ملخص
دانت دول خليجية القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة التابعين في غزة وتضمنت مطالبة قطرية بـ "تحقيق دولي عاجل"
اتهمت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل اليوم السبت بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين بعدما قصفت مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج، شرق مدينة غزة، موقعة أكثر من 100 فلسطيني لقوا حتفهم بينما أصيب العشرات بجروح.
وبعد أكثر من 10 أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة، قالت ألبانيز عبر منصة "إكس" إن "إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في حي تلو آخر ومستشفى تلو آخر ومدرسة تلو أخرى ومخيم للاجئين تلو آخر وفي منطقة آمنة تلو أخرى".
وأشارت إلى أن إسرائيل تشن مثل هذه الضربات على الفلسطينيين مستخدمة "أسلحة أميركية وأوروبية"، مضيفة "فليسامحنا الفلسطينيون على عجزنا الجماعي عن حمايتهم عبر احترام المعنى الأساس للقانون الدولي".
وكانت ألبانيز المكلفة من "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة ولكنها لا تتحدث نيابة عن المنظمة، أدلت بتعليقات مماثلة في مارس (آذار) الماضي، مما أثار انتقادات حادة من إسرائيل التي اتهمتها بـ "معاداة السامية".
غضب أوروبي
وفي الوقت نفسه وصف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الضربة القاتلة التي شنتها إسرائيل على المدرسة بـ "المروعة"، وكتب عبر منصة "إكس" أن "الصور القادمة من مدرسة تؤوي نازحين في غزة وتعرضت لغارة إسرائيلية مروعة، مع ورود أنباء عن سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين، حيث تم استهداف ما لا يقل عن 10 مدارس خلال الأسابيع الأخيرة، ولا يوجد ما يبرر هذه المجازر".
من جانبها دانت فرنسا "بأشد درجات الحزم" الغارة الإسرائيلية، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنه "على مدى أسابيع عدة استهدفت المباني المدرسية بصورة متكررة مما أدى إلى سقوط عدد غير مقبول من الضحايا المدنيين"، مذكرة بأن "احترام القانون الإنساني الدولي واجب على إسرائيل".
بدوره عبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن إدانته الغارة الجوية الإسرائيلية الدامية، داعياً إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
وقال لامي عبر منصة "إكس" إن "الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين والخسارة المأسوية في الأرواح مروعة"، مضيفاً "نحن في حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين والإفراج عن جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات".
إدانات خليجية
ودانت دول خليجية القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة التابعين وتضمنت مطالبة قطرية بـ "تحقيق دولي عاجل"، وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الدوحة التي تسهم في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" تجدد مطالبتها "بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين".
ودانت الوزارة "بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين"، ووصفته بأنه "مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل، وتعد سافر على المبادئ الأساس للقانون الإنساني الدولي"، داعية المجتمع الدولي إلى "توفير الحماية التامة للنازحين ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية إلى إجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية".
بدورها نددت السعودية "بأشد العبارات" باستهداف المدرسة، مطالبة بـ "وقف المجازر الجماعية" في القطاع، وأكدت خارجيتها في بيان "ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مستنكرة "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".
كما دانت الإمارات قصف المدرسة، وأكدت وزارة خارجيتها في بيان "رفض دولة الإمارات القاطع استهداف المدنيين"، مشيرة إلى أن "الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين وضمان وصول المساعدات".
أما الكويت فوصفت استهداف المدرسة بأنه "استمرار للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي"، وأكدت وزارة الخارجية في بيان "ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعب أعزل، وبذل مزيد من الجهود لوقف إراقة الدماء".
بدورها اعتبرت الخارجية العُمانية أن "استهداف المدارس والمنشآت المدنية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية"، مكررة دعوتها المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في بيان إن "الاعتداءات المتواصلة والعنيفة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين تعتبر جرائم حرب تبرز النهج الإجرامي الخطر لقوات الاحتلال الإسرائيلي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهتها اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي في بيان أن استهداف المدرسة "امتداد للمجازر الوحشية وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي"، كما طالبت المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل "باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني وفرض وقف إطلاق النار الفوري والشامل" في القطاع.
مفاوضات الهدنة
في الوقت نفسه وافقت إسرائيل على دعوة الوسطاء إلى استئناف محادثات الهدنة في قطاع غزة الأسبوع المقبل، لكنها واصلت عملياتها العسكرية على الأرض وخصوصاً في منطقة خان يونس جنوب القطاع المحاصر، حيث اضطر الفلسطينيون إلى النزوح مجدداً.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس" إن "جيش الاحتلال قصف النازحين مباشرة خلال أداء صلاة الفجر"، مما رفع عدد القتلى بشكل متسارع، مضيفاً "لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين" جميع القتلى حتى الآن.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية أن "ثلاثة صواريخ إسرائيلية أصابت مدرسة التابعين التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين"، وندد بـ "مجزرة مروعة" مضيفاً أن "النيران اشتعلت بأجساد المواطنين".
وتعليقاً على الهجوم قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "بتوجيه من استخبارات جيش الدفاع الإسرائيلي و'الشاباك' ضرب سلاح الجو الإسرائيلي بدقة إرهابيي 'حماس' الذين يعملون داخل مركز القيادة والسيطرة التابع للحركة والموجود في مدرسة التابعين، والذي يعد بمثابة مأوى لسكان مدينة غزة".
وأضاف البيان أن "مركز القيادة والتحكم كان بمثابة مخبأ لإرهابيي وقادة 'حماس'، حيث التخطيط وتنفيذ هجمات مختلفة ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل".
وتابع، "قبل الغارة تم اتخاذ عدد من الخطوات للتخفيف من أخطار إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والمراقبة الجوية والمعلومات الاستخباراتية".
"تصعيد خطير"
وقد نددت حركة "حماس" بـ"تصعيد خطير" في الحرب مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأعلنت في بيان أن "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروعة وتصعيد خطير في مسلسل الجرائم التي ترتكب في غزة".
وقالت مصر إن القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "استهداف المدنيين العزل، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العزّل دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب".
رفض أميركي لإجراءات اليمين
ودان البيت الأبيض أمس الجمعة بأشد العبارات تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف رفض فيها دعوة واشنطن لإجراء محادثات لإبرام اتفاق هدنة مع "حماس" تتوسط فيه الولايات المتحدة.
وكان الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي ضمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حكومته على رغم خلفيته المتطرفة قد حض على رفض الدعوة الأميركية لإجراء محادثات الأسبوع المقبل في شأن هدنة في الحرب المستمرة منذ 10 أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس".
وانتقد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريحات للصحافيين موقف سموتريتش، قائلاً إنه "يجب أن يخجل" من تشكيكه في نيات الرئيس جو بايدن.
وقال كيربي إن إدارة بايدن لن تسمح "للمتطرفين"، بما في ذلك في إسرائيل، بإخراج محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة عن مسارها. واتهم كيربي سموتريتش بإطلاق ادعاءات كاذبة. وأضاف متحدثاً عن بايدن "إن فكرة أنه سيدعم اتفاقاً يعرض أمن إسرائيل للخطر هي فكرة خاطئة من الناحية الواقعية، إنها فاضحة وسخيفة".
واعتبر المتحدث أن سموتريتش مستعد "للتضحية" بالرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في حال أبرم الاتفاق، وهو موقف "يتعارض مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل في هذه المرحلة الحرجة من الحرب".
وتابع كيربي "إنه يقول ذلك في وقت وجه الرئيس بايدن الجيش الأميركي إلى الشرق الأوسط للدفاع بصورة مباشرة عن إسرائيل من أي هجوم محتمل من إيران أو غيرها من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران".
وأرسل بايدن قوات أميركية إضافية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في إيران التي حملت المسؤولية لإسرائيل وتوعدت بالرد عليها. ودعا الرئيس الأميركي الخميس في نداء مشترك مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إسرائيل و"حماس" إلى إجراء محادثات في غضون أسبوع لإنهاء العمل على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال كيربي للصحافيين "نريد التوصل إلى اتفاق. نعتقد أن من الممكن فعل ذلك... لكنه سيتطلب بعضاً من روح القيادة من جميع الأطراف وبعض التنازلات".
وندد سموتريتش بهذا الاقتراح باعتباره يساوي بين الرهائن الإسرائيليين و"إرهابيين يقتلون اليهود" سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية. وأضاف وزير المالية الإسرائيلي "الوقت ليس مناسباً على الإطلاق للفخ الخطر الذي يفرض فيه الوسطاء علينا صيغة ويفرضون علينا صفقة استسلامية من شأنها أن تهدر دماءنا التي أريقت في هذه الحرب العادلة".
وعلى رغم أن رد فعل الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، جاء قوياً بصورة غير معتادة، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش الغضب في واشنطن. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الوزير الإسرائيلي إنه سيكون "مبرراً وأخلاقياً" تجويع مليوني شخص من سكان غزة حتى الموت في سبيل تحرير الرهائن، لكنه أسف لأن العالم لن يسمح لإسرائيل بالقيام بذلك.
واشنطن تقدم 3.5 مليار دولار لإسرائيل
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة إن واشنطن ستقدم لإسرائيل 3.5 مليار دولار لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، لتفرج بذلك عن الأموال بعد أشهر من تخصيص الكونغرس لها في أثناء حرب إسرائيل في غزة.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الوزارة أخطرت الكونغرس أول من أمس الخميس بأن الحكومة تعتزم الإفراج عن تمويل عسكري أجنبي لإسرائيل بمليارات الدولارات.
وكانت شبكة "سي أن أن" ذكرت في وقت سابق أن الإفراج عن هذا المبلغ يأتي ضمن مشروع قانون تمويل إضافي بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل أقره الكونغرس في أبريل (نيسان).
ويأتي هذا الإجراء في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في الشرق الأوسط، ويخشى كثيرون من اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أدت بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.