ملخص
تعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الحدث الأكبر للمقامرين السياسيين في جميع أنحاء العالم، ومنذ الـ20 من أغسطس (آب) الجاري، تمت المراهنة بنحو 439 ألف دولار على فوز ترمب، مقارنة بـ 401 ألف لهاريس.
يتزايد الإقبال على أسواق المراهنات الإلكترونية سواء للمراهنة على سباقات الخيول أو مباريات كرة القدم والتنس، لكن في الآونة الأخيرة، صعدت الانتخابات الأميركية إلى واجهة هذه الأسواق بينما تتدفق ملايين الدولارات من المراهنين على دونالد ترمب وكامالا هاريس.
أرقام متغيرة
وتعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الحدث الأكبر للمقامرين السياسيين في جميع أنحاء العالم، ومنذ الـ20 من أغسطس (آب) الجاري، تمت المراهنة بنحو 439 ألف دولار على فوز ترمب، مقارنة بـ 401 ألف لهاريس.
ومن المهم الإشارة إلى أن التغيرات في نسب فوز المرشحين بهذه الأسواق سريعة ومتباينة حسب المنصات، لكن حتى الـ26 من أغسطس الجاري، تتقدم هاريس بنقطتين على ترمب عند حساب متوسط حظوظهما في ست منصات مراهنة، وفق استطلاع RCP Polling، ومن هذه المنصات "بريدكت إت" PredictIt النيوزلندية، و"بولي ماركت" Polymarket التي تتخذ من نيويورك مقراً لها وتصف نفسها بأنها "أكبر سوق للتنبؤ" في العالم.
وبحسب موقع "بيتنغ أودز" Betting Odds الذي يرصد حظوظ المرشحين بناء على أرقام المراهنات في أربع أسواق مختلفة فإن نسبة فوز هاريس بحلول الـ23 من أغسطس الجاري بلغت 50.1 في المئة، بفارق نقطتين عن ترمب.
وفي انتخابات 2020، بلغت مبالغ الرهان 800 مليون دولار وفقاً لشركة المراهنات البريطانية "بيت فير" Betfair. وتتوقع الشركة تلقي رهانات بأكثر من مليار و300 مليون دولار بحلول يوم الانتخابات هذا العام. وكان أكبر رهان فردي عام 2020 من نصيب شخص راهن على فوز بايدن وحصل على ما يعادل 2 مليون دولار بعد رهان بنحو مليون ونصف المليون.
أهم المنصات
هناك عدة أسواق للمراهنة في الانتخابات الأميركية، مثل منصة العملات المشفرة "بولي ماركت"، التي تسمح بالمراهنة من أي مكان في العالم، ومنصة"بريدكت إت" التي تسمح فقط بمشاركة المقيمين في الولايات المتحدة الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة.
والإثنين الـ19 من أغسطس الجاري كانت هاريس في صدارة الرهان على منصة "بولي ماركت" بتقدم طفيف على ترمب قبل نشر أولى التقارير حول احتمال انسحاب روبرت كينيدي لتمنح التقدم للمرشح الجمهوري بـ52 في المئة مقابل 47 في المئة للمرشحة الديمقراطية.
لكن هاريس سرعان ما قلصت الفارق في المنصة نفسها، التي أظهرت في يوم 26 أغسطس تفوق ترمب بفارق 1 في المئة فقط. ويمكن الرهان على أحد المرشحين بما لا يقل عن 50 سنتاً تقريباً.
أما في "بريدكت إت" فتتفوق هاريس بـ56 في المئة مقابل 48 في المئة لترمب. وتنص القواعد على أن المراهن يصوت بـ"نعم" للمرشح الذي يعتقد أنه سيحصل على غالبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية عندما يدلي المصوتون في المجمع الانتخابي. وهناك رهانات تفرق بين الفوز بالانتخابات إجمالاً والفوز بالتصويت الشعبي.
وتحتفظ "بريدكت إت" بالحق في انتظار مزيد من التقارير، أو القرارات الرسمية أو الحزبية أو القضائية أو غيرها من الإعلانات أو القرارات ذات الصلة لحل أي غموض أو عدم يقين قبل تسوية الرهان. وقد تظل الأسواق مفتوحة أو تتأخر في التسوية بعد تاريخ الانتخابات بوقت طويل في ظروف معينة. وإذا كان هناك أي تغيير في حدث ما، أو نشأ أي موقف لا يتم التعامل معه في رأي"بريدكت إت" بصورة كافية بموجب قواعد السوق، فستحدد المنصة مسار العمل الأكثر عدالة.
وخلال أسبوع المؤتمر الوطني الديمقراطي، راهن الناس بما يعادل أكثر من 5 ملايين دولار أميركي في شركة المراهنات البريطانية "بيت فير".
القوانين ملتبسة
تفيد مجلة "نيوزويك" بأن المراهنة على الانتخابات في الولايات المتحدة كانت تجارة رائجة إلا أنها أصبحت غير قانونية بعد سن اللوائح الفيدرالية أيام الحرب العالمية الثانية، وذلك خوفاً من التأثير في صناديق الاقتراض وخوفاً وتقويض الديمقراطية.
ومع ذلك، يتحايل بعض الأميركيين للمراهنة إلكترونياً عبر إخفاء موقعهم الحقيقي، وتشير التوقعات تشير إلى أن المبالغ ستكون قياسية في انتخابات 2024.
وفي 2022، واجهت منصة "بولي ماركت" غرامة مقدارها 1.4 مليون دولار نتيجة العمل بصفتها بورصة غير منظمة، وجاءت العقوبة من لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) وهي وكالة مستقلة تابعة للحكومة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأجبرت الوكالة منصة "بولي ماركت" على حظر المستخدمين في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن تتبع المراهنين الأميركيين صعب عند إخفاء عناوين IP الدالة على مواقعهم من خلال استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPNs).
وفي وقت سابق من هذا العام، سعت لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) إلى حظر جميع الرهانات المتعلقة بالانتخابات في سوق المشتقات المالية الأميركية. وكانت شركة "بريدكت إت" قد رفعت دعوى قضائية ضد الوكالة بعد محاولتها منع المنصة من قبول الرهانات على السباق الرئاسي، بعدما سمحت لها في السابق.
تدفق الرهانات
وأظهر تحليل لصحيفة "اندبندنت" أن الرهانات على فوز هاريس برئاسة الولايات المتحدة بدأت تتدفق في الأسابيع التي سبقت انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي عام 2024، تزامناً مع زيادة الرهانات على "بريدكت إت" بعد مناظرة بايدن وترمب.
وقال المتحدث باسم شركة BetOnline ديف ماسون، إن نشاط سوق المراهنة على الانتخابات تصاعد خلال المنافسة بين ترمب وهيلاري كلينتون عام 2016. ومن ثم أصبحت انتخابات عام 2020 الأهم في تاريخ الشركة من حيث الحجم لحدث واحد، متجاوزة حتى بطولة "السوبر بول" في ذلك العام.