Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تبدأ عامها الثالث في السلطة بالإصرار على "الشريعة"

رئيس وزراء أفغانستان يقول إن "على البلاد الإبقاء على حكمها" وقاعدة أميركية سابقة تستضيف الاحتفال بذكرى عودة الحركة

أفراد أمن "طالبان" يستقلون قافلة للاحتفال بالذكرى الثالثة لاستيلاء الحركة على الحكم في أفغانستان (أ ف ب)

ملخص

تجمع مئات الأشخاص، بينهم دبلوماسيون صينيون وإيرانيون، في القاعدة الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً خارج كابول، لإحياء الذكرى الثالثة لعودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان، في مراسم تضمنت إلقاء كلمات وعرضاً عسكرياً.

قال رئيس وزراء أفغانستان حسن أخوند اليوم الأربعاء، في مناسبة الذكرى الثالثة لعودة "طالبان" إلى السلطة، إن على البلاد "الإبقاء على حكم الشريعة الإسلامية".

وأعلن آخوند في بيان تلاه في باغرام، القاعدة الأميركية السابقة في أفغانستان، أن سلطات "طالبان" "تتحمل مسؤولية الإبقاء على حكم الشريعة الإسلامية وحماية الممتلكات وأرواح الناس واحترام أمتنا".

وتجمع مئات الأشخاص، بينهم دبلوماسيون صينيون وإيرانيون، في القاعدة الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً خارج كابول، لإحياء الذكرى الثالثة لعودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان، في مراسم تضمنت إلقاء كلمات وعرضاً عسكرياً.

ونقلت مروحيات مسؤولي "طالبان" إلى هذا الحدث الذي أقيم في أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، التي كانت بمثابة محور العمليات التي قادتها الولايات المتحدة في البلاد على مدى عقدين.

وحلقت طائرات مروحية فوق موكب من عشرات المركبات العسكرية العائدة للحقبة السوفياتية أو تلك التي استولت عليها "طالبان" من القوات الأميركية والجيش الأفغاني.

وتقدم صف طويل من راجمات الصواريخ والشاحنات من الحقبة السوفياتية وناقلات الجنود المدرعة الخفيفة أمام المدرجات المليئة بالزهور، حيث كان هناك مئات الضيوف بما في ذلك عدد قليل من الدبلوماسيين الصينيين أو الإيرانيين.

وتم أيضاً استعراض المدفعية الثقيلة المتنقلة والدبابات السوفياتية أو الدبابات الأميركية في أكبر قاعدة جوية بأفغانستان، التي كانت بمثابة محور العمليات التي قادتها الولايات المتحدة في البلاد على مدى عقدين.

واستعرضت الدراجات النارية أيضاً مع عبوات صفراء بلاستيكية والتي استخدمت سابقاً لحمل القنابل محلية الصنع أثناء القتال ضد القوات الدولية.

وسيطر مقاتلو "طالبان" على العاصمة كابول في الـ15 من أغسطس (آب) 2021 بعد انهيار الحكومة المدعومة من واشنطن وفرار قادتها إلى المنفى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد ثلاث سنوات على عودة حركة "طالبان" إلى الحكم تعاني أفغانستان ركوداً اقتصادياً كاملاً، فيما يغرق سكانها في الفقر وسط أزمة إنسانية متفاقمة، من دون أمل في تحسن الأوضاع في المستقبل المنظور.

عند سيطرة الحركة على كابول، ورثت من السلطة السابقة إدارة بوضعها القائم. ومنذ ذلك الحين انخفضت الأسعار وقاومت العملة الوطنية الضغوط، ولم يعد الفساد مستشرياً كما من قبل وتجري جباية الضرائب بصورة أفضل.

والأهم من كل ذلك أن الأمن عاد إلى البلاد، مما أوجد أجواء مواتية للأعمال. وبعد سنوات من الحرب بات بإمكان الأشخاص والبضائع التنقل بصورة آمنة عبر البلاد، من كابول إلى هرات غرباً، ومن مزار شريف شمالاً إلى جلال آباد شرقاً.

غير أن الناتج المحلي الإجمالي شهد انكماشاً حاداً بنسبة 26 في المئة في 2021 و2022 بحسب البنك الدولي، الذي حذر من أن "النمو سيكون بمستوى الصفر للسنوات الثلاث المقبلة وستتراجع العائدات للفرد تحت الضغط الديموغرافي".

ومع عدم اعتراف أي دولة بحكومة "طالبان" توقفت المساعدات الإنمائية وانهارت المساعدات الإنسانية، وبات ثلث سكان أفغانستان البالغ عددهم 45 مليون نسمة يعيشون على الخبز والشاي، في ظل انتشار البطالة.

وتملك أفغانستان ثروات معدنية وإمكانات زراعية هائلة، لكنها تعاني هجرة الأدمغة ونقص البنى التحتية وانقطاع الخبرات الأجنبية ومصادر التمويل.

وقالت طالبة جامعية تدعى مادينا (20 سنة) في كابول لوكالة الصحافة الفرنسية "مرت ثلاثة أعوام منذ دفن أحلام الفتيات"، متابعة "شعور مرير. الاحتفال بهذا اليوم كل عام يذكرنا بالجهود والذكريات والأهداف التي وضعناها لمستقبلنا".

وشهدت كابول أيضاً احتفالات في استاد غازي الكبير حيث حضر مئات من الرجال لمشاهدة عرض رياضي وقتالي، فيما لم تشارك أية امرأة في الاحتفالات، ومنعت الصحافيات من تغطية احتفالات الذكرى.

وعززت الإجراءات الأمنية داخل مدينة قندهار (جنوب) المعقل الروحي لـ"طالبان" وموطن الزعيم هبة الله أخونزاده الذي يعيش في عزلة، ويحكم عبر الفتاوى الدينية.

وكان الأمن أولوية بالنسبة إلى سلطات "طالبان" في حين يعرب عدد من الأفغان عن ارتياحهم بعد 40 عاماً من الصراعات المتعاقبة، وما زال الاقتصاد يعاني والسكان غارقين في أزمة إنسانية متفاقمة.

وحذر بيان مشترك صادر عن منظمات دولية غير حكومية من تزايد النقص في الإمدادات، مع وجود 23.7 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية.

وجددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" دعواتها إلى الضغط على حكومة "طالبان" لرفع القيود المفروضة على النساء اللاتي ضيق الخناق عليهن ومنعن من الالتحاق بالتعليم الثانوي والعالي.

وقالت الباحثة في الشؤون الأفغانية بالمنظمة فيريشتا عباسي إن "الذكرى الثالثة لاستيلاء ’طالبان‘ على السلطة هي تذكير قاتم بأزمة حقوق الإنسان في أفغانستان".

المزيد من متابعات