Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة معضلة بأوجه متعددة

قطاع صحي مدمر وقيود إسرائيلية وصعوبات في التوصيل

طفلتان تحملان حساءً من مركز لتوزيع الطعام في مخيم جباليا للنازحين في غزة (أ ف ب)

ملخص

وينتشر فيروس شلل الأطفال في غالب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى. ويمكن أن يسبب تشوهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً، ويصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة.

يعقد القصف الإسرائيلي المتواصل وارتفاع درجات الحرارة خطط التلقيح ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، حيث أعلن الأسبوع الماضي تسجيل أول حالة شلل أطفال منذ 25 عاماً في ظل تدهور كبير في الظروف الصحية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة الماضي من رام الله تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة لدى طفل يبلغ من العمر 10 أشهر، ولم يحصل على جرعة تطعيم ضد المرض.

وتقول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن لديهما خططاً تفصيلية لتطعيم 640 ألف طفل في أنحاء غزة، بدءاً من نهاية أغسطس (آب) الجاري.

 

قيود وصعوبات

وتقول مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما "من الصعب للغاية القيام بحملة تطعيم بهذا الحجم تحت سماء مليئة بالغارات الجوية"، كما أن هناك قيوداً مفروضة على دخول المساعدات، ومن بينها الأدوية، إلى القطاع المحاصر، بينما تزيد درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف من صعوبة تنفيذ حملة التلقيح.

وينتشر فيروس شلل الأطفال في غالب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى. ويمكن أن يسبب تشوهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً، ويصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة.

ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبيركورن إن المنظمة ستشرف على الخطة الرئيسة لحملة التطعيم، مع 2700 عامل صحي موزعين على 708 فرق تعمل في كل بلدية في قطاع غزة.

أما "يونيسيف" فتقول على لسان المتحدث باسمها جوناثان كريكس، إنها مسؤولة عن ضمان سلسلة الإمدادات التي تحتاج إلى تبريد لجلب اللقاحات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة.

نقص في كل شيء

ومن المتوقع أن تكون الأدوات اللازمة للحفاظ على التبريد، بما في ذلك الثلاجات، بدأت بالوصول أمس الأربعاء إلى مطار تل أبيب، على أن تليها جرعات من اللقاح.

ويضيف كريكس أن اللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست قابلة للحقن، ومن المتوقع أن تدخل غزة الأحد المقبل من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم بالقرب من الحدود المصرية.

وحضر نحو 1.6 مليون جرعة لتوفير جرعتين لكل طفل من أطفال غزة البالغ عددهم 640 ألفاً، مع جرعات فائضة لتغطية ما يمكن فقده بسبب الحرارة.

ويقول المتحدث باسم "يونيسف"، "يحتوي كل صندوق على رمز يتفاعل مع التغيرات في درجات الحرارة"، ويظهر عندما تصبح الجرعات غير قابلة للاستخدام.

ويعتبر إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل قضية مركزية بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التي تشكو من القيود التي تفرضها تل أبيب، بما في ذلك القوائم المتغيرة باستمرار للمواد المسموح إدخالها والعقبات الإدارية التي تؤدي إلى التأخير.

وبالتالي تزداد نسبة النقص في كل شيء في قطاع غزة، بدءاً من الوقود والمعدات الطبية وصولاً إلى الغذاء.

وتنفي إسرائيل أن تكون هي سبب العراقيل، وتلوم المنظمات الإنسانية على افتقارها إلى القدرة على توزيع السلع التي تسمح بها في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قطاع صحي مدمر

ووفقاً لتوما، بمجرد وصول اللقاحات إلى غزة، سيحتفظ بها ضمن مكان سلسلة التبريد، وهي مساحة تخزين تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط غزة، قبل بدء حملة التطعيم في الـ31 من أغسطس.

ويوضح كريكس أن اللقاحات "ستوزع عن طريق شاحنات التبريد إذا تمكننا من العثور على بعضها، وإلا عن طريق صناديق التبريد" المملوءة بأكياس الثلج، مشيراً إلى أنها ستذهب إلى مرافق وزارة الصحة وملاجئ الـ"أونروا" وشركاء.

وتعرض النظام الصحي في غزة للدمار بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، ويشرح كريكس "هناك 16 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل في قطاع غزة، وبشكل جزئي فقط".

ومع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة وانقطاع إمدادات الكهرباء من إسرائيل، تعتمد المرافق الصحية بشكل كبير على المولدات بينما الوقود شحيح جداً.

وبحسب كريكس، حددت 11 منشأة صحية فقط قادرة على الحفاظ على سلسلة التبريد.

 

الوصول صعب

ولكن حتى لو نقلت اللقاحات ووزعت بنجاح، فليس هناك ما يضمن أن الناس سيتمكنون من الوصول إليها بأمان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة لمدة سبعة أيام، للتمكن من تطعيم الأطفال.

ويقول مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في غزة موسى عابد، "من دون بيئة آمنة لحملة التطعيم، لن نتمكن من الوصول إلى 95 في المئة من الأطفال دون سن العاشرة"، وهو الهدف المحدد للحملة.

ويقول عابد إن عدداً من سكان غزة يعيشون في مخيمات موقتة أو في مدارس الـ"أونروا" التي باتت تستخدم كملاجئ، مما يجعل من الصعب الوصول إليها.

تعاون "كامل"

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" أسفر عن مقتل 1199 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية رداً على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40223 شخصاً في الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" التي لا تفصل عدد المسلحين وعدد المدنيين، وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وتقول توما التي عملت ضمن فريق الاستجابة لمنع انتشار شلل الأطفال خلال الحرب في كل من سوريا والعراق، "إن عودة شلل الأطفال لمكان قضي عليه فيه خير تعبير عن الواقع".

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت هيئة "كوغات" المعنية بإدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية والتابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن "جهداً مشتركاً سيبذل مع المجتمع الدولي"، واعدة بـ"تعاون كامل".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات