Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية... طوق نجاة أم اختناق؟

مع ظهور السياحة الاستجمامية والخروج من المرحلة المحض استكشافية وبروز ظاهرة المتاحف والمعارض والملاهي برزت مهمة المرشد

تشهد السياحة تحولاً عميقاً على مستوى الأدوات والوجهات والتقنيات إذ تتجه أكثر فأكثر نحو الرقمنة (بيكسل)

ملخص

تعد مهنة "الدليل السياحي" واحدة من أقدم المهن في التاريخ التي بدأت من أجل استكشاف الطرقات في الصحارى وصولاً إلى رحلات الحج، وأخيراً ظهور أوقات الفراغ ورحلات الاستجمام.

منذ مئات السنين بدأ الإنسان رحلة البحث عن راحته النفسية في أماكن بعيدة من مراكز المدن وصخب الحياة اليومية، مستعيناً بـ"المرشد" وهو شخص يتمتع بخبرة كبيرة ومعرفة بجغرافية المناطق وأحوال ناسها وأعرافهم وثقافتهم.

ويعد الإرشاد من أقدم مهن التاريخ البشري، بدءاً بحضارات بلاد ما بين النهرين، وتحديداً البابلية والآشورية وكذلك الحضارتان الفارسية والفرعونية. وأطلق عليهم اسم "الكشفيين المتتبعين" أو الشارحين والموضحين، الذين كانوا يساعدون الأشخاص في رحلات الصيد واستكشاف الصحارى والأرياف.

الدليل العربي القديم

استعان العرب بالمرشد والدليل من أبناء البلاد في أسفارهم حتى لا يضلوا الطريق. ففي الجاهلية كان العرب من سكان الجزيرة العربية يقصدون بلاد الشام واليمن في تجارتهم، وتأمين حاجاتهم الأساسية. وكانوا يستعينون بأشخاص لمساعدتهم في الطريق. وازدادت الحاجة للدليل المرشد لاحقاً مع ظهور الديانات التوحيدية، وظهور شعيرة الحج التي تتطلب سفراً طويلاً على ظهر الدواب، فكان أتباع المسيحية يحجون إلى القدس، فيما المسلمون يشدون رحالهم إلى مكة المكرمة. في موازاة هذه الرحلات الطقوسية، برزت أثناء الفتوحات الإسلامية للبلدان المحيطة الحاجة إلى أشخاص يعرفون جغرافيا البلدان المحيطة وطرقها، لتجنب الأماكن الوعرة والخطرة. فكانت الحاجة إلى الدليل المرشد للكشف عن أفضل الطرق وأيسرها.

 

فراغ أكثر حاجة أكثر

اتسعت الحاجة للمرشدين السياحين مع ازدياد أوقات الفراغ والبحث عن الاستجمام، وكذلك ممارسة الطقوس الدينية الإيمانية والتعبدية. وفي الماضي أيضاً اقتصرت ممارسة سياحة الاستكشاف على أصحاب المكانة الاجتماعية العالية والأغنياء والأمراء إذ يخرجون في رحلات الصيد. وكذلك على الرحالة الذين يجوبون البلاد ويتعرفون على خصائصها وطباع شعوبها وأديانهم وغير ذلك.

واشتهرت في أوساط العرب شخصيات بارزة تتناقل أسماءها الأجيال إذ تحول ابن بطوطة إلى صفة تطلق على كثير الأسفار، وجاب العالم في ثلاث رحلات استمرت 29 عاماً. وابن فضلان الذي زار بلاد الترك والروس والصقالبة (البلغار). وكذلك ابن الجبير الذي خاض رحلة عاصفة أوصلته إلى حزر مايوركا ومنوركا وسردينيا وصقلية قبل بلوغ الإسكندرية، وأحمد ابن ماجد أحد أشهر ملاحي العرب، أطلق عليه البرتغاليون "أمير البحار"، وارتبط اسمه برحلة فاسكو ديجاما الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح، حينها لعب دور الدليل في استكشاف طريق جديد نحو الهند.

مهمة الدليل السياحي

مع ظهور السياحة الاستجمامية والخروج من المرحلة المحض استكشافية وبروز ظاهرة المتاحف والمعارض والملاهي اتضحت مهمة الدليل السياحي.

بدأت حينها حقبة الإعداد والتعليم ولم تعد تقتصر مهمة المرشد والدليل السياحي على كشف الطرق وإنما تجاوزتها إلى وظيفة تربوية تعليمية. إذ يلتزم بإبراز الأبعاد الحضارية للمواقع التراثية والأثرية، وإيضاح السياق التاريخي لازدهار واندثار بعض الحضارات، ناهيك بإبراز أهمية الأعمال الفنية ومزاياها والمدارس التي تنتمي إليها.

 

نحو تنظيم القطاع في لبنان

مع اتساع نطاق المهنة، اتجهت البلدان نحو التنظيم. ففي لبنان، "يعد دليلاً سياحياً كل لبناني، حائز على إجازة دليل تمنحها له وزارة السياحة، يقوم مقابل بدل محدد بأعمال مرافقة السياح والمسافرين وإرشادهم، في المعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية والمتاحف، وفي الأماكن ذات الأهمية السياحية. ويقوم أيضاً بشرح وإعطاء المعلومات التاريخية والأثرية وشرح ما يتعلق بهذه المواقع وبالبلاد". ويقسم الأدلاء إلى فئتين: الدليل المرافق الذي يقوم بمرافقة وإرشاد السياح والمسافرين، على أن يتمتع بمعرفة تامة بالطرق ومراحل الجولات السياحية والمعالم الأثرية والتاريخية. أما الفئة الثانية، فهو الدليل المحلي الذي يقوم بأعماله في المتاحف والمعالم الأثرية والطبيعية، ولا يمكنه القيام بعمله إلا في أماكن معينة على أن يتمتع بمؤهلات ومعرفة تامة ودقيقة بمعالم أثرية وتاريخية محددة.

وعلى رغم من الشروط التي يفرضها القانون، فإن شريحة واسعة من الأدلاء في لبنان غير مرخصين، وهذا ما يؤكده عدد من هؤلاء الذين يطلعون بمهمة تنظيم الرحلات السياحية في الداخل والخارج.

ويتجاوز دور الدليل السياحي مهمة مرافقة السياح، إذ تعزى إليه مهام من قبيل مساعدة وزارة السياحة في مهمة مراقبة الآثار وحمايتها وحفظ البيئة الطبيعية، وكذلك إفادة وزارة السياحة عن كل ما من شأنه التعرض لها بضرر أو تلف. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العودة إلى السياحة التفاعلية

خلال حقبة جائحة كورونا، أقفلت الدول أبوابها أمام الزائرين. وقدمت بعض المتاحف العالمية رحلات تفاعلية ثلاثية الأبعاد، ومعها ظهرت أشكال جديدة من السياحة الفردية خارج الإطار الجماعي. ومع مرور الوقت شاع اعتقاد بتراجع مكانة الدليل السياحي على المستوى العالمي، نظراً لتزايد الخدمات المقدمة عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.

يؤكد الدليل السياحي البيئي عبدالمجيد عبدالقادر أن "التطبيقات ومحركات البحث لا تغني عن وجود دليل مرافق بحضور شخصي في الرحلات السياحية. لأن الصفحات عبر الإنترنت يمكنها أن تعطي معلومات حول تكوين الأبنية والمواقع التراثية، والحقبة التي يعود إليها، وأهميته. ولكن ذلك غير كاف لأن الدليل البشري يفتح الباب أمام التفاعل، ومشاركة الخبرات الغنية".

قطاع هش والأسباب متعددة

يتصف قطاع الدلالة السياحية بالهشاشة بحسب رئيس نقابة الأدلاء السياحيين في لبنان جان كلود حواط، الذي يشير إلى الطابع اليومي للمهنة قائلاً، "نحن نعمل كل يوم بيومه لكل نعيش، لذلك البعض منا توقف عن العمل، وآخرون يبحثون عن عمل آخر"، "كما أن الدليل السياحي ليس موظفاً، ولا يتمتع بأي صورة من صور الحماية الاجتماعية أو التأمينات رغم محاولة النقابة للتفاوض مع شركات تأمين لتلقي عروض في هذا الشأن".

كما يتطرق إلى أثر الوضع الأمني المتوتر على القطاع في لبنان كما دول عربية عدة، ذلك "أننا نعيش في منطقة تتكرر فيها الأزمات والحروب باستمرار، والسياحة عرضة لهزات مستمرة، والسائح الأجنبي يهرب من المناطق المتوترة"، لافتاً إلى وضع سيئ تعيشه السياحة في لبنان منذ أعوام، فالمرحلة التي أعقبت الحرب الأهلية، لم تحمل استقراراً دائماً في البلاد، وخلال الأعوام الأخيرة شهد لبنان انهياراً اقتصادياً، وتحركات شعبية في الشوارع، قبل أن تنطلق الحرب الراهنة والمعارك المتصاعدة في الجنوب. من جهة أخرى، حاول الأدلاء السياحيون العثور على خطط بديلة، فمع غياب السائح الأجنبي، سارعوا لتنظيم رحلات سياحة داخلية، ويقول حواط، "بدأنا بتنظيم جولات واستكشاف مناطق طبيعية جميلة في لبنان على غرار عكار والبقاع، وتشجيع المواطنين اللبنانيين على السياحة الداخلية".

 

التطبيقات في خدمة السياحة

تشهد السياحة تحولاً عميقاً على مستوى الأدوات والوجهات والتقنيات، إذ تتجه أكثر فأكثر نحو الرقمنة. وعلى مستوى العالم العربي، يتسع نطاق التطبيقات الرقمية التي يؤكد مؤسسوها أنها "لم تأتِ للحلول مكان الدليل السياحي، وإنما من أجل تسليط الضوء على المبادرات السياحية والمؤسسات الناشئة في المجال، والمطاعم وبيوت الضيافة والأدلاء العاملين".

في هذا الإطار يقول عبد بوشية صاحب تطبيق ذكي متصل بالسياحية بصورة مباشرة، إن التطبيقات في عالم السياحة تساعد العاملين في القطاع من أجل الترويج لأعمالهم، والتواصل المباشر مع السياح، لكنه يؤكد أنه "لا غنى عن الدليل في الجولات السياحية على رغم تراجع حجم أعمالهم خلال الأعوام الأخيرة"، لافتاً إلى "رواج السياحة الداخلية والبيئية، ودور التطبيقات المجانية في تسليط الضوء على أفضل الأماكن للنوم وتناول الطعام في كل بلدة أو قرية منتشرة على الخريطة اللبنانية وحتى عربياً"، كما أنه يفتح باب العالم الخارجي أمام المؤسسات وبيوت الضيافة والمطاعم التقليدية التي لا تمتلك ترويجاً مدفوعاً عبر منصات الإنترنت.

يتحدث بوشية عن مهمة إعداد البيانات والمعلومات الخاصة المقدمة عبر التطبيق، فهي تأتي نتيجة جولات في مختلف المناطق، والتعرف على الأهالي والعادات والتقاليد، وتناول الأطباق البلدية، مؤكداً "لا يمكن لأحد أن يعكس روح المنطقة أكثر من أهلها"، لذلك من خلال التفاعل معهم مباشرة وعلى الأرض، يفتح الباب أمام وضع برامج الجولات السياحية المقترحة على زائري الموقع التي تراعي مختلف التطلعات والميول.  

بعض التطبيقات ضارة

يؤكد النقيب جان كلود حواط أن بعض التطبيقات تلعب دوراً جيداً في التسويق للوجهات السياحية، ولكن في المقابل، هناك التطبيقات والصفحات "المدفوعة"، التي تروج أحياناً لجولات دون المستوى وتؤثر سلباً في سمعة القطاع والبلاد، قائلاً "مهنتنا دقيقة للغاية، وهناك تفاعل حي مع السائح الأجنبي، ونحاول منحه أفضل تجربة ممكنة. ولكن في مقابل ذلك، هناك تجارب سيئة من وراء الشاشة وعبر مواقع التواصل، وهي تنعكس سلباً على سمعة البلاد، ويقول، "من يستمتع بالرحلة يخبر 50 من رفاقه، ولكن من يواجه تجربة سيئة يخبر 100". ويشكو حواط من صفحات تنظم رحلات أو جولات من قبل أشخاص غير مرخصين ولا يمتلكون الخبرة أو المعرفة، وقد يعرضون المشاركين للخطر، على سبيل المثال، تحتاج رياضة المشي والهايكنغ إلى أدلاء وخبراء في المسارات وجغرافيا المناطق، وتنظيم رحلات إلى مناطق وعرة من شأنه إلحاق الأذى بالسياح إن كانوا مع غير متخصصين أو أن يعلقوا ويتوهوا في الأحراج والوديان.

 

 

 

منافسة في الأردن الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية

 

طاول التقدم التكنولوجي كل مناحي الحياة تقريباً، وأصبح مهدداً لاستمرار العديد من الوظائف من بينها وظيفة الدليل السياحي في الأردن والتي تعاني منذ سنوات من تراجع بسبب ضعف المواسم السياحية والظرف الجيوسياسي في المنطقة. ومع انتشار التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالسفر باتت أي تجربة سياحية متكاملة على بعد ضغط زر، بخاصة مع انتشار الهواتف الذكية التي قد توفر لصاحبها كل ما قد يحتاجه من خدمات يقدمها الدليل السياحي التقليدي.

سلاح ذو حدين

لكن هذه التكنولوجيا المتهمة اليوم بأنها باتت تشكل تهديداً لمهنة الدليل السياحي، قد تمثل في الوقت ذاته طوق نجاة لآخرين، فثمة تطبيقات باتت تشكل دليلاً للسياح لاختيار المرشد الذي يناسبهم ويقدم لهم الخدمة الأمثل.

أحد هذه التطبيقات هو تطبيق "مرشد سياحي" والذي يتضمن منصة إلكترونية تجمع ما بين المرشدين السياحيين حول العالم والسياح الباحثين عن مرشد سياحي. يوفر هذا التطبيق ميزة اختيار اللغة التي يريدها السائح، ويشمل جميع الدول والمدن السياحية في أنحاء العالم، كما يعرض بيانات تفصيلية لكل مرشد سياحي وتصنيفه على حسب التقييمات، مع إمكانية التواصل المباشر.

ويدعو مراقبون وعاملون في السياحة إلى علاقة تكاملية لا تنافسية بين الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية، إذ يمكن للأدلاء السياحيين استخدام التطبيقات كأداة لتعزيز وتجويد عملهم، وتقديم محتوى إضافي للسياح.

 

 

ووفقاً لرئيس جمعية الأدلاء السياحيين هاني المساعدة ثمة تراجع حاد في عمل الأدلاء السياحيين في الأردن، وهناك أكثر من 90 في المئة منهم بلا عمل حالياً بسبب تراجع السياحة الوافدة. ولا يخفي المساعدة قلقه من تطبيق وزارة السياحة فكرة الدليل الإلكتروني، الذي قد يشكل منافسة للأدلاء التقليديين.

تقليدي أم إلكتروني؟

أمام هذا الواقع ثمة جدل كبير حول أهمية الدليل السياحي التقليدي الذي لا يزال يحتفظ بشعبية واسعة من قبل السياح، بخاصة أولئك الذين يفضلون التفاعل الشخصي والمعرفة المتعمقة في تاريخ وثقافة الأماكن التي يزورونها، فضلاً عن التفاعل المباشر ما بين الدليل والسائح.

بينما يمتاز الدليل السياحي الإلكتروني بخفض التكلفة وسهولة الاستخدام والانتشار الواسع ومعلومات فورية عن الوجهات، الفنادق، المطاعم، والمعالم السياحية، مع تقييمات ومراجعات من المستخدمين الآخرين. وتتسم التطبيقات بالاستقلالية حيث تتيح للسياح السفر والتجول بمفردهم من دون الحاجة إلى الاعتماد على شخص آخر.

من أشهر التطبيقات الإلكترونية التي تقدم خدمات تنافس الدليل السياحي التقليدي TripAdvisor، Google Maps، و Airbnb Experiences  

 مهنة صامدة

في المقابل، يقول المصور والدليل السياحي محمد عبد النبي إن التطبيقات الإلكترونية لم تسحب البساط بعد من تحت الدليل السياحي، وأن هذه المهنة التي يمارسها منذ عشرات السنين لا تزال صامدة، وإن كان هناك بعض البوادر لانتشارها. ويؤكد أن هذه التطبيقات لديها هامش خطأ كبير من حيث المعلومات والتوجيهات. ويضيف "قبل عصر التكنولوجيا كان السائح يأتي إلى بلادنا من دون أي معلومات، لكنه اليوم أكثر اطلاعاً بفعل التكنولوجيا على كثير من التفاصيل قبل وصوله".

ويؤكد أن التحول الرقمي والتكنولوجيا شكلا بالنسبة إلى الأدلاء السياحيين تحدياً للاستمرار والتقدم في مهنتهم، بخاصة مع توافر أجهزة إلكترونية يطلق على بعضها اسم "دليل المتكلم" التي تعطي لحاملها من السياح معلومات عن المواقع التي يزورها.

لكن كل ذلك لن يغني عن الدليل السياحي الذي يتفوق على التطبيقات بطريقته الخاصة وأسلوبه وتفاعله مع السياح، وهو ما تفتقر إليه التكنولوجيا الحديثة، مع وجود أكثر من 1200 دليل سياحي مرخص في الأردن يتكلمون نحو 40 لغة، ويقدمون تجربة فريدة وخاصة للسياح تتضمن التعرف إلى الثقافة المحلية والمجتمعات المحلية وعاداتها وتقاليدها.

مهنة موسمية

يعتقد الدليل السياحي محمد المهندس أنه تم تفعيل ما يسمى بالدليل الإلكتروني فقط في بعض المتاحف التاريخية، لكن هذا الأمر محصور ولا يمكن تطبيقه بشكل أوسع.

 

 

ويضيف "تشترط وزارة السياحة على أي مجموعة سياحية يزيد عددها على 5 أشخاص توفير دليل سياحي الأمر الذي يقف حائلاً حتى الآن لانتشار التطبيقات التي قد تحل محل الدليل البشري.

ينقل المهندس باستياء كيف أصبحت حال الأدلاء السياحيين مع تراجع السياحة في الأردن على رغم انتعاشها بعد كورونا. ويضيف "لولا وجود برنامج "أردننا جنة" للسياحة الداخلية لكان حال مهنتنا اليوم أكثر سوءاً".

وتشترط وزارة السياحة وفق المهندي لكل من يريد العمل في مهنة الدليل السياحي إجادته للغة أجنبية، والشهادة الجامعية، والتقدم لمقابلة وامتحان، ومن ثم الخضوع لدورة خاصة مدتها 8 شهور.

ويقول الدليل محمد المهندس "حتى الآن الأثر الملموس لهذه التطبيقات ضعيف، لكن في الوقت ذاته ومع قلة الطلب السياحي وتراجع الحجوزات الفندقية وتنظيم الرحلات، يجد الدليل السياحي نفسه أمام واقع مرير مع منع القوانين له من العمل في مهن إضافية، موضحاً أن التطبيقات السياحية في حال انتشارها فإنها لن تضر فقط بالأدلاء السياحيين وإنما سيطاول ضررها قطاعات أخرى كالسائقين وشركات السياحة.

ويتحدث المهندس عن متوسط دخل الدليل السياحي في الأردن شهرياً في المواسم السياحية النشطة بما يقارب 1500 دولار، لكن ثمة مواسم تخلو من أي دخل أو مردود.

 

 

 

 

مهنة الدليل السياحي في تونس صامدة على رغم المنافسة

 

شهدت مهنة الدليل السياحي في تونس منذ أعوام، أزمات أسهمت في تقلص عددهم. ومن أبرز أسباب هذا التراجع الوضع المادي والاجتماعي باعتبارها مهنة موسمية، إضافة إلى الأحداث التي مرت بها البلاد في العشرية الأخيرة، مثل العمليات الإرهابية وانتشار فيروس كورونا.

وزاد الطين بلة، التطبيقات الإلكترونية ووسائل التكنولوجيا التي أصبح يعتمدها السائح للتعرف إلى البلاد، لكن تبقى مهنة الدليل السياحي موجودة في تونس ولها سحرها الخاص لدى السياح.

تقول ماتيلدا سائحة فرنسية وهي في زيارة للمدينة العتيقة في تونس العاصمة، مع مجموعة من السياح إنها تحبذ الدليل السياحي على التطبيقات الإلكترونية على رغم أنها تحتاجها أحياناً للتأكد أو معرفة المكان.

وتضيف "وصف وتفسير الدليل له وقع على ذاكرة السائح"، موضحة "هذا الوصف لا يمكن أن يمحى مع لحظة الزيارة المباشرة للمكان ومعرفة كل شاردة وواردة، في المقابل ما يمكن أن تقرأه أو تشاهده بالمنصات الإلكترونية قد ينسى في لحظات".

أثر إيجابي

وبحسب الإحصاءات الرسمية من الجامعة التونسية لأدلاء السياحة في تونس، يبلغ عدد المعتمدين الذين لديهم بطاقات مهنية من الديوان الوطني للسياحة 1000 دليل، وقبل جائحة كورونا أي في 2019 كانوا 1100، في المقابل وصل عددهم في  2010 إلى 2000 دليل سياحي، مما يعني أن عددهم يتقلص من عام إلى آخر لأسباب عدة منها تغيير الاختصاص أو الهجرة أو وجود وسائل أخرى تعوض الدليل السياحي .

وفي هذا الصدد، يقول رئيس الجامعة التونسية لأدلاء السياحة مهدي حشاني أنه "لا يمكن لمهنة الدليل السياحي أن تنتهي، وأنه مهما توفرت وسائل التكنولوجيا الحديثة يبقى السائح في حاجة إلى الاتصال المباشر لما له من أثر إيجابي باعتراف السائح نفسه"، مشيراً في السياق ذاته إلى أنه "سيتم إنشاء منصة إلكترونية تضم السيرة الذاتية والمهنية لجميع الأدلاء السياحيين والمناطق التي ينتمون إليها واللغات التي يتحدثون بها، وأرقام هواتفهم وهو ما سيسهل عملية التواصل مع الدليل على غرار السياح أو وكالات السفر".

وعلى رغم المشكلات الهيكلية التي تعيشها مهنة الأدلاء السياحيين في تونس فإن وزير السياحة محمد المعز بلحسين أكد بحسب ما جاء في بلاغ للوزارة في مناسبة اليوم العالمي للدليل السياحي على أهمية مكانة الأدلاء السياحيين ودورهم في تطوير القطاع السياحي بمختلف مكوناته.

واعتبر أن "للدليل السياحي دوراً مهماً ومحورياً في صناعة السياحة بمختلف مكوناتها لاعتباره سفيراً للقطاع وحلقة الوصل بين السائح، محلياً كان أو أجنبياً" إضافة إلى "دوره في إعطاء الزائر الصورة الحضارية الحقيقية عن البلاد التونسية وعمق تاريخها، ممّا يسهم في تعزيز ثقة السائح وتحفيزه لزيارة مختلف المواقع السياحية والثقافية التي تزخر بها البلاد بكل أنحائها من شمالها إلى جنوبها".

 

 

وأبرز بلحسين أن وزارة السياحة بصدد تحيين النصوص القانونية المنظمة لمهنة الدليل السياحي بالتعاون مع الهياكل المعنية مما سيدعم دوره ومكانته في المنظومة السياحية وتجنب المخالفين والدخلاء على القطاع.

لكن على رغم محاولة إنقاذ القطاع تبقى الصعوبات كبيرة. وتقول الدليلة السياحية يمينة إنها في بعض الأحيان تفكر في تغيير الاختصاص والبحث عن عمل أكثر استقراراً، لكن حبها وشغفها بالعمل دليلاً سياحياً جعلها تؤجل هذه الخطوة.

وعن منافسة المنصات الإلكترونية تقول يمينة" التكنولوجيا الحديثة و تزايد عدد الأدلة الإلكترونية سبب أساس في تقلص عدد الأدلاء السياحيين" مضيفة" العدد من وكالات الأسفار أو السياح يفضلون الدليل الإلكتروني باعتباره نوعاً من الضغط على المصاريف أو لأسباب أخرى"

من جانبها تقول الدليلة السياحية يسر الحامي إن القطاع حساس جداً ويتأثر في أي تغيير على رغم أن القطاع مقنن، موضحة أن دخلاء المهنة هم الأكثر تهديداً للقطاع .

وعلى رغم أهمية التطبيقات، فإن القانون التونسي يفرض دليلاً سياحياً على وكالات الأسفار التي تنظم رحلات سياحية داخلية، مما جعل المهنة تصمد أمام المتغيرات.

 

من يجذب السياح أكثر في المغرب؟

قدم المغرب أول دليل سياحي شامل عام 2013 بخمس لغات عالمية رئيسة هي العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، ويعرف بميزات جميع المدن والمناطق السياحية في المملكة من أجل وضع صورة أولية جاذبة للسياح عبر العالم.

ويضم المغرب أيضاً آلاف المرشدين السياحيين الذين يقومون بدور الدليل السياحي ويتميزون بكفاءات تؤهلهم لمرافقة السياح في المناطق السياحية، غير أن هذا المرشد السياحي بات يواجه منافسة محتدمة من التطبيقات الإلكترونية الذكية التي باتت الخيار المفضل لعديد من السياح.

سفراء السياحة

المرشد السياحي كما يسمى في المغرب، مهنة لها ضوابط وقوانين منظمة، وهو لا يمارس هذه المهنة إلا بعد اجتياز اختبارات بدنية وشفوية من قبل السلطات الوصية على قطاع السياحة داخل البلاد، لمعرفة هل يصلح لمزاولة هذه المهنة السياحية المهمة.

وتفيد وزارة السياحة المغربية عبر موقعها الرسمي بأن المرشد السياحي يؤدي دوراً أساساً في تثمين وترويج الموروث الطبيعي والثقافي المغربي، كونه يعد سفيراً ثقافياً للوجهة لدى السياح.

 

 

ومن جهة أخرى باتت متطلبات السياح أكبر وأكثر دقة، إذ أصبحوا يقارنون الخدمات المقدمة من قبل المرشدين السياحيين المغاربة والمرشدين ببلدان أخرى يقطنون بها أو سبق لهم زيارتها.

وينظم هذه المهنة القانون رقم 05.12 الذي يميز بين فئتين من المرشدين السياحيين، الأولى مرشد المدن والمدارات السياحية الذي ينحصر نشاطه في مد السياح بالمعلومات الجغرافية أو التاريخية أو المعمارية أو الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، ومساعدة السياح ومرافقتهم راجلاً أو على متن سيارات النقل في الطريق العام والمواقع السياحية وداخل المآثر والمتاحف والأماكن ذات الفائدة الثقافية أو الفنية، والمؤسسات السياحية والأماكن العامة.

والفئة الثانية وفق منشورات وزارة السياحة المغربية يتمثل نشاط أربابها في مرافقة السياح ومساعدتهم أثناء رحلاتهم أو جولاتهم داخل المواقع الطبيعية مثل الجبال والصحارى والقرى وغيرها، راجلاً أو على ظهر الدواب أو على متن عربات نقل ملائمة في تنقلاتهم عبر السبل أو الممرات أو الطرق السالكة من دون الاستعانة بتقنيات التسلق أو التزحلق، ومدهم بالمعلومات عن المناطق والمواقع التي يزورونها سواء كانت ذات صبغة طبيعية أو تاريخية أو جغرافية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية.

وتخرج خلال الفترة الأخيرة 1299 مرشداً سياحياً جديداً ليصل العدد الإجمالي إلى 4664 مرشداً رسمياً، وصفتهم وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور بأنهم "سفراء للسياحة المغربية"، وهم يتوزعون على قسمين 459 مرشداً في الفضاءات الطبيعية، و840 في المدن والمدارات السياحية.

منافسة ومقارنة

ومثل قطاع النقل بسيارات الأجرة الذي وجد منافسة شديدة من قبل التطبيقات الإلكترونية الجديدة في المغرب، فإن المرشد السياحي بات يواجه منافسة محتدمة من التطبيقات الإلكترونية المعروفة والرائجة.

وبات السائح المحلي وحتى الأجنبي يتأرجح بين اللجوء إلى الدليل السياحي الذي يتكفل بإرشاده إلى المناطق السياحية المرغوبة وجميع المعطيات الخاصة بها، وبين التطبيقات الإلكترونية الذكية التي توفر خدمة التعرف من كثب على المناطق السياحية وما تتوافر عليه من فنادق ومنازل الضيافة والشقق المفروشة وغيرها من الخدمات السياحية.

يقول المرشد السياحي بمدينة تارودانت أحمد بجكاني إن المقارنة بين تنافسية الدليل والتطبيقات الإلكترونية المتخصصة في التعريف بالسياحة تشبه إلى حد ما المقارنة القائمة بين قراءة الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية، شارحاً أنه على رغم الثورة التكنولوجية فإن للصحيفة الورقية قراءها الأوفياء الذين يجعلونها تقاوم الزحف الإلكتروني.

ويضيف أن الدليل السياحي موجود وسيستمر دوره البارز في تثمين المنتج السياحي على رغم هيمنة التطبيقات الإلكترونية، التي بكبسة واحدة تمنح السائح معلومات وآفاقاً مفتوحة عن المناطق السياحية التي تستهويه في المغرب.

ويوضح بجكاني أن لكل طرف خصائصه وامتيازاته، فالدليل السياحي مصدر موثوق يمكن التفاعل معه بصورة مباشرة وآنية وسؤاله عن كل ما يختلج ذهن السائح، بينما التطبيقات الإلكترونية تظل مصادر لا تفي بالغرض من حيث التواصل الفعال والحميمي لاستجلاء مكامن الغموض التي قد تعتري السائح، محلياً كان أو أجنبياً.

ويرى أن "تناسل ظاهرة الدليل السياحي المزور ضرب بصورة عميقة صدقية الدليل الحقيقي وأفرز شكاوى متعددة من السياح، مما يفسر لجوء كثيرين إلى التطبيقات الإلكترونية خشية الوقوع في الاحتيال والنصب السياحي من قبل المرشدين المزيفين والمحتالين".

تهديد فرص العمل في مصر

وفي مصر تتباين آراء المتخصصين حول تأثير هذه التطبيقات في مهنة الإرشاد السياحي، فبينما يراها البعض تهديداً للمهنة التقليدية، يعتبرها آخرون فرصة لتعزيز الخدمات السياحية.

ويواجه المرشدون السياحيون في مصر تحديات عدة، أهمها خطر البطالة الذي يهدد عدداً منهم، وفقاً لتصريحات نقباء سابقين للإرشاد السياحي، تحدثوا إلى "اندبندنت عربية"، إذ اعتبروا أن قرابة 12 ألف مرشد سياحي تحت المظلة النقابية، باتوا بحاجة إلى التكيف مع التطورات التكنولوجية والاستفادة منها لتحسين الخدمات المقدمة للسياح.

ويعتقد نقيب المرشدين السياحيين السابق معتز السيد، أن التطبيقات الذكية يمكن أن "تقلّص من فرص عمل المرشدين في مصر"، وهو أمر غير مناسب تماماً في مجتمع يعاني ارتفاع معدل البطالة. مبدياً تخوفه من انتشار النظم التكنولوجية في المناطق السياحية المصرية، مثل الأكواد التي يمكن وضعها على القطع الأثرية، وتوافر ميزة صوتية لعرض تاريخها ومعلومات عنها، فقد تعتمد عليها شريحة واسعة من السياح، وتستغني عن المرشدين.

وقديماً عُرف المرشد السياحي في مصر باسم "الترجمان"، وكانت مهارته تقتصر غالباً على لغة واحدة، معتمدة على الخبرة الشخصية، إذ لم يكن يُشترط مؤهل معين، ثم تطورت المهنة بخصخصة دورات تدريبية للمرشدين السياحيين لتحسين مستوى الخدمة كانت تقام بوزارة الإرشاد القومي (التي أصبحت في ما بعد وزارة السياحة). وفي السبعينيات أقيمت كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، التي بدأت بتخريج دفعات المدربين تدريباً أكاديمياً وعلمياً، إلى أن صدر قانون ينظم لمهنة الإرشاد السياحي (رقم 121) لعام 1983.

العامل الاقتصادي لا يمكن تجاهله، إذ يتوقع معتز في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن تستخدم شركات سياحية مصرية هذه التقنيات مستقبلاً بصورة واسعة لجذب السياح بتقديم خدمات مثل "المرشد الرقمي" بأسعار أقل من تلك التي يتقاضاها المرشدون السياحيون، وهذه التقنيات قد تقضي على فرص عمل المرشدين السياحيين في مصر، وبخاصة في ظل ارتفاع معدل البطالة في هذا القطاع.

وبصفته النقابية السابقة قدر السيد نسبة البطالة بين المرشدين السياحيين بنحو 80 في المئة في أشهر الصيف، وتنخفض إلى نحو 20 في المئة في الشتاء. متوقعاً أن يؤدي انتشار التقنيات الذكية بصورة واسعة في مصر إلى انخفاض حاد في هذه النسب.

وحول رؤية شركات السياحة في مصر تأثير هذه التطبيقات في عمل المرشدين السياحيين، أوضح نقيب السياحيين باسم حلقة لـ"اندبندنت عربية" أن هذه التطبيقات "لا يمكن أن تحلّ محل المرشد السياحي في مصر"، نظراً إلى خبرته وقدرته على الرد السريع على استفسارات السياح.

المرشد السياحي لا يعتمد فقط على الجانب المعرفي وفقاً لحلقة، بل يربط بين القصص المختلفة ليقدم تجربة سياحية غنية ومتكاملة، وهو ما يمنحه الأفضلية في مواجهة التقنيات الحديثة، والشركات السياحية تعتمد بصورة رئيسة على المرشدين السياحيين لتوزيعهم على المجموعات السياحية. لافتاً إلى أنهم يحتفظون بكشوفات تتضمن عدد المرشدين السياحيين العاملين مع جميع الشركات وخبراتهم بمختلف اللغات، كما أنهم يتواصلون مع المرشدين لاستقبال الأفواج السياحية، ويقدمون لهم أجراً يومياً يصل إلى 1000 جنيه.

تجاهل لغات نادرة

وسلط السيد الضوء على معوقات أخرى قد تزيد فرص الاعتماد على التطبيقات الذكية، مثل نقص أعداد المرشدين السياحيين الذين يتقنون اللغات النادرة، وعدم توفر مراكز ثقافية لهذه اللغات في مصر، إضافة إلى عدم تدريسها في الجامعات بصورة تؤهلها لسوق العمل.

وفي مارس (آذار) الماضي، أشارت عضو مجلس النواب المصري، هناء أنيس رزق الله، في طلب إحاطة مقدم إلى البرلمان إلى أن سوق العمل السياحية في مصر تحتاج إلى مرشدين سياحيين يتقنون لغات نادرة، مثل الكورية والماليزية واليابانية والهولندية، وطالبت بإعادة تأهيل وتطوير العاملين في قطاع الإرشاد السياحي ورفع كفاءتهم، وحلّ المعوقات التي تواجه عملهم، منها ترخيص مزاولة المهنة، الذي يُجدد كل خمسة أعوام.

الاعتماد على التطبيقات الذكية

ويعاني المرشد السياحي في مصر مشكلات تؤثر في قدرته على تطوير نفسه تكنولوجياً، إذ لا يزال يخضع لقوانين قديمة، وفقاً لمعتز الذي ألقى الضوء على أن جميع المهن يصدر لها تصريح واحد لمزاولة المهنة باستثناء الإرشاد السياحي، وفي حال لم يتم تجديد الترخيص، يسقط الحق في مزاولة المهنة. معتبراً أن هذا الإجراء بيروقراطي، ويعود إلى قانون تنظيم العمل الذي يرجع إلى عام 1983، إضافة إلى عدم توفر مظلة تأمينية للمرشدين السياحيين، مما يقلل من قدرتهم على تطوير مهاراتهم والاستفادة من التطبيقات الذكية بسبب زيادة الضغوط عليهم.

ويشترط للعاملين في القطاع أن يكونوا أعضاء مسجلين بنقابة الإرشاد السياحي، وحاصلين على بكالوريوس إرشاد سياحي من إحدى الكليات أو المعاهد المعتمدة من وزارة التعليم العالي، ومنحوا ترخيصاً من قبل وزارة السياحة لمزاولة المهنة.

من جهة أخرى، أكد نقيب المرشدين السياحيين السابق، حسن النخلة، أن التقنيات التكنولوجية "لا تتعارض مع عمل المرشدين السياحيين في مصر"، إذ لا يمكن للتطبيقات الذكية أن تحل محل المرشد السياحي، وبخاصة في بلد مثل مصر الذي يتمتع بتاريخ ثقافي يحمل تفاصيل متشعبة.

وقال النخلة لـ"اندبندنت عربية"، إن المرشد السياحي الجيد في مصر يجب أن يتمتع بخبرة لا تقل عن 10 أعوام، مما يجعل هذه التطبيقات عنصراً تكاملياً وإيجابياً يزيد كفاءة المرشدين. لكنه لفت الانتباه إلى معوقات تواجه المرشدين السياحيين، منها قلة مصادر الدخل لنقابة الإرشاد السياحي، التي تعتمد فقط على اشتراك المرشد السياحي بقيمة 70 جنيهاً، واستقطاع جزء من تذكرة دخول مدينة أبو سمبل لمصلحة النقابة، ونقص الموارد ووجود مقر واحد للنقابة عبارة عن شقة سكنية في وسط القاهرة تُستخدم مقراً إدارياً، إذ يضطرون إلى حجز قاعات خلال اجتماع الجمعية العمومية.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات