ملخص
سوق العملات الرقمية المشفرة تربح 334 مليار دولار في آخر 11 جلسة من التعاملات
في تطور جديد بملف الانتخابات الأميركية، وحرصاً على استقطاب شريحة المستثمرين في العملات الرقمية المشفرة، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عزمه على إطلاق منصة للعملات الرقمية، مقدماً إياها كبديل للبنوك والمؤسسات المالية الكبرى.
وقال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية على منصة "إكس" وعلى شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، إن "الأميركيين يتعرضون لضغوط من قبل البنوك الكبرى والنخب المالية منذ فترة طويلة جداً". وأضاف "حان الوقت لكي نقاوم معاً". ولم يقدم "ترمب" أية تفاصيل حول محتوى المشروع المسمى "ذي ديفاينت وانز".
وفي الأسابيع الأخيرة قال اثنان من أبناء ترمب هما إريك ودونالد جونيور اللذان يقودان منظمة ترمب إن هذا المشروع هو بمثابة "عقارات رقمية". وتحدث إريك ترمب لصحيفة "نيويورك بوست" عن "ضمانات يمكن للجميع الوصول إليها بصورة فوري". وفي مجال التمويل، تشير الضمانات عموماً إلى الأصول المودعة مقابل الحصول على قرض. وخلال فترة رئاسته، كان ترمب معارضاً للعملات الرقمية، ووصفها حتى بـ"عملية احتيال"، لكنه غير موقفه بصورة جذرية إلى حد تقديم نفسه حالياً كرائد في هذا المجال.
على صعيد التداولات، وخلال آخر 11 جلسة من التعاملات، قفزت القيمة السوقية المجمعة لسوق الـ"كريبتو" بنسبة 18.2 في المئة مسجلة مكاسب بلغت نحو 334 مليار دولار، بعدما صعدت قيمتها السوقية الإجمالية من مستوى 1840 مليار دولار في تعاملات منتصف الأسبوع الماضي، إلى نحو 2174 مليار دولار في تعاملات صباح اليوم الجمعة.
في صدارة العملات الرابحة حلت العملة الأقوى في سوق المشفرات، وفيما سجلت "بيتكوين" مكاسب بنسبة 0.3 في المئة خلال التعاملات الأخيرة، فقد حصدت مكاسب أسبوعية بنسبة 4.5 في المئة ليجري تداولها اليوم عند مستوى 61143 دولاراً، كما صعدت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 1207.3 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها 55.67 في المئة من إجمالي سوق العملات الرقمية المشفرة.
وسجلت عملة "إيثريوم" التي حلت في المركز الثاني في قائمة أكبر العملات المشفرة وتحمل لقب "وصيفة بيتكوين"، مكاسب خلال الساعات الماضية بنسبة 1.3 في المئة مع ارتفاع بنسبة اثنين في المئة خلال الأسبوع الأخير مسجلة مستوى 2671 دولاراً، كما ارتفعت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 321.4 مليار دولار لتستحوذ على حصة سوقية تبلغ نسبتها 15.02 في المئة من إجمال سوق الـ"كريبتو".
"هاريس" لم تعلن آليات دعم سوق العملات المشفرة
في المقابل أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عزمها دعم المبادرات التي تسعى إلى توسيع نشاطات قطاع الـ"كريبتو"، مما يشكل واحدة من أولى الإشارات الواضحة لدعمها لنمو هذا القطاع، وفقاً لما ذكره براين نيلسون، أحد كبار مستشاري حملتها الانتخابية.
وبحسب موقع "إنفيستينغ"، أكد نيلسون خلال جلسة حوارية نظمتها وكالة "بلومبيرغ" حول المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي أن هاريس ستدعم سياسات تضمن استمرار نمو التقنيات الناشئة والقطاعات المرتبطة بها.
يذكر أن هاريس وفريقها لم يعلنوا رسمياً عن تبني سياسات تدعم ازدهار قطاع الـ"كريبتو" قبل هذا التصريح، لكن تلميحات وتصرفات نائبة الرئيس تشير إلى احتمالية تبني نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية مقارنة بالإدارة الحالية، كما التقى مستشاروها بشخصيات بارزة في هذا القطاع، وتواصلوا مع شركات مثل "كوينبيس" و"سيركل" و"ريبل"، ومن المرجح أن تؤثر هذه اللقاءات في السياسات التنظيمية المستقبلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحللون في شركة إدارة الاستثمار "بيرنشتاين"، إن ارتفاع احتمالات فوز "هاريس" خلال الانتخابات الرئاسية في استطلاعات الرأي الأخيرة، يعد هبوطاً لـ"بيتكوين"، بسبب تعامل الديمقراطيين مع العملات المشفرة، وعدم الوضوح في شأن موقف نائبة الرئيس تجاه تنظيم الأصول الرقمية.
وأضاف التقرير، "ترمب كان صريحاً في شأن سياسته المتعلقة بالعملات المشفرة وتواصل مع شركات تعدين 'بيتكوين'، وقدم عرضاً قوياً لناخبي العملات المشفرة من خلال الوعد بسياسة داعمة لـ'بيتكوين'، حتى إنه أثار احتمال إنشاء احتياط وطني من العملة المشفرة". يأتي ذلك بعد وعد ترمب في مؤتمر "بيتكوين 2024" خلال الشهر الماضي، باستبدال جاري جينسلر رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات والمهاجم للعملات المشفرة، إذا انتخب مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية خلال الانتخابات المقبلة.
خسائر صادمة بعد تسجيل مستويات تاريخية وقياسية
على رغم موجة التذبذب الأخيرة التي سيطرت على السوق، فقد جمعت الشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة المزيد من الأموال، لكنها أبرمت صفقات أقل خلال الربع الماضي من السنة الحالية، ما يعكس التباطؤ الأوسع الذي شهده عالم الأصول المشفرة. وتشير بيانات شركة "بيتش بوك" إلى أن استثمارات رأس المال الجريء في شركات العملات المشفرة بلغت 2.7 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي، بزيادة نسبتها 2.5 في المئة عن الربع الأول من السنة، وهبوط بنحو 9.8 في المئة عن الفترة نفسها من السنة الماضية. وتراجع عدد الصفقات المبرمة بنسبة 12.5 في المئة مقارنة بالربع الأول. وواجهت سوق العملات المشفرة فترة أكثر صعوبة بعد بلوغ الأسعار أعلى مستوياتها التاريخية خلال الربع الأول وسط حالة من الحماس ناجمة عن السماح لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة الأميركية بحيازة "بيتكوين" للمرة الأولى. ووفق تقديرات "بلومبيرغ"، فقد تباطأت تدفقات المستثمرين النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة إلى 2.8 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الحالي، بانخفاض بلغت نسبته 80 في المئة بالمقارنة مع 13.7 مليار دولار في الربع السابق عليه.
وقال روب هاديك الشريك الإداري في صندوق "دراغونفلاي" للاستثمار الجريء في مجال العملات المشفرة، إنه "على رغم أنها ما زالت أقل كثيراً مقارنة بمستويات 2021 وأوائل 2022، فإن استثمارات رأس المال الجريء في قطاع العملات المشفرة بلغت ذروتها خلال مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين. واستمرت جولات الاستثمار اللاحقة في التراجع، مع تحول اتجاه السوق في أواخر أبريل ومايو (أيار) الماضيين، إذ تباطأت سوق رأس المال الجريء مرة أخرى".
وتراجعت "بيتكوين" بنسبة 13 في المئة خلال الربع الثاني، لكنها استعادت عافيتها وجرى تداولها أعلى مستوى 61 ألف دولار في التعاملات الأخيرة، لكن العملة الأقوى في سوق العملات الرقمية المشفرة كانت قد واجهت خلال الفترة الماضية خسائر قاسية دفعتها للنزول من أعلى مستوى بلغته على الإطلاق في مارس (آذار) الماضي عندما تجاوزت مستوى 74 ألف دولار، لكنها هوت إلى مستوى 47 ألف دولار خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري.
وقال روبرت لي كبير محللي "بيتش بوك" في مذكرة بحثية حديثة إن التعافي على نطاق أوسع لأسعار الرموز المشفرة خلال العام الحالي، وتبني المؤسسات بطريقة متزايدة للاستثمار في الأصول المشفرة، يدلان على أن عمليات جمع الأموال ستشهد نمواً، فيما أشار جيسون كام مؤسس شركة "فوليوس فنتشرز" لاستثمارات رأس المال الجريء في العملات المشفرة، إلى أن "ارتفاع تقييمات المشروعات خلال الربع الثاني جاء بينما حاول مؤسسوها الاستفادة من السوق الثانوية المتوقع ارتفاعها أكثر".