ملخص
من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة متدنية بعدما أدلى 34 في المئة فقط من الناخبين بأصواتهم قبل خمسة أشهر في أدنى نسبة مشاركة تسجل منذ سقوط الشيوعية قبل 35 عاماً.
بدأ البلغار الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد لانتخاب برلمان جديد في سابع انتخابات تشريعية تنظم منذ 2021 وسط ملل كبير لدى الناخبين وفيما تلوح بوادر صعود اليمين المتطرف المؤيد لروسيا، من دون أمل فعلي في الخروج من المأزق.
وتتعاقب الانتخابات وتتشابه في أفقر بلدان الاتحاد الأوروبي بعد تبدد رياح التغيير التي اجتاحت بلغاريا في صيف 2020 على وقع تظاهرات ضد الفساد معارضة للمحافظين.
ويخوض هذا المعسكر مرة جديدة الانتخابات في موقع الصدارة، إذ يحظى حزب غيرب بزعامة رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف بنحو 26 في المئة من نوايا الأصوات، لكنه قد لا يجد مرة جديدة حلفاء لتشكيل غالبية في برلمان شديد الانقسام والتشرذم. ومن المتوقع هذه المرة أيضاً أن تكون نسبة المشاركة متدنية بعدما أدلى 34 في المئة فقط من الناخبين بأصواتهم قبل خمسة أشهر في أدنى نسبة مشاركة تسجل منذ سقوط الشيوعية قبل 35 عاماً.
وضع مقلق
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 7.00 (5.00 ت غ) على أن تصدر أولى التقديرات قرابة الساعة 20.00 (18.00 ت غ).
وقالت أنيليا إيفانوفا في أحد شوارع العاصمة صوفيا، "طفح بنا الكيل، هذا أكيد". وتابعت اختصاصية المعلوماتية البالغة 33 سنة، "سئمنا من أن نجد أنفسنا عالقين في هذه الدوامة التي تدور وتدور، للوصول في نهاية المطاف إلى النتيجة ذاتها"، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 60 في المئة من البلغار يعدون الوضع "مقلقاً للغاية".
ومع هذه الأزمة السياسية غير المسبوقة في البلاد منذ 1989، يرسخ قوميو حزب فايراجدان (النهضة) موقعهم بصورة ثابتة في المشهد السياسي، وتشير استطلاعات الرأي إلى حصولهم على 13 إلى 14 في المئة، ما يساوي حصة الإصلاحيين من تحالف حزبي "لنواصل التغيير" (وسطي) و"بلغاريا الديمقراطية" (يميني)، الذين يتراجعون في كل انتخابات جديدة.
ويمكن لحزب فايراجدان الذي حافظ على حضور قوي خلال الحملة، التسلح أمام ناخبيه بإقرار البرلمان هذا الصيف قانوناً طرحه ضد "الدعاية" المراعية لمجتمع الميم في المدارس، مستوحى مباشرة من روسيا.
تأييد الكرملين
وإن كانت بلغاريا عضواً في الحلف الأطلسي، إلا أنها تبقى قريبة جداً من روسيا وتنتشر فيها المواقع الإلكترونية المؤيدة للكرملين.
وعلق مدير معهد ماركت لينكس دوبرومير جيفكوف لوكالة الصحافة الفرنسية أن "نفوذ (فايراجدان) يزداد إلى حد يجعل الحزب شريكا محتملاً لـ(غيرب)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإن كان بوريسوف الذي أيد القانون المثير للجدل فتح الباب لحصول تقارب، إلا أنه أقر في الوقت نفسه بأن "الشركاء في بروكسل وواشنطن لن يسمحوا" بمثل هذا السيناريو. وهو حرص على الدوام حين كان في الحكم على مراعاة موسكو، مع احترام مواقف الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
وعلى رغم أن بوريسوف اصطف بصورة واضحة إلى جانب موسكو منذ الهجوم الروسي لأوكرانيا، فإن جيفكوف لفت إلى أن الموقف قد يتغير في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوضح أن فوز الرئيس السابق و"تساهله حيال أخطاء الفساد" قد تدفع باتجاه تشكيل ائتلاف بين (غيرب) والقطب الإعلامي السابق النائب ديليان بيفسكي المستهدف بعقوبات أميركية وبريطانية.
ويقود النائب السابق البالغ 44 سنة فصيلاً منشقاً داخل حزب الأقلية التركية "حركة الحقوق والحريات"، قد يحصل على أكثر من 7 في المئة من الأصوات وربما أكثر من ذلك، في وقت تحذر المعارضة من أخطار حصول عمليات تزوير.
وقال المتقاعد غورغي هريستوف، "صرنا نأمل تشكيل حكومة لإصلاح الأمور لبضعة أشهر في الأقل"، مضيفاً أنه حتى وإن قرر كثر البقاء في منازلهم، فهو يعتزم التصويت حتى لو أنه "لم يعد يرى فائدة في ذلك".
وأدى الانكماش الاقتصادي الذي يثير قلق المستثمرين الأجانب إلى تعليق الإصلاحات ضد الفساد وتدابير الانتقال في مجال الطاقة، مما يطرح شكوكاً حول تلقي دفعات أوروبية بمليارات الدولارات، كما تسبب الوضع بإرجاء انضمام بلغاريا إلى منطقة اليورو ودخولها الكامل إلى فضاء شينغن.
وما يزيد من حدة الأزمة المالية كلفة تنظيم الانتخابات التي تخطت 300 مليون يورو لعمليات الاقتراع السبع.