Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محادثات جنيف السودانية تتقدم ببطء

فتح معبر حدودي لتوسيع المساعدات يشرع أبواب الأمل بانتهاء الحرب على الرغم من عدم مشاركة الجيش

أمام مقر الاجتماعات في اليوم الافتتاحي لمحادثات جنيف التي ترعاها الولايات المتحدة لوقف الحرب السودانية (أ ف ب)

ملخص

كانت الأمم المتحدة رحبت بقرار السلطات السودانية فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان، الذي يعد من أهم المعابر الحيوية لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في 14 منطقة تواجه خطر المجاعة بولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.

في وقت بدأت نتائج المحادثات الجارية، التي تدخل يومها الرابع في جنيف لمناقشة الأزمة السودانية، تجني ثمارها من خلال الإعلان عن فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في 14 منطقة تواجه خطر المجاعة بولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، يتوقع عديد من المراقبين أن تحرز هذه المفاوضات تقدماً ملحوظاً في ظل المؤشرات الماثلة والتنسيق الجاري بين الوسطاء وطرفي الصراع (الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع").

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو أكد في مقابلة مع إحدى الإذاعات المحلية (تذاع الإثنين المقبل) أن "اتصالاتنا مع الجيش السوداني و(الدعم السريع) مستمرة وبانتظام وعلى مرات عدة في اليوم كفريق وكأفراد، أميركيين وسعوديين ومصريين، من خلال المكالمات الهاتفية ووسائل أخرى، فنحن نعيش في عالم حديث، وبإمكاننا إيجاد طريق للتشاور كما فعلنا من قبل، والمضي إلى الأمام".

أمر مأسوي

وأضاف بيرييلو "في عالم اليوم يمكننا الاستمرار في هذه المحادثات والقيام بكل ما في وسعنا بناءً على أشياء محددة مثل فتح معبر أدري وكيفية ضمان ترجمة ذلك إلى نتائج فورية". مبيناً أنهم لم يحصلوا على التزام من قيادة الجيش السوداني بالمشاركة في هذه المفاوضات، التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا بمشاركة عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، وهو أمر مأسوي، لكنه نوه بأنهم كانوا يفضلون أن يرسل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وفداً رفيع المستوى إلى جنيف، "وهو ما كان سيجعلنا قادرين على إحراز تقدم أكبر في شأن مسألة وقف الأعمال العدائية".

 

 

وزاد "سنواصل العمل على تنفيذ الاتفاق الذي أبرمه الطرفان في جدة، فالشعب السوداني قال إنه يريد خطوات عملية الآن، لهذا السبب مضينا قدماً بهذه المبادرة، ولن ندع شيئاً يمنعنا من القيام بما يمكننا لحماية المدنيين في السودان، ولدينا عدد من الطرق التي من شأنها إحراز تقدم في المفاوضات، بخاصة أننا قضينا كثيراً من الوقت، وكذلك السعوديون والمصريون، مع الجيش السوداني خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، فضلاً عن محادثاتنا الخاصة وجهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة".

اتهامات بالفشل

في السياق قال القيادي في حزب الأمة القومي صلال جلال إن "الضغط ما زال متواصلاً من أطراف عدة على القوات المسلحة السودانية لحضور مفاوضات جنيف، لكن موقف هذه القوات لا يزال متعنتاً ورافضاً، على رغم أن غداً الأحد هو آخر موعد مقترح من قبل الجانب الأميركي كمهلة لمشاركة الجيش السوداني في المحادثات كما أعلن المبعوث الأميركي".

 

 

وتابع جلال "مفاوضات جنيف بالتأكيد تقع في صلب الانتخابات الأميركية، وفشلها خسارة كبيرة للحزب الديمقراطي بملف السياسة الخارجية، خصوصاً أن الحزب الديمقراطي متهم من الجمهوريين بالفشل في ملفات خارجية عدة، من بينها إدارة الحرب الأوكرانية وحرب غزة، فضلاً عن الملف النووي الإيراني، لذا ففشل مفاوضات جنيف سيضعف موقف الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة".

وبين أنه في ظل هشاشة الوضع في السودان واضمحلال الدولة وتعرض المدنيين لأكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم، يضع المجتمع الدولي على المحك بين إنقاذ الذين تعلقت آمالهم وطموحاتهم بوقف إطلاق النار حفاظاً على الحق الطبيعي في الحياة، وتحويل المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى مهزلة في إدارة الأزمات على المسرح الدولي.

تفاوض منقوص

من جانبه قال المتخصص في مجال فض النزاعات معاوية عوض الله "معلوم أن عملية التفاوض دائماً تكون بين طرفين، وفي حال غياب طرف يعد تفاوضاً منقوصاً ومخرجاته غير ملزمة، لذا فإن ما يحدث في جنيف هو اجتماع تمهيدي لعملية التفاوض التي تتطلب اكتمال كل حلقاتها من أطراف الصراع أو الوسطاء". وأضاف أن "إنهاء الأزمة السودانية لا يكون بهذا المستوى الجاري في جنيف، لأن مستوى الحدث كبير جداً ولا يمكن إدارة حلوله بالطريقة التي تمارسها واشنطن، فما يجري ليست له علاقة بفض النزاعات أو فن التفاوض، وهو سابقة غريبة جداً، فمن غير المعقول أن يتعامل الوسيط الرئيس ممثلاً في الولايات المتحدة مع الطرف الأقوى في هذه الأزمة وهو الجيش السوداني عبر الاتصال الهاتفي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وواصل عوض الله "في اعتقادي أن الجيش موقفه واضح من هذه المفاوضات، وهو أنه لا بد من تنفيذ اتفاق جدة الموقع في الـ11 من مايو (أيار) 2023 باعتباره المرجعية الحقيقية لأية عملية تفاوض، فإذا لم تكن هذه هي الخطوط التي رسمت للتفاوض فلا أظن أنه ستكون هناك نتائج إيجابية مهما كلف الأمر".

ومضى في القول إن "الوسيط الأميركي يسعى جاهداً إلى إنجاز مسألة التفاوض وإيجاد حلول لهذه الأزمة لكسب أرضية في السودان، فضلاً عن أن ذلك سيحقق له مكاسب في الانتخابات الأميركية المقبلة، إذ يمثل إنجازاً يحسب للإدارة الحالية يتم تسويقه للناخبين، لكن ما حدث في شأن فتح معبر أدري من جانب الحكومة السودانية أمس الخميس كان رأفة بالشعب السوداني لإدخال المعونات الإنسانية، وليس معناه أن هناك نية للدخول في المفاوضات الجارية بشروط أقل".

 

 

وختم المتخصص في فض النزاعات "في رأيي أن مفاوضات جنيف تعد تحصيل حاصل، فإذا فرضنا أن الجيش ارتضى الجلوس مع (الدعم السريع) فإن الشعب السوداني لن يقبل بأي اتفاق يعد بمثابة مكافأة لـ(الدعم) الذي انتهك أعراضه ونهب ممتلكاته ودمر البنى التحتية لبلاده".

معبر حيوي

وكانت الأمم المتحدة رحبت بقرار السلطات السودانية فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان، الذي يعد من أهم المعابر الحيوية لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في 14 منطقة تواجه خطر المجاعة بولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.

وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أن هناك قافلتين تحملان 6 آلاف طن من المواد الغذائية تستعدان للتحرك لدعم نصف مليون شخص.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 80 في المئة من المستشفيات في السودان غير عاملة، محذرة من أن الأطفال قد يموتون من عدوى بسيطة بسبب تدهور الرعاية الصحية.

ويعاني نحو 26 مليون سوداني الجوع الحاد، مما يجعل إعادة فتح المعبر ضرورة ملحة لضمان وصول المساعدات بسرعة وكفاءة.

المزيد من متابعات