ملخص
يقرأ المدير العام للاستثمار السابق في وزارة الطاقة غسان بيضون في أزمة لبنان الكهربائية الراهنة، ويقول إن العتمة الشاملة لن تحصل في المنازل والمؤسسات الخاصة حيث المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية باتت بديلاً تاماً عن كهرباء الدولة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في المرافق العامة التي يمكن فعلاً أن تدخل في عتمة تامة وخطرة جداً.
يصح القول إن أزمة الكهرباء في لبنان شغلت المواطنين في الأيام القليلة الماضية، بقدر انشغالهم بالحرب في الجنوب وخطر توسعها إلى كل المناطق، على رغم أنهم تعايشوا مع أزمات هذا القطاع منذ عشرات السنين، وهو الذي تسبب بنصف الدين العام اللبناني، بحسب البنك الدولي.
قبل أيام قليلة طالعت مؤسسة الكهرباء اللبنانيين ببيان تعلن فيه نفاد محطاتها ومعاملها بشكل تام من المحروقات، مما يعني أن البلاد ذاهبة نحو العتمة الشاملة، ومنذ إصدار هذا البيان وحتى اليوم اتهامات وتراشق مسؤولية بين المعنيين في الدولة، بخاصة أن المرافق العامة اليوم مهددة في شكل أساس بسبب غياب الكهرباء، أي المطار والمستشفيات والمرفأ وغيره.
فماذا استجد في هذا الملف؟ وهل من خطر فعلي يهدد مرافق لبنان العامة؟
ظلمة كهربائية خطرة وطويلة
يقول المدير العام للاستثمار السابق في وزارة الطاقة والمياه غسان بيضون في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إننا نعيش اليوم في ظلمة كهربائية خطرة وصعبة وطويلة، وأضاف "الخطط الموضوعة جميعها خطط فاشلة، وكان متوقعاً أن تفشل لأنها غير مبنية على أسس واقعية وقانونية".
عن الإخفاق الحالي وانقطاع الكهرباء عن لبنان، قال بيضون إنه وقع مرة جديدة ويتكرر لأننا نعالج المشكلة بالطريقة نفسها والرؤية والأدوات، فيما نحن بحاجة إلى رؤية جديدة، وطريقة المعالجة الحالية يمكن أن تعيد الوضع في أحسن الأحوال لحيث كنا، أي تغذية كهربائية لساعتين أو أربع ساعات في اليوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتوقف بيضون، وهو خبير في المعهد اللبناني لدراسات السوق، عند قرار مؤسسة كهرباء لبنان رفع التعرفة الكهربائية قبل سنتين، ويقول "هذا الإخفاق اليوم ناتج من رفع تعرفة الكهرباء بشكل غير مدروس ضمن خطة فيها كثير من المخالفات، وكان فيها اتفاق غير معلن بين الحكومة وكهرباء لبنان ووزارة الطاقة بأن تدفع الدولة ثمن الفيول العراقي، على رغم أن خزانة الدولة عانت ما عانته من عجز المحروقات في مؤسسة كهرباء لبنان الذي أوصل لبنان إلى مديونية كبيرة وانهيار مالي، وعدنا للنغمة نفسها بأن تدفع الدولة ثمن النفط العراقي"، ويسأل بيضون على أي أساس رفعت المؤسسة ثمن التعرفة لتؤمن توازنها المالي إن كانت الدولة ستستمر هي بالدفع في مقابل الحصول على الفيول؟
عن العتمة الشاملة التي قد تلف لبنان اعتبر المدير العام للاستثمار السابق في وزارة الطاقة أن هذه العتمة لن تحصل في المنازل والمؤسسات الخاصة، حيث المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية باتت بديلاً تاماً عن كهرباء الدولة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في المرافق العامة التي يمكن فعلاً أن تدخل في عتمة تامة وخطرة جداً، وختم بالقول "هناك خلل وخطأ وغموض بإدارة قطاع الكهرباء في لبنان".
