Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمات الشرق الأوسط تصوت في انتخابات أميركا

التيار الإخواني بدعم قطري حول جزءاً من الناخبين المسلمين السنّة إلى كتلة داعمة للتيار الأوبامي

يعرف الثلاثي باراك أوباما وجو بايدن وكامالا هاريس بـ"التيار الأوبامي" في الولايات المتحدة (رويترز)

ملخص

تحالفت قوة "إسلاموية" أخرى هي لوبي النظام الإيراني مع تيار أوباما ودخلت إلى عمق الحزب الديمقراطي وبعض مكوناته بخاصة منذ مفاوضات الاتفاق النووي عام 2014.

في المقالة الماضية كتبت عن التوزع التاريخي والتقليدي لتيارات الناخبين الأميركيين من أصول عربية وشرق أوسطية، وخلصنا إلى أن النظرة القديمة تلخصت بأن أكثرية الطبقات العاملة والمتوسطة تصوت للحزب الديمقراطي، بينما تؤيد الأوساط المحافظة الميسورة الحزب الجمهوري، وصحّت هذه المعادلة لعقود إبان الحرب الباردة، ولكن تعديلات طرأت عليها خلال التسعينيات، وأثرت التطورات السياسية الداخلية في أميركا على خيارات الناخبين العرب والشرق أوسطيين.

ولعل أهم التطورات التالية تتمثل

أولاً في تعاظم نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل أميركا، بخاصة على الناخبين السنّة العرب وغير العرب، وذلك بفعل نفوذ قطر المتعاظم في واشنطن بعد تعاظم سياسات الدعم للإسلاميين، واختراق اللوبي الإخواني للمؤسسات التربوية الإسلامية والأميركية، كما انتشر التأثير الإخواني- القطري على الجمعيات والمساجد حتى بات يحسب له حساب داخل الجاليات العربية الإسلامية السنيّة بين الأميركيين من أصل عربي وأفريقي وتركي وآسيوي.

ويدور أساس هذا التأثير حول سياسات الاختراق السياسي داخلياً والتكامل مع سياسات الإخوان دولياً، وهو ما كان واضحاً خلال فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتجلت مرحلة حكم الرئيس السابق باراك أوباما بتحالف صلب بين الإخوان وقطر من ناحية، وإدارة أوباما من ناحية أخرى، مما تحول إلى تصويت أوتوماتيكي لتيار إسلامي داخل الجاليات العربية والإسلامية له ثم جو بايدن، وربما كامالا هاريس إذا نجحت.

والخلاصة أن التيار الإخواني بدعم قطري حول جزءاً من الناخبين المسلمين السنّة، وليس بالضرورة أكثريتهم، في الولايات المتحدة إلى كتلة داعمة للتيار الأوبامي، وأدى ذلك بالطبع إلى أزمة بين الدول العربية السنيّة المعتدلة، إذ استعملت الجماعات الإخوانية شعار دعمها للإدارات الأوبامية لتجرها إلى الاصطدام مع الاعتدال العربي من مصر إلى السعودية فالإمارات والأردن إلى آخره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ثانياً القوة "الإسلاموية" الأخرى التي تحالفت مع تيار أوباما ودخلت إلى عمق الحزب الديمقراطي وبعض مكوناته هي لوبي النظام الإيراني، وبخاصة منذ مفاوضات الاتفاق النووي عام 2014، فقد وجه تيارهم ناخبيه بأكثرية شيعية من المغتربين من إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن إلى دعم مرشحي أوباما وبايدن والآن هاريس، وعددياً يعتبر ناخبوهم أقل حجماً من ناخبي الإخوان السنّة، ولكن أنصار النظام لديهم وجود أكبر في العمل الأكاديمي والإعلامي وفي مواقع مميزة في البيروقراطية، وهنا أيضاً دفعت طهران بشيعتها العرب وغير العرب لاقتراع التيار الأوبامي.

الإخوان والخمينيون، نسبة إلى المرشد الإيراني السابق آية الله الخميني، يوجهون أنصارهم الناخبين ويحشدون في الحملات لدعم معسكر أوباما - بايدن - هاريس، وهو ثقل لا بأس به داخل الجاليات في أميركا، ولكنه لا يمثل الأكثرية الساحقة من الناخبين الشرقيين، فهناك الناخبون اليساريون والقوميون العرب، وكما في المنطق فكذلك في أميركا، فاليساريون يتبعون آراء يساريي المنطقة، وهي آراء متعددة ومتداخلة، وجزء منهم تقليدي يرفض الإسلاميين سلفيين أو خمينيين، ويحمل مسؤولية انكسار التيار التقدمي لفريق أوباما، ولكن يصعب عليه أن يدلي بصوته لترمب.

وجزء من اليساريين يدعم مرشحي أوباما، وجزء ثان سيدعم ترمب بخاصة بعد التحاق روبرت كيندي بالرئيس السابق، أما القوميين العرب فينقسمون بين معسكر يتبع أوباما - كمالا، ومعسكر قد ينتخب ترمب لقربه من عرب الاعتدال وبعده من المتطرفين الإسلاميين ورغبته في إنهاء الحروب.

ثالثاً نرى اللبنانيين الأميركيين من غير أنصار "حزب الله" سيصوتون بغزارة إلى جانب ترمب، وكذلك من يعارض النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة من العراق إلى سوريا، والجاليات اليمنية الأميركية ستنقسم بين مؤيد للحوثيين ومعارض لهم، وسينعكس ذلك في صناديق الاقتراع، أما الإيرانيون الأميركيون فسينقسمون بين مؤيد للنظام يذهب مع كمالا، ومعارضون للنظام سيدلون بأصواتهم لترمب، وكذلك عند الجاليات الكردية بين أكثرية للرئيس السابق وأقلية لنائبة الرئيس الحالي، ومعظم الأقليات الصغيرة في الهلال الخصيب مثل الأيزيديين والآشوريين والكلدان والسريان سينقسمون، ولكن هذا العام لمصلحة ترمب.

ولم نحسب اليهود والأتراك والأفغان والباكستانيين لأنهم يحسبون في مجموعة خاصة بهم، والخلاصة أن الآلة الانتخابية لأوباما داخل هذه الجاليات أكبر وأكثر تنظيماً، إلا أن الطبيعة السياسية للصراعات في الشرق الأوسط هذا العام قد تظهر وستأتي لمصلحة كمالا، ولكن النتائج العملية قد تأتي بنتائج مختلفة تماماً وتعصف رياح التصويت العام داخل هذه الجاليات لمصلحة ترمب.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء