Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فلسطين الصغيرة" في شيكاغو غاضبة تزامنا مع مؤتمر الديمقراطيين

تضم ضاحية بريدجفيو أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة

تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في شيكاغو بالتزامن مع مؤتمر الحزب الديمقراطي (رويترز)

ملخص

تقول سوزان ناصر إن القاطنين في بريدجفيو ضاحية شيكاغو عملوا جاهدين لضمان فوز بايدن في 2020 إلا "أنهم يشعرون بالخيانة الآن".

على مشارف مدينة شيكاغو، وفيما يجتمع المندوبون الديمقراطيون في إطار مؤتمرهم الوطني العام بزخم وحماسة لتثبيت مرشحتهم للانتخابات الرئاسية، يوجه بعض سكان "فلسطين الصغيرة" رسالة مختلفة إلى كامالا هاريس.

يؤكد علي إبراهيم، الذي يدير مخبزاً فلسطينياً في بريدجفيو في ولاية إيلينوي، "لن يحصلوا على أصواتنا هذه السنة"، موضحاً وقد لف عنقه بخريطة فلسطين التاريخية، "ولا نريدهم في الرئاسة".

وتضم ضاحية شيكاغو هذه أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة، وترفرف الأعلام الفلسطينية في المنطقة، فيما ترفع المتاجر لافتات بالإنجليزية والعربية وتدعو ملصقات إلى التظاهر احتجاجاً على الدعم العسكري الأميركي المتواصل لإسرائيل، فيما حصيلة القتلى في قطاع غزة تستمر بالارتفاع بعد أن تجاوزت 40 ألفاً.

وأمس الإثنين نظمت احتجاجات أمام المركز الذي يستضيف المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، واقتحمت مجموعة من المشاركين السياج الأمني من دون تشكيل أي تهديد على أمن المؤتمر.

الهوة بين الأميركيين

وسلط انطلاق المؤتمر، على بعد 24 كيلومتراً تقريباً في وسط شيكاغو، الضوء على الهوة القائمة بين الأميركيين من أصول فلسطينية والحزب الديمقراطي، وكذلك بينه وبين الجالية العربية الكبيرة في البلاد التي كانت تصوت بكثافة للديمقراطيين.

وتؤكد سوزان ناصر، الأستاذة الجامعية البالغة 46 سنة، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نشعر بالغضب والاستياء"، وتضيف "لا يمكنهم أن يتوقعوا أن نصوت لهم عندما لا تنسجم قيمهم وسياساتهم ومبادئهم مع قيمنا ومبادئنا".

وواصل الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قتل فيه 1199 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية، وخطفت "حماس" 251 شخصاً اقتادتهم رهائن إلى قطاع غزة.

وردت إسرائيل بحملة قصف وهجمات عسكرية عنيفة في قطاع غزة مما أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وألحقت الحملة العسكرية الإسرائيلية دماراً هائلاً بقطاع غزة، وتسببت بكارثة إنسانية أدت إلى نزوح غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة داخل القطاع المحاصر.

 

شعور بالخيانة

ويرى علي إبراهيم أن جو بايدن وكامالا هاريس "كان بإمكانهما بسهولة الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وكان بإمكانهما وقف هذه الحرب منذ فترة طويلة".

وولدت سوزان ناصر، العضو في تجمع "US Palestinian Community Network"، في الأراضي الفلسطينية ونشأت في بريدجفيو، وتقول إن القاطنين في ضاحية شيكاغو هذه عملوا جاهدين لضمان فوز بايدن في 2020 إلا "أنهم يشعرون بالخيانة الآن".

وتعتبر أن هذه الحرب بالنسبة إلى كثيرين ليست موضوعاً نظرياً يتعلق بالسياسة الخارجية، وتوضح بصوت يغلب عليه التأثر، "أحد طلابي خسر 35 من أفراد عائلته، وفقد الاتصال مع آخرين ولا يعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا".

واعتمدت هاريس أحياناً لهجة مختلفة نوعاً ما عن الرئيس الأميركي، داعية إلى وقف لإطلاق النار في مارس (آذار) قبل أن تترشح للانتخابات الرئاسية.

لكن في الفترة الأخيرة وخلال حملتها الانتخابية التي انطلقت بعد انسحاب بايدن المفاجئ من السباق الرئاسي، رفضت الدعوات إلى فرض حظر على إرسال أسلحة إلى إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بداية متعثرة

ويقول محمد باسط البالغ 38 سنة ويملك مطعماً، "هل قامت بما يكفي حتى الآن؟ كلا. هل ستفعل؟ نأمل ذلك"، مشدداً على ضرورة حصول تغير فعلي في سياسة الإدارة الأميركية وألا يقتصر ذلك على التصريحات.

وقد لا يحصل الحزب الديمقراطي في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) على أصوات "فلسطين الصغيرة" والجاليات العربية الأخرى التي يقيم عدد كبير من أفرادها في ولاية ميشيغان المجاورة، حيث المنافسة فيها على أشدها بين المرشحين.

وتؤكد ناصر "ندرك أن ولاية رئاسية أخرى لترمب ستشكل كارثة"، فيما تشدد على أن الجالية الفلسطينية منحت بايدن "متسعاً من الوقت ليغير الوجهة".

وامتنعت هاريس حتى الآن عن الكشف بشكل كبير عن سياستها الخارجية والداخلية، ولم يتضح بعد ما العلاقة التي ستقيمها مع الأميركيين من أصول فلسطينية، إلا أن البدايات كانت متعثرة. فعندما حاول محتجون على الحرب قطع خطاب لها في ميشيغان في وقت سابق من شهر أغسطس (آب) الجاري، قالت غاضبة "إذا أردتم لدونالد ترمب أن يفوز فقولوا ذلك صراحة، عدا ذلك أنا أتولى الكلام".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات