ملخص
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية "أريزونا" ديفيد بيرمان "كانت الانتخابات الحقيقية المهمة عام 2016 عندما فاز دونالد ترمب في المقاطعة بفارق لا يتجاوز ثلاث نقاط مئوية. قبل أربع سنوات، فاز بها ميت رومني (المرشح الجمهوري الذي خسر أمام باراك أوباما) بفارق 11 نقطة".
تعبر عشرات الناخبات الجمهوريات أسواراً حديدية وأسلاكاً شائكة لزيارة مركز الانتخابات في مقاطعة ماريكوبا في أريزونا حيث عززت هذا العام الإجراءات الأمنية في الولاية التي تُعدّ حاسمة لاختيار الرئيس الأميركي الجديد.
وأمام الغرفة التي ستفرز فيها بطاقات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، رحّب المسؤول الانتخابي ستيفن ريتشر بأعضاء جمعية "أهواتوكي ريبابليكن ويمن" من فينيكس.
ضغوط كبيرة
وقال ريتشر المسؤول عن تسجيل الناخبين والتصويت المبكر "نعلم أنه ستكون هناك ضغوط كبيرة على أريزونا لأن مصير العالم الحر قد يُقرَّر في نوفمبر 2024، هنا في مقاطعة ماريكوبا".
وقدّم مكتب ريتشر نحو 100 جولة للمواقع المخصصة لفرز بطاقات الاقتراع في المقاطعة منذ توليه منصبه عام 2020، قبل فترة وجيزة من طفرة المعلومات المضللة التي شكّكت في فوز جو بايدن والتي بلغت ذروتها باقتحام مبنى "الكابيتول" في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.
وكانت أريزونا التي خسرها دونالد ترمب أمام بايدن بفارق نحو 10 آلاف صوت، محور نظريات المؤامرة حول بطاقات اقتراع ضائعة وجمع غير قانوني للأصوات.
موتى يقترعون
وخلال إحدى هذه الزيارات، سألت ناخبة جمهورية ريتشر، الجمهوري بدوره، عن كيفية حصول جارها على بطاقتَي اقتراع لشخص لم يعُد يعيش في المكان، بحسب قولها، فيما أكدت أخرى أن هناك موتى يقترعون.
وردّ ريتشر أن "ذلك يجب ألا يحصل"، موضحاً كيف تعمل المقاطعة مع الوكالات الفيدرالية ووكالات الولاية لإبقاء قوائم الناخبين محدثة وإحالة القضايا الجنائية المحتملة على القضاء.
وعلّقت إحدى الزائرات "يحب ألا يحصل ذلك، لكنه يحصل".
"أوقفوا جو بايدن!"
وبعدما أعلنت شبكة "فوكس نيوز" فوز جو بايدن بولاية أريزونا في الانتخابات الرئاسية عام 2020، حضر مؤسس "موقع "إنفو ووز" أليكس جونز برفقة حشد من المتظاهرين المسلحين إلى مركز الاقتراع في ماريكوبا وبدأوا يصيحون "أوقفوا جو بايدن!" و"احسبوا الأصوات القانونية".
وبدأت المقاطعة اتخاذ تدابير لتعزيز الأمن قبل انتخابات منتصف الولاية عام 2022 والتي رفضت فيها المرشحة الجمهورية لمنصب حاكم الولاية كاري لاك الإقرار بالهزيمة أمام الديمقراطية كايتي هوبز.
كاميرات حديثة
ورُكبت كاميرات حديثة وعزز وجود حراس مسلحين وغيّرت بعض الأبواب لتأمين غرف معينة، بحسب قائمة الإجراءات الأمنية التي حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية. وبالتنسيق مع مأمور شرطة المقاطعة، ستنتشر قوات من النخبة على سطح مركز الاقتراع، على أن تنفذ "دوريات متواصلة في المبنى" خلال فترة الانتخابات.
وبعد تمرير بطاقته على مستشعر "منطقة آمنة"، يعرض ريتشر لزائراته مراحل فرز الأصوات، من الغرفة الكبرى التي تصل إليها بطاقات الاقتراع إلى غرفة الفرز، وهي عملية تبث على الهواء مباشرة.
وقال ريتشر "كل عام، تصلنا آلاف بطاقات الاقتراع التي لا يمكننا التحقق من تواقيعها"، بالتالي لا يتم احتسابها.
"الغرفة الكبرى"
وفي "الغرفة الكبرى" حيث تتم معالجة البطاقات، شرح ريتشر كيف يقوم العاملون في الانتخابات بتجريد بطاقات الاقتراع من المعلومات التعريفية لحماية الخصوصية ووضعها في أقفاص مغلقة ممتدة من الأرض حتى السقف لمنع أي تلاعب.
ولا يستطيع ريتشر حتى الوصول إلى هذه الأقفاص أو غرفة فرز الأصوات، والتي تم ذكرها بصورة كبيرة في المزاعم حول تزوير الانتخابات عامَي 2020 و2022، وكذلك لا يوجد اتصال بالإنترنت ولا يمكن لأي مسؤول أن يدخل الغرفة بمفرده.
أما بالنسبة إلى الصناديق الموجودة خارج المركز حيث يمكن إيداع بطاقات الاقتراع، فهي "تحت المراقبة بالفيديو ويمكن مشاهدتها على موقع" المركز الانتخابي، وفق ريتشر.
وعبر هذه الزيارات، يأمل مسؤولو المقاطعة في طمأنة الناخبين حول نزاهة العملية الانتخابية قبل الاستحقاق الرئاسي بين كامالا هاريس ودونالد ترمب.
وقالت تايلور كينروب، مديرة الاتصالات في مكتب ستيفن ريتشر "أول شيء يسمعه الناس عن انتخابات هو الشيء الذي يتذكرونه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
5 أمور يجب معرفتها عن ماريكوبا
وسيكون للناخبين في مقاطعة ماريكوبا، وهي الأكبر في ولاية أريزونا الأميركية، دور رئيس في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي سيتنافس فيها الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية كامالا هاريس.
وفي ما يأتي خمسة أمور يجب معرفتها عن المقاطعة:
-تضم مقاطعة ماريكوبا مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، حيث يتجاوز متوسط درجة الحرارة المرتفعة 37.7 مئوية لمدة أربعة أشهر في العام.
-سمّيت المدينة أواخر القرن الـ 19 بعد تأسيسها على أنقاض حضارة محلية قديمة. وكانت قيمة المستوطنة الصغيرة الواقعة في شمال صحراء سونوران تبلغ 550 دولاراً فقط بعد الحرب الأهلية الأميركية.
-ساعد الري فينيكس على النمو والازدهار وتحوّلت من بلدة حدودية هادئة ينتشر فيها صبار الساغوارو إلى مركز لزراعة الحمضيات والقطن وتربية الماشية، وجعلها مناخها الحار والجاف نقطة جذب لمرضى السل.
-بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت المدينة نقطة جذب للمهاجرين والمتقاعدين والعائلات الشابة الباحثين عن طقس دافئ مع كلف معيشية منخفضة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد سكانها.
-تعدّ فينيكس في الوقت الراهن خامس أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، متجاوزة فيلادلفيا، فيعيش أكثر من 1.6 مليون أميركي في المدينة وفقاً لآخر إحصاء سكاني للولايات المتحدة.
وكانت مقاطعة ماريكوبا التي تعدّ نحو 4.5 مليون نسمة، أو 62 في المئة من سكان ولاية أريزونا، حتى وقت قريب معقلاً للجمهوريين.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية "أريزونا" ديفيد بيرمان "كانت الانتخابات الحقيقية المهمة عام 2016 عندما فاز دونالد ترمب في المقاطعة بفارق لا يتجاوز ثلاث نقاط مئوية. قبل أربع سنوات، فاز بها ميت رومني (المرشح الجمهوري الذي خسر أمام باراك أوباما) بفارق 11 نقطة".
أصول لاتينية
ويشكّل السكان من أصول لاتينية قرابة ثلث سكان المقاطعة، وبين عامَي 2010 و2020، قفزت نسبتهم 16 في المئة، وهي زيادة أسرع من متوسط تلك المسجلة في ولاية أريزونا.
وصوّت نحو 80 في المئة من ناخبي ماريكوبا مبكراً عامَي 2020 و2022، مما يعكس اتجاهاً بدأ يسود على مستوى الولاية حتى قبل جائحة "كوفيد-19".
وعام 1991، سمح المجلس التشريعي في الولاية للناخبين بطلب التصويت غيابياً لأي سبب من الأسباب، وبعد أكثر من عقد أنشأت ولاية أريزونا برنامجاً يرسل إلى الناخبين تلقائياً بطاقة اقتراع لكل انتخابات مقبلة.
وأدت الزيادة في التصويت عبر البريد عقب الجائحة إلى تباطؤ عمليات العد والتحقق، وعام 2020 استغرقت معظم شبكات الأخبار الأميركية أكثر من أسبوع لإعلان فوز بايدن بالولاية.
