Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رضع غزة... ولدوا في زمن حروب سلبتهم فرصة الحياة

أب سجل طفليه لدى الجهات الحكومية في القطاع وفي اليوم نفسه أصدر لهما شهادتي وفاة

115 رضيعاً ولدوا وماتوا في الحرب على غزة (اندبندنت عربية - مريم أبودقة)

ملخص

2100 رضيع فارقوا الحياة بسبب الضربات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة

على نافذة تسجيل المواليد الجدد داخل المستشفى أسند محمد أبوالقمصان يديه وابتسم للموظف الحكومي الذي سلمه إشعار ولادة جاء فيه، "لقد رزقت بتوأم: الأنثى آيسل، الذكر آسر"، وأخذ ينتظر انتهاء إجراءات استخراج شهادة الميلاد وإتمام عملية التسمية.

ما إن أدار الأب الجديد ظهره بعد أن تسلم شهادتي ميلاد التوأم، حتى لاحظ وصول سيارة إسعاف مسرعة، يقول محمد "شعرت بقشعريرة في جسمي، وانتابني الفضول لرؤية الضحايا لدى وصولهم إلى المستشفى"، ووقف برفقة عشرات الأشخاص أمام سيارة الهلال الأحمر الفلسطيني لمعرفة مدى صعوبة الحالات التي وصلت إلى المستشفى.

وبمجرد ما أنزل المسعف الضحايا، صرخ محمد بصوت عال "توأمي وزوجتي… كيف حدث ذلك؟" وأصيب بانهيار عصبي إثر رؤيته عائلته من بين القتلى الذين سقطوا في قصف إسرائيلي على وسط القطاع.

عمرهم 5 أيام

ولد الرضيعان أيسل وآسر في 12 أغسطس (آب) الجاري، وكان والدهما محمد يحلم كأي أب، أن يرى أطفاله يكبرون أمام عينيه، لكن ضربة إسرائيلية قضت على تلك الأحلام، وسلبته أطفاله وزوجته في لحظة واحدة.

بعد ولادة الرضيعين لازم الأب طفليه واعتنى بهما طوال الوقت وكان يقدم الرعاية لوالدتهما التي خضعت لعملية قيصرية، ولكن بعد خمسة أيام قرر محمد الخروج لتسجيل طفليه لدى الجهات الحكومية في قطاع غزة، وفي اليوم نفسه أصدر لهما شهادتي وفاة.

ولد التوأم في الحرب وفارقا الحياة بعد خمسة أيام فقط، يقول الأب محمد "حرمتهم غزة التي تشهد قتالاً عسكرياً عنيفاً، فرصة الحياة".

إحصاءات

موت أيسل وآسر كشف رقماً مفزعاً لأعداد الضحايا من فئة الرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين والذين قتلوا خلال الحرب المستعرة بين غزة وإسرائيل، إذ بلغ عدد الضحايا الرضع نحو 2100 جميعهم فارقوا الحياة نتيجة الحرب والغارات والضربات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع.

لكن ليس هذا الإحصاء الوحيد الذي تبين عند قتل التوأم، إذ بلغ إجمالي عدد الرضع الذين ولدوا وقتلوا في حرب القطاع 115 صغيراً، جميعهم عاشوا حياة قصيرة وأكبرهم لم يتجاوز عمره التسعة أشهر، لكن وطأة القصف والحرب تسببت في إزهاق أرواحهم.

بالمجمل، فإن عدد الضحايا من فئة الأطفال دون الـ15 سنة، بلغ قرابة 17 ألف طفل، قتلوا جميعهم في مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في مناطق كانت تل أبيب قد صنفتها آمنة أو بقعة خدمات إنسانية.

موت وحشي

معظم الحالات التي وصلت إلى الطبيب حسام أبوصفية الذي يدير مستشفى كمال عدواني تبدو آثار الرصاص والشظايا واضحة عليها، ويقول "بصعوبة أنظر للأطفال الضحايا، لم أتخيل أن أعيش كل تلك المواقف الصعبة مرة واحدة، وأنا الذي لم أغادر المستشفى شمال غزة منذ ما يزيد على 10 أشهر، استقبلنا خلالها عشرات الآلاف من الأطفال القتلى والمصابين، رأيت رضعاً بأجساد ممزقة، ورضعاً بعمر الأشهر فقدوا أطرافهم، وآخرين أصيبوا بحروق شديدة".

رصد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي قتل الأطفال بطريقة ممنهجة، يقول مدير المركز رامي عبده، "يستهدف الجيش المنازل والملاجئ ومراكز الإيواء وهو يعلم أنه يعيش فيها أطفال وهذا انتهاك صارخ للقوانين الدولية".

ويضيف، "عدد الأطفال الرضع أو الأطفال عموماً، الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي مقلق وغير مسبوق في تاريخ الحروب الحديث".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

القائمة السوداء

وإثر سقوط 17 ألف طفل في غزة، لوح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإدراج إسرائيل على القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تلحق الأذى بالأطفال في مناطق النزاع، وأبلغت الأمم المتحدة ملحق الدفاع الإسرائيلي في الولايات المتحدة اللواء هيدي سيلبرمان بذلك.

هذا الإبلاغ أغضب إسرائيل، ويقول سفير تل أبيب جلعاد إردان، "هذا أمر مخز"، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قال، "نحن لا نقتل الأطفال، الأمم المتحدة أدخلت نفسها في القائمة السوداء للتاريخ".

ويضيف، "الجيش الإسرائيلي أكثر الجيوش أخلاقية في العالم، يتجنب قتل الأطفال والرضع والنساء، ويحترم قواعد الحرب والقانون الدولي الإنساني".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير