ملخص
خلال أيام مؤتمر الحزب الديمقراطي، سيجول المرشح الجمهوري دونالد ترمب في أرجاء البلاد مع تجمع انتخابي الثلاثاء في ميشيغان التي تشكل ولاية متأرجحة وحاسمة في الانتخابات.
اعتبر الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في خطاب أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة "مستعدة" لأن تصبح كامالا هاريس رئيستها.
وفي خطاب حماسي ألقاه أمام جمهور تفاعل معه بالهتاف والتصفيق، قال أوباما، إن "أميركا مستعدة للرئيسة كامالا هاريس، وكامالا هاريس مستعدة للمنصب. إنها شخص قضى حياته في النضال من أجل أولئك الذين يحتاجون لأن يسمعوا صوتهم".
وأضاف، "نعم، يمكنها ذلك"، مقتبساً في ذلك الشعار الانتخابي الذي أوصله هو نفسه إلى البيت الأبيض قبل 16 عاماً وأدخله التاريخ كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وخصص أوباما حيزاً من خطابه لتحية نائبه السابق الرئيس جو بايدن وحيزاً أكبر لمهاجمة منافس هاريس في الانتخابات المقبلة الرئيس الجهوري السابق دونالد ترمب، مسلطاً الضوء على الاختلافات كثيرة بين هذا "الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً، الذي لا يتوقف أبداً عن النحيب" و"يخشى الخسارة" وهاريس التي "لن تنشغل بمصالحها بل ستنشغل بمصالحكم (..) وستعمل لصالح كل مواطن أميركي".
وألقى أوباما خطابه فور انتهاء زوجته ميشيل من إلقاء خطاب كان بدوره حماسياً وتفاعل معه الجمهور بقوة.
وقالت أوباما التي تتمتع على غرار زوجها بشعبية جارفة في أوساط الديمقراطيين، إن "الأمل عاد" بترشح هاريس لتصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وأضافت أوباما، "هناك شيء سحري ورائع في الهواء... إنها قوة الأمل المعدية".
وكتب أوباما عبر منصة "إكس" قبل خطابه في شيكاغو لحشد الدعم والحماسة لحملة هاريس ومنع وصول دونالد ترمب إلى السلطة لولاية رئاسية ثانية، "إنه لشعور جميل أن أكون في دياري، في شيكاغو".
وحلت هاريس مكان جو بايدن بعد انسحابه بشكل مفاجئ من السباق الرئاسي. وتابع أوباما "أتطلع للمشاركة في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي والانضمام إلى مجموعة كبيرة من المؤثرين لنبرز رهانات هذه الانتخابات".
وقال المندوب في المؤتمر تيد هيسيرودت البالغ 56 سنة "أنا متحمس جداً... أوباما من الخطباء المفوهين".
وقال فرانكلين ديلانو وليامز البالغ 78 سنة، والذي يشارك للمرة الـ12 في مؤتمر عام للحزب، إن "مما لا شك فيه" أن خطاب أوباما سيعزز فرص هاريس بالفوز. وأكد بحماسة "أترون الحشود (في مهرجانات هاريس الانتخابية)؟ سننجح في ذلك".
وسيقوم نحو 4700 مندوب في المؤتمر بتسمية هاريس رسمياً مرشحة الحزب لانتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في تصويت يترافق مع مراسم احتفالية، يشكل إعادة لعمليات الاقتراع التي تمت عبر الإنترنت وحصلت خلالها نائبة الرئيس الأميركي على غالبية أصوات المندوبين.
احتفاء بالإنجازات
واحداً تلو الآخر، سيعلن أعضاء 57 وفداً اختيارهم لمرشح الحزب. وقال منظمو المؤتمر، إن هذه العملية ستكون مناسبة "للاحتفاء" بكل ما أنجز في السنوات الأربع الأخيرة.
في خطاب مفعم بالمشاعر مساء الأحد، عدد بايدن المحطات الرئيسية في ولايته. وأكد الرئيس البالغ 81 سنة "أميركا، أميركا، أعطيتك أفضل ما لدي" مستشهداً بأغنية وطنية، خلال خطاب دام نحو الساعة تطرق فيه إلى إنجازاته ودعا فيه الناخبين إلى دعم نائبته في الرئاسة كامالا هاريس.
وأضاف، "ارتكبت كثيراً من الأخطاء خلال مسيرتي، لكني أعطيت أفضل ما لدي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد بايدن، "أعشق عملي، لكني أعشق بلادي أكثر بعد. كل الكلام حول أنني أشعر بالغضب من أولئك الذين قالوا إن علي أن انسحب، غير صحيح".
وانضمت هاريس التي تلقي غداً الخميس الكلمة الرئيسية في المؤتمر، إلى بايدن على المسرح بعد انتهاء خطابه وتعانقا فيما خص الحضور بايدن باستقبال حار وصفقوا وقوفاً له بعد أقل من شهر على قراره المباغت بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وأطلت هاريس بشكل غير متوقع وتولت الكلام مشيدة بالرئيس فيما لا يتولى مرشحو الحزب الديمقراطي الكلام إلا في اليوم الأخير.
وقالت هاريس، "أود أن أطلق أعمالنا من خلال الاحتفاء برئيسنا الرائع جو بايدن. نحن ممتنون له إلى الأبد".
"لا تناموا على أمجادكم"
ورأت هيلاري كلينتون التي سعت لتكون أول امرأة تتولى الرئاسة الأميركية لكنها خسرت الانتخابات أمام ترمب في 2016، أن بايدن "أعاد الاحترام" إلى البيت الأبيض.
وقالت في كلمة أمام المؤتمر "تشهد الولايات المتحدة شيئاً ما. نشعر بذلك. هو أمر عملنا من أجل تحقيقه وحلمنا به منذ فترة طويلة".
إلا أن هيلاري كلينتون حذرت الديمقراطيين قائلة، "لا تشتتوا تركيزكم ولا تناموا على أمجادكم... فخلال الأيام الـ78 المقبلة علينا أن نعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى".
ترمب في ميشيغان
خلال أيام مؤتمر الحزب الديمقراطي، جال المرشح الجمهوري في أرجاء البلاد مع تجمع انتخابي الثلاثاء في ميشيغان التي تشكل ولاية متأرجحة وحاسمة في الانتخابات.
أما هاريس فستكون في ميلووكي التي استضافت المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الشهر الماضي.
وأضفت هاريس بشكل لافت زخماً وحماسة على حملة الحزب الديمقراطي وقضت على تقدم المرشح الجمهوري في استطلاعات الرأي، متوجهة خصوصاً إلى الناخبين الشباب والنساء والسود.
وقد شتتت التطورات في المعسكر الديمقراطي، تركيز حملة ترمب بشكل كبير.
ويواجه المرشح الجمهوري صعوبة في إعادة ضبط حملته بعد ترشح هاريس، مكثراً من الشتائم الشخصية والخطابات النارية على رغم دعوات من شخصيات جمهورية كبيرة إلى التركيز على مواضيع أخرى.
ويتوقع أن ينزل المحتجون مجدداً إلى الشارع في شيكاغو بعدما اقتحمت مجموعة صغيرة من مناهضي الحرب في غزة سياجاً أمنياً خارجياً أقيم لحماية المؤتمر من دون تشكيل أي تهديد له.