ملخص
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران إلى الامتناع عن شن هجوم على إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية.
اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم الخميس أن المباحثات في قطر حول هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" تتيح الافراج عن الرهائن تشكّل "لحظة حاسمة للاستقرار العالمي قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط".
وقال لامي في بيان "نمرّ بلحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي. الساعات والأيام المقبلة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط. ولهذا السبب فإننا اليوم وكل يوم نحث شركاءنا في المنطقة على اختيار السلام".
ومن بيروت شدّد وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، على ضرورة التوصّل الى وقف لإطلاق النار في غزة من أجل ضمان السلام في المنطقة، على وقع انطلاق جولة التفاوض الجديدة.
وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة اليوم الخميس مفاوضات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب مستمرة منذ 10 أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس"، وفي ظل تصعيد إقليمي بين الدولة العبرية من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.
"بداية مشجعة"
اعتبر البيت الأبيض أن الجولة الجديدة من المفاوضات الهادفة لتحقيق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حققت "بداية مشجعة" مع استئنافها اليوم الخميس في الدوحة، من دون أن يتوقع التوصل الى اتفاق سريع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن "اليوم هو بداية مشجّعة"، مؤكدا أن المباحثات انطلقت في وقت سابق في العاصمة القطرية بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" وليام بيرنز.
وأضاف كيربي "يبقى الكثير من العمل. نظرا لتعقيد الاتفاق، لا نتوقع الخروج من هذه المباحثات مع اتفاق اليوم".
وتوقع المتحدث أن تتواصل المباحثات الجمعة. وأوضح "هذا عمل محوري. يمكن تجاوز العقبات المتبقية، وعلينا أن نوصل هذه العملية الى خاتمتها".
وتابع "علينا أن نرى الرهائن وقد تمّ الإفراج عنهم، مساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، الأمن لإسرائيل وتوترات أقل في المنطقة، وعلينا أن نرى هذه الأمور في أقرب وقت ممكن".
وكان البيت الأبيض قد حث كل الأطراف المعنية على حضور محادثات غزة في الدوحة التي تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، وحث إسرائيل وحركة "حماس" على إظهار مرونة وتقديم تنازلات قائلاً إن تحقيق تقدم لا يزال أمراً ممكناً في الأيام القليلة المقبلة.
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع "سي إن إن" إلى أن معلومات تفيد بأن إيران لم تتخل عن تهديدها بمهاجمة إسرائيل، بما يشمل تنفيذ ذلك من خلال وكلاء لها في المنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة تراقب الموقف عن كثب ومستعدة لكنه عبر عن أمله في ألا يصل الأمر إلى هذا الحد.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم قبيل بدء جولة التفاوض إن تحرير المختطفين ممكن من خلال المفاوضات فقط"، بينما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلاً عن مسؤول مطلع على المحادثات، أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة للقائهم بعد محادثات اليوم "إذا كانت هناك تطورات أو رد جدي من إسرائيل".
مكتب نتنياهو ينفي
من جهة أخرى، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس ما ورد في تقرير بأنه تحدث أمس مع مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب بشأن المحادثات حول مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، "على عكس التقارير الإعلامية، لم يتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس مع الرئيس السابق دونالد ترمب".
ونشر موقع "أكسيوس" التقرير الذي نقل النبأ عن مصدرين أميركيين، وذكر الموقع أن أحد المصدرين قال إن اتصالاً هاتفياً أجراه ترمب كان الهدف منه تشجيع نتنياهو على قبول الاتفاق، لكنه أكد أنه لا يعلم ما إذا كان هذا هو ما قاله الرئيس الأميركي السابق لنتنياهو بالفعل. ولم يصدر أي رد عن حملة ترمب بعد.
وفود وضربات
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود إلى قطر اليوم الخميس للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضاً ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما لم تعلن "حماس" التي يتخذ قادة منها مقراً لهم في قطر، ما إذا كانت ستشارك في جلسة اليوم.
على الأرض واصلت إسرائيل أمس الأربعاء عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث يقترب عدد القتلى من 40 ألفاً، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات اليوم الخميس في الدوحة، حيث سيحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار بقطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه أن الوفد سيضم "رئيسي الموساد والشين بيت، فضلاً عن نيتسان ألون (منسق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)".
وذكرت مصادر أميركية متابعة للملف أن رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز سيتوجه إلى الدوحة، للمشاركة في المفاوضات.
"حماس" تراقب وتتابع
وقال مصدر في "حماس" إن الحركة "ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدي من جانب الاحتلال ومجد لتنفيذ الاقتراح الأخير، أم أنه استمرار للمماطلة التي يتبعها نتنياهو".
وقال مصدر آخر إن "حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قدم الشهر الماضي"، في إشارة إلى الاقتراح الذي أعلن في وقت سابق وينص على ثلاث مراحل تشمل وقفاً لإطلاق النار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحافيين إن "شركاءنا القطريين يعملون على أن يكون هناك تمثيل لـ’حماس‘" في المفاوضات.
وشدد المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي يتوسط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، من بيروت أمس الأربعاء، على أنه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن من شأن هذا أن يتيح كذلك التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، حيث يتبادل "حزب الله" عبر الحدود النيران مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
ضغوط غربية
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعززت المخاوف من توسع التصعيد من قطاع غزة إلى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في طهران، في ضربة نسبت إلى إسرائيل. وجاء ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت قتلت القيادي في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر، وتوعدت إيران و"حزب الله" بالرد على الدولة العبرية.
ومارست الدول الغربية ضغوطاً مكثفة على إيران، داعية إياها إلى التراجع عن تهديدها بالرد على إسرائيل.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران للامتناع عن شن هجوم.
ورفضت إيران الثلاثاء الدعوات الغربية إلى التراجع.
"حالة تأهب قصوى"
وكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أمس الأربعاء أن الدولة العبرية لا تزال "في حالة تأهب قصوى".
وأضاف "أريد أن أعرب عن امتناني لحلفائنا الذين يقفون متحدين معنا في مواجهة التهديدات البغيضة من النظام الإيراني ووكلائه الإرهابيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في إطار الجهود الدبلوماسية المبذولة لاحتواء التصعيد في المنطقة، يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بيروت اليوم الخميس.
وأمس الأربعاء جرت محادثات بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الذي أجرى بدوره محادثات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وجاء في بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن ورئيس الوزراء القطري شددا خلال الاتصال على أنه "لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض جهود التوصل لاتفاق".
"رسالة واضحة"
وفي سلسلة اتصالات أجراها مع قادة أجانب، وجه بلينكن وفق الخارجية الأميركية "رسالة واضحة" في شأن "الأهمية الحيوية" لوقف إطلاق النار.
وشدد بلينكن على أن "الوقت حان للإفراج عن الرهائن ولتخفيف الأعباء عن أهل غزة، بموجب الاتفاق المطروح الآن على الطاولة".
ووافقت إدارة بايدن أول من أمس الثلاثاء على صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، متجاهلة ضغوطاً تمارسها منظمات حقوقية تدعو إلى وقف إمداد الدولة العبرية بالأسلحة على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة.
40 غارة جوية
في هذا الوقت تواصلت العمليات العسكرية على الأرض في قطاع غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء تنفيذ أكثر من 40 غارة جوية في أنحاء القطاع، مستهدفاً "بنى تحتية إرهابية".
وقال إن قواته تواصل عملياتها في تل السلطان برفح في جنوب القطاع، وكذلك في خان يونس جنوبا أيضاً، وفي وسط القطاع.
في دير البلح في وسط القطاع المحاصر، قال إبراهيم مخيمر "نحن نتمنى نهاية الحرب ونتمنى أن يقف العدوان، 10 أشهر من سياسة تجويع وعزل الشعب عن العالم، نحن في حاجة إلى وقف العدوان لسماح دخول الإمدادات الطبية إلى قطاع غزة لأننا جميعاً نعاني".
وقال رامي الخضري "نتأمل من الله أن تكون هناك حلول حتى يعود النازحون لبيوتهم، نحن الآن متسولون، الشعب مات وتقطعت أرجلهم وأيديهم ودمرت البيوت"، وتابع "نقول لرئيس المكتب السياسي في ’حماس‘ يحيى السنوار نريد حلاً ولنتنياهو أن ينهي هذه القضية".
في تل أبيب قالت الممرضة كارميت الموغ (48 سنة)، "أشعر بأن هذا يجب أن ينتهي، علينا أن نعيد الرهائن، علينا أن نتوصل إلى اتفاق لنعيد تأهيل أنفسنا، أشعر أن الشعب يريد السلام ويريد أن تنتهي الحرب".
وقال رون إيتزيوني (50 سنة) "أعتقد أنه إذا كانت لدى الحكومة الإسرائيلية مشكلة في التوصل إلى اتفاق، من الجيد أن لدينا حلفاء مثل الولايات المتحدة والأوروبيين، الذين يريدون اتفاقاً".
عنف الضفة الغربية
في الضفة الغربية قتل ستة فلسطينيين خلال ليل أول من أمس الثلاثاء وصباح أمس الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي.
وتشهد الضفة الغربية التي تسيطر عليها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة.
وقتل ما لا يقل عن 625 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية ومستوطنين في الضفة الغربية منذ هجوم حركة "حماس"، وفقاً لإحصاء يستند إلى أرقام فلسطينية رسمية.
وقتل ما لا يقل عن 18 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية.
تطور جديد
من جهته، قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الخميس في منشور على تطبيق "تيليغرام"، إن الحارس الذي قتل إحدى الرهائن الإسرائيليين الإثنين الماضي تصرف "بشكل انتقامي خلافاً للتعليمات"، بعد أن تلقى نبأ مقتل طفليه إثر غارة إسرائيلية.
وأضاف أن الواقعة لا تمثل أخلاقيات الحركة.
تجاوزت حصيلة الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة اليوم الخميس 40 ألف قتيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية.
وأشارت الوزارة في بيان إلى "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40005 قتلى و92401 جرح منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023".
وشهدت الساعات الـ24 الماضية حتى صباح اليوم "مقتل 40 شخصاً" وفق البيان.