ملخص
دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أيضاً إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في غزة، مع ترقب جولة محادثات صعبة دعت الدول الوسيطة إلى عقدها الخميس أملاً في التوصل إلى هدنة.
في حين يضاعف المجتمع الدولي جهوده لتجنب نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هدنة بين إسرائيل و"حماس" قد تحول دون وقوع الهجوم الإيراني، قال بايدن للصحافيين "هذا ما أتوقعه"، مؤكداً أنه "لن يستسلم" في وقت "تتكثف" المفاوضات لتحقيق هذا الهدف.
من جانبها قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن الهدف العام للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو خفض التصعيد، والردع والوقوف في وجه أية هجمات مستقبلية، وتجنب الصراع الإقليمي.
وقالت غرينفيلد في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شأن الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" "يبدأ هذا بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح الرهائن في غزة، نحن بحاجة إلى إنهاء هذا الأمر".
إيران ترفض دعوة الغرب
ورفضت إيران أمس الثلاثاء الدعوات الغربية إلى التراجع عن تهديدها بالرد على إسرائيل، في وقت تسود المخاوف من توسع الحرب في قطاع غزة إلى المنطقة.
وألقت إيران وحلفاؤها باللوم على إسرائيل في مقتل هنية أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية لحضور تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، ولم تعلق إسرائيل على ذلك.
لكن إيران تعهدت الانتقام لمقتل هنية الذي جاء بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، وتوعد "حزب الله" بالرد.
وتتصاعد الضغوط الدبلوماسية الغربية منذ ذلك الحين في محاولة لتجنيب الشرق الأوسط مزيداً من التصعيد.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني دعوات الغرب، وقال في بيان "الجمهورية الإسلامية مصممة على الدفاع عن سيادتها، ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة".
وندد بإعلان لا يتضمن "أي مأخذ على الجرائم الدولية التي يرتكبها النظام الصهيوني، ويطلب بوقاحة من إيران عدم الرد بشكل رادع (على من) انتهك سيادتها".
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك أول من أمس الإثنين إنها حضت إيران على خفض التصعيد.
وكان البيت الأبيض حذر من أن إيران قد تشن مع وكلائها "هجمات كبرى" على إسرائيل هذا الأسبوع، لافتاً إلى أن إسرائيل لديها تقديرات مماثلة، وخلال الأيام الأخيرة أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة طائرات وغواصة مزودة بصواريخ إلى المنطقة دعماً لإسرائيل.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الثلاثاء، خلال زيارته قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان، "نعمل في آن واحد على إزالة التهديدات والاستعداد لكل الاحتمالات لنكون قادرين على شن هجوم في المكان الذي نقرره".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وضع كارثي في غزة
ودعت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري دي كارلو أمس الثلاثاء "جميع الأطراف" إلى وقف التصعيد، وقالت "بعد 10 أشهر على بدء الحرب، أصبح خطر التصعيد الإقليمي أكثر وضوحاً ورعباً من أي وقت مضى".
وأشارت إلى أنه في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل "لا يزال الوضع كارثياً بالنسبة إلى المدنيين، لا يوجد مكان آمن في غزة، ولكن إجلاء المدنيين يتواصل إلى مناطق لا تنفك تضيق".
ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أيضاً إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في غزة، مع ترقب جولة محادثات صعبة دعت الدول الوسيطة (واشنطن والدوحة والقاهرة) إلى عقدها الخميس أملاً في التوصل إلى هدنة.
كما دعت الدول الغربية إلى إيصال المساعدات "من دون قيود" إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر بعد 10 أشهر من الحرب.
من جهته أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يزور موسكو عن "قلقه" إزاء أعداد القتلى المدنيين في غزة.
وقبلت إسرائيل دعوة الوسطاء إلى استئناف المفاوضات هذا الأسبوع في شأن وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح رهائن.
وتعارض الأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وهو موقف كرره وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي دخل أمس الثلاثاء مع أكثر من 2000 إسرائيلي باحات المسجد الأقصى.
وقال بن غفير في فيديو من باحات المسجد الأقصى إن إسرائيل "ستهزم ’حماس‘"، داعياً إلى عدم الذهاب إلى أية مفاوضات.
ودعت "حماس" من جهتها الوسطاء إلى تنفيذ خطة الهدنة التي عرضها الرئيس بايدن في مايو (أيار)، بدلاً من إجراء مزيد من المفاوضات، من دون أن توضح ما إذا كانت ستشارك في الجلسة التي يفترض أن تعقد في الدوحة أو القاهرة.
اشتباكات قرب نتساريم
على الأرض اشتبك مقاتلون فلسطينيون خلال الليل مع الجيش الإسرائيلي قرب نتساريم جنوب مدينة غزة، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مسعفون إن شخصاً قتل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمخيم المغازي للاجئين في وسط القطاع، ونقلوا إلى مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء أن صاروخاً أطلق من قطاع غزة سقط قبالة سواحل تل أبيب، فيما أكدت كتائب "القسام" مسؤوليتها عن الإطلاق.
وقتلت غارة إسرائيلية أمس الثلاثاء 10 أفراد من عائلة كانت تقيم في خان يونس جنوب قطاع غزة، ولم ينج منها سوى طفلة عمرها ثلاثة أشهر وفق ما أفاد به مسعف.