشخاص وأربعة جنود على الأقل لقوا حتفهم خلال الساعات الماضية نتيجة الصواعق الرعدية والسيول في محافظات عدة شمال غربي اليمن.
وقالت مصادر محلية في محافظة حجة شمال غربي اليمن إن صاعقة رعدية شديدة ضربت مديرية عبس تسببت في وفاة خمسة أشخاص بالمحافظة الجبلية الواقعة على الحدود مع السعودية. وذكرت مصادر عسكرية أن السيول في جنوب الحديدة جرفت مساء الثلاثاء مركبة على متنها أربعة جنود من القوات الحكومية وعثر على جثثهم صباح اليوم.
#أمطار غزيرة بالحديدة،اللهم لطفك بهم
— حسن ظافر (@hzh1430) August 6, 2024
#الحديدة #اليمن pic.twitter.com/nQ5yZvpLgK
وارتفع بذلك عدد قتلى الصواعق الرعدية فقط إلى 45 شخصاً و17 مصابا منذ مطلع يوليو (تموز) الماضي.
وذكرت المصادر أن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي شهدتها محافظة حجة خلال الساعات الـ 24 الماضية ألحقت أضراراً بنحو ثمانية آلاف منزل.
والإثنين أعلنت الحكومة اليمنية أربع مديريات شمال محافظة حجة مناطق منكوبة بفعل الأمطار والسيول التي اجتاحتها منذ مطلع الأسبوع الجاري، ما أسفر عن تضرر نحو 2000 أسرة.
سيول جارفة
وشهدت سهول تهامة في محافظتي حجة والحديدة (غرب اليمن) مساء أمس الثلاثاء، سيولاً جارفة وغير مسبوقة تسببت في مقتل عشرات الأشخاص وفقدان آخرين وتشريد عشرات الأسر إضافة إلى غرق المنازل وجرف المزارع والآبار وتدمير الممتلكات وقطع الطرق والمرافق العامة.
وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة الواقعة تحت سلطة الحوثيين، بأن الأمطار الغزيرة أدت إلى سقوط قتلى ومفقودين لا يعلم عددهم على وجه الدقة حتى الآن، علاوة على تحويلها إلى مناطق منكوبة.
غرق وأزمة متفاقمة
وبحسب المصادر، فإن سيولاً جارفة شهدتها مديريات بيت الفقيه، والمراوعة والسخنة، والمنصورية، وزبيد، جراء هطول كميات كبيرة من الأمطار على مدى نحو 10 ساعات متواصلة في مناطق ذات بناء تقليدي يعتمد على المنازل الطينية والعشش المشيدة من القش والأحجار الترابية.
وقال نائب مدير مكتب حقوق الإنسان ضمن محافظة الحديدة في سلطة الحكومة الشرعية غالب القديمي، إن الإحصاءات الأولية تتحدث عن وفاة 11 شخصاً من الذين تم العثور على جثثهم في مختلف المديريات منهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال بينما بقي عدد من المفقودين.
وأوضح في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أن السيول جرفت عدداً من القرى في مديريات زبيد والقناوص وبيت الفقيه والمرواعة والدريهمي والزهرة واللحية. بينما غرقت مدينة الحديدة عاصمة المحافظة بكل أحيائها وحاراتها بمياه الأمطار التي اختلطت بمياه الصرف الصحي وهو ما ينذر بكارثة صحية مقبلة من المتوقع أن تفاقم وباء الكوليرا الذي تعانيه المحافظة وعدد من المناطق الأخرى منذ أشهر.
وناشد القديمي سرعة التعامل مع "الوضع الكارثي الذي يستدعي قيام الحكومة الشرعية بمسؤوليتها عبر المنظمات الدولية لإغاثة المنكوبين والمتضررين بصورة عاجلة من دون تأخير كوننا أمام وضع يستدعي وقوف الجميع في معالجة هذه الكارثة الإنسانية".
أضاف "ما حدث في محافظة الحديدة كارثة إنسانية واقتصادية غير مسبوقة بعد تدفق سيول الأمطار في كافة مديريات المحافظة على نحو غير مسبوق".
نزوح وموت
ويعيش سكان سهول تهامة أوضاعاً هي الأسوأ والأكثر بؤساً مقارنة مع بقية المحافظات الأخرى كونهم الأشد فقراً في اليمن، إضافة إلى ما يعانونه منذ وقت مبكر جراء اشتعال الحرب في مناطقهم التي امتدت إلى مناطق أخرى مما تسبب في موجات نزوح وأضرار كبيرة لحقت غالبية السكان، إضافة إلى أن تهامة تقع في ممر عدد من الأودية المنخفضة، وهو ما يضعها على قائمة المناطق اليمنية التي تتضرر بفعل التغيير المناخي في اليمن".
ويصف أحد أبناء مديرية أفلح اليمن الواقعة في محافظة حجة غرب اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين خالد حجر، الوضع في منطقته بـ"الكارثي"، مؤكداً أن الأمطار الغزيرة أدت إلى فقدان عائلة بالكامل إضافة إلى منازل ومعدات ثقيلة للمواطنين مع موجات نزوح للسكان الواقعين قرب الأودية وممرات السيول.
وفي مديرية ميدي الساحلية بمناطق شمال حجة الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية يقول أحد الأعيان حسن جربحي، إن الأمطار الغزيرة تسببت في خسائر فادحة إذ تضررت عشرات المنازل التي بلغ تعدادها 170 منزلاً مدمراً بصورة كلية و230 تضررت جزئياً إضافة إلى تلف المواد الغذائية والإيوائية الخاصة بالسكان ونفوق مئات المواشي وفقدان المحاصيل الزراعية وجرف الأراضي الزراعية.
وأوضح أن السيول تهدد بزوال بعض القرى، فبعدما انجرفت مساراتها من الأودية بصورة غير عادية بات مصير قرابة 250 عائلة في القرى المهددة بمواجهة الخطر في أية لحظة إذا لم تتدخل الجهات المتخصصة في مديرية ميدي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب مصدر عسكري في القوات الحكومية فإن السيول أدت إلى جرف أحد الجنود في شمال حجة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة حذرت من حدوث فيضانات وانهيارات أرضية كبيرة في اليمن خلال الأيام المقبلة بسبب الأمطار الغزيرة المتوقعة.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، "أن أكثر من 28 ألف شخص تضرروا خلال الساعات الماضية، جراء سيول ضربت محافظة حجة شمال غربي اليمن.
وقال الصندوق الأممي في بيان مقتضب صادر عن مكتبه في اليمن، "الليلة الماضية، تضرر أكثر من 28 ألف شخص في أربع مديريات بمحافظة حجة من سيول الأمطار الغزيرة".
وأفاد أن "فرق آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، تواصل عمليات التقييم والاستجابة"، دون تفاصيل حول طبيعة هذه الأضرار.
وأضاف المكتب الأممي أن هذه الفرق "سجلت حتى الآن أكثر من 4112 عائلة للاستجابة لها بالإغاثة الطارئة".