من الغريقان لينش وبلومر اللذان يتصدران الإعلام الغربي؟

مايك لينش، مليونير البرمجيات المفقود بعد غرق يخت فاخر قبالة سواحل صقلية الإيطالية، رجل أعمال من المملكة المتحدة أنشأ شركة تكنولوجيا عالمية، يلقب بـ"بيل غيتس البريطاني"، لكن قصته تختلف بصورة كبيرة عن مؤسس "مايكروسوفت".

قبل أقل من ثلاثة أشهر حصل لينش البالغ من العمر 59 سنة على البراءة من 15 تهمة احتيال واجهها في الولايات المتحدة فيما يتعلق ببيع شركته "أوتونومي" مقابل أكثر من 11 مليار دولار لشركة "هيوليت باكارد" في "وادي السيليكون" عام 2011.

ولد لينش في إيرلندا لأب يعمل رجل إطفاء وأم ممرضة، درس الكيمياء الحيوية والفيزياء والرياضيات في جامعة كامبردج قبل أن يتخصص بالنهاية في "الأنماط التكيفية"، ويقال إن أطروحته للدكتوراه من أكثر الأبحاث قراءة في مكتبة الجامعة البريطانية.

بعد عدد من المشاريع الناشئة في مجال التكنولوجيا أطلق لينش شركة "أوتونومي" لتحليل البيانات في 1996، وطرحت أسهمها في بروكسل أولاً عام 1998، ثم انتقلت إلى بورصة لندن، حيث انضمت لمؤشر "فوتسي 100" لأكبر الشركات المدرجة في بريطانيا.

نجاحات "بيل غيتس بريطانيا" أهلته للعمل مستشاراً علمياً لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون ومديراً غير تنفيذي لهيئة الإذاعة البريطانية، إضافة إلى حصوله على وسام الإمبراطورية عام 2006 نظير خدماته للمؤسسات التي عمل لصالحها.

عندما كان يواجه القضاء الأميركي في تهم الاحتيال ظل لينش يردد أن السجن قد يؤدي إلى موته لأن رئتيه لا تعملان بصورة جيدة، وبعد 3 أشهر على براءته، بينما كان يحتفل بحريته على متن يخت فاخر يطلق عليه "بايزيان" غرق رجل الأعمال البريطاني قبالة سواحل إيطاليا.

غرق مع لينش أمس الإثنين ستة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين حتى الآن، أبرزهم صديق مقرب وأحد الذين دافعوا عنه في القضية الأميركية، هو جوناثان بلومر رئيس مجلس إدارة بنك "مورغان ستانلي الدولي" وشركة التأمين "هيسكوكس".

بلومر رجل أعمال بريطاني يبلغ من العمر 70 سنة وتلقى تعليمه في جامعة إمبريال كوليدج لندن، وعين في منصبه بـ"مورغان ستانلي" عام 2018، أما شركة التأمين الدولية فوصل إلى رئاستها العام الماضي، كما يقود شركة الملابس الرياضية "أس دي أل".

بدأ بلومر حياته المهنية في شركة محاسبة أميركية تسمى "آرثر أندرسن" عمل فيها لمدة 20 عاماً بين 1974 و1994، ثم أمضى السنوات الـ10 التالية في مجموعة "برودينتال" للتأمين في المملكة المتحدة حتى أصبح رئيساً تنفيذياً لها وبقي حتى عام 2005.

كان بلومر رئيساً للجنة التدقيق في شركة "أوتونومي" بين سبتمبر (أيلول) عام 2010 وحتى بيعها في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، ومن المحتمل أن يكون بلومر قد التقى لينش في هذه الفترة وأصبحا صديقين حتى غرقا معاً، وفق وسائل إعلام بريطانية.

زوجة بلومر أيضاً كانت على متن اليخت "بايزيان" الذي غرق أمس الإثنين، وعملت جودي بلومر سابقاً مديرة لشركة تطوير عقاري، كما وصفت كبطلة في مجال الدفاع عن صحة المرأة، حيث دعمت لأكثر من 20 عاماً منظمات متخصصة في هذا المجال.

وكان اليخت "بايزيان" الذي يرفع العلم البريطاني راسياً على بعد نحو 700 متر عن ميناء جزيرة صقلية الإيطالية عندما ضربته زوبعة مائية، كان على متنه 22 شخصاً أنقذ 15 منهم بينهم زوجة لينش وطفلتها البالغة سنة واحدة فيما عثر على شخص ميت.