Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تلوح بتغيير عقيدتها النووية "بسبب تصرفات الغرب في أوكرانيا"

تبادل القصف بين موسكو وكييف وسكان بكورسك يفرون قبل هجوم مباغت

ملخص

تتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشن حرب ضدها بالوكالة، والعمل على تعديلات العقيدة النووية في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات.

نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف القول اليوم الأحد إن روسيا ستدخل تعديلات على عقيدتها النووية، رداً على تصرفات الغرب في شأن الصراع في أوكرانيا.

ولم يوضح ريابكوف ما الذي سيترتب على هذه التغييرات.

وتنص العقيدة النووية الروسية الحالية وفقاً لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين خلال عام 2020 على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في حال وقوع هجوم نووي من قبل عدو، أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.

وتتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشن حرب ضدها بالوكالة، وقالت في السابق إنها تدرس إدخال تغييرات. ويعد تصريح ريابكوف الأكثر حسماً حتى الآن في شأن المضي قدماً باتجاه هذه التغييرات.

ونقلت وكالة "تاس" عن ريابكوف القول "العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات"، موضحاً أن القرار "مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون" في ما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.

قصف روسي على الحدود

قالت إدارة منطقة سومي الأوكرانية اليوم الأحد إن مدنياً قتل وأصيب أربعة آخرون بقصف روسي على المنطقة الواقعة على الحدود بين البلدين المتحاربين.

وذكرت الإدارة عبر "تيليغرام"، "خلال الليل وفي الصباح نفذ الروس 18 قصفاً على المواقع الحدودية والسكنية بمنطقة سومي، وتم تسجيل 47 انفجاراً"، مضيفة أن تسع مناطق في سومي تعرضت للهجوم.

وأوضح ممثلو ادعاء محليون اليوم أن روسيا شنت هجوماً صاروخياً على قافلة من شاحنات الحبوب على طريق سومي-خاركيف في منطقة سومي وأن سائق شاحنة عمره 23 سنة لقي حتفه.

وأضافوا أن إحدى الشاحنات اشتعلت فيها النيران وتضررت 20 شاحنة أخرى تقريباً.

وذكر سلاح الجو الأوكراني في بيان منفصل أنه دمر ثماني طائرات مسيرة هجومية من أصل 11 أطلقتها روسيا خلال الليل.

وقال "هذه المرة، استهدف المحتلون الحبوب الأوكرانية والخدمات اللوجستية للقطاع الزراعي، وبخاصة في منطقتي ميكولايف وسومي"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتقع سومي على الحدود مع منطقة كورسك الروسية حيث توغلت القوات الأوكرانية عبر الحدود خلال السادس من أغسطس (آب) الماضي. وفي الوقت نفسه، تواصل القوات الروسية الضغط باتجاه مدينة بوكروفسك وهي مركز ذو أهمية استراتيجية في شرق أوكرانيا.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم إن الوضع "صعب" في مواجهة الهجوم الروسي الرئيس الذي يتركز في شرق أوكرانيا، لكن جميع القرارات اللازمة يجري اتخاذها.

ولم يشر سيرسكي بصورة محددة إلى موقع الهجوم الروسي الرئيس، لكن في وقت سابق قال هو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تستهدف مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.

وذكر سيرسكي عبر "تيليغرام" أن "الوضع صعب في مواجهة الهجوم الرئيس للعدو، لكن يجري اتخاذ جميع القرارات اللازمة على كل المستويات من دون تأخير".

وصرح قائد الجيش الأوكراني الأسبوع الماضي بأنه أمضى أياماً عدة على الجبهة الشرقية قرب بوكروفسك ووصف القتال هناك بأنه "صعب للغاية".

وتستمر روسيا، التي استولت على مساحات واسعة من شرق أوكرانيا منذ أن بدأت ما سمته عملية عسكرية خلال فبراير (شباط) 2022، في التقدم ببطء هناك خلال قتال عنيف.

مسيرات أوكرانية

في المقابل قال مسؤولون محليون روس إن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيرة خلال الليل على العاصمة الروسية موسكو وأهداف عدة أخرى في جميع أنحاء البلاد اليوم الأحد، في حين تضغط كييف على الولايات المتحدة كي تسمح لها باستخدام الأسلحة التي يوفرها حلفاؤها لضرب عمق روسيا.

وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في منشورات على تطبيق تيليغرام، إن أربع طائرات مسيرة على الأقل كانت تحلق باتجاه موسكو دُمرت في المنطقة المحيطة بالمدينة.

وقال ألكسندر بوجوماز حاكم مدينة بريانسك الحدودية في جنوب غربي روسيا على "تيليغرام"، إن نحو 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا دمرت أيضاً فوق المنطقة.

وقال حاكم منطقة فورونيج في منشورات على تطبيق "تيليغرام"، إن أكثر من 10 طائرات مسيرة دمرت فوق المنطقة، في حين أسقطت طائرات عدة أخرى فوق مناطق كورسك وليبيتسك وريازان وتولا.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار نتيجة للهجمات، وفقاً للمعلومات الأولية. ونادراً ما تكشف روسيا عن المدى الكامل للأضرار التي تسببها الهجمات الجوية الأوكرانية.

 

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة هذه التقارير بصورة مستقلة. ولم يصدر تعليق فوري من أوكرانيا.

ومع النمو السريع لصناعة الطائرات المسيرة في أوكرانيا، كثفت كييف هجماتها، وضربت البنية التحتية للطاقة والجيش والنقل، وهي قطاعات حيوية لجهود الحرب في موسكو.

لكن كييف تقول إنها بحاجة إلى السماح لها باستخدام أسلحة أكثر قوة من الغرب لإلحاق مزيد من الضرر داخل روسيا وإضعاف قدرات موسكو على مواصلة هجماتها بلا هوادة على أوكرانيا.

وكثف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغوط على الولايات المتحدة للسماح لكييف بالتوغل في عمق الأراضي الروسية بعد أن التقى ممثلوه مسؤولين أميركيين كباراً في واشنطن أمس السبت.

وقدمت واشنطن لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة أكثر من 50 مليار دولار منذ عام 2022، لكنها قصرت استخدام أسلحتها على الأراضي الأوكرانية والعمليات الدفاعية عبر الحدود.

وأعلن زيلينسكي في خطابه المصور المسائي أن "تطهير سماء أوكرانيا من القنابل الجوية الروسية الموجهة خطوة قوية لإجبار روسيا على السعي إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل".

وقال في نداء وجه إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، "نحن بحاجة إلى القدرات اللازمة لحماية أوكرانيا والأوكرانيين بشكل حقيقي وكامل".

"نحن بحاجة إلى كل من الموافقات للقدرات طويلة المدى وكذلك قذائفكم وصواريخكم طويلة المدى".

وتابع من دون ذكر تفاصيل، أن ممثليه "قدموا كل التفاصيل اللازمة" لشركاء أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الموجود في واشنطن مع وفد يومي الجمعة والسبت للقاء مسؤولين وخبراء أميركيين، في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن"، إن كييف أظهرت أن المطارات الروسية المستخدمة لقصف المدن الأوكرانية كانت في مرمى الضربات العميقة.

وأضاف أوميروف في المقابلة التي أجريت، في وقت متأخر أمس الجمعة، "لقد أوضحنا نوع القدرات التي نحتاجها لحماية المواطنين ضد الإرهاب الروسي الذي يسببه الروس لنا، لذا آمل أن نجد آذان مصغية".

ومن المتوقع أن يقدم زيلينسكي نداء مماثلاً شخصياً الشهر المقبل، عندما يقدم خطة للنصر إلى الرئيس جو بايدن قرب نهاية فترة وجوده في البيت الأبيض، كما سيحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

 

وقالت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو التي ترأست وفد كييف، في منشور على موقع "إكس"، إنها ناقشت الخطوات اللازمة لاستعادة نظام الطاقة في أوكرانيا، بما في ذلك "مساهمة كبيرة" من خلال حزمة تمويل قطاع الطاقة بقيمة 800 مليون دولار والتي أُعلن عنها في يونيو (حزيران).

وأضافت أن الضربات الجوية الروسية أثرت على أكثر من نصف البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا.

سكان كورسك الروسية يفرون من هجوم كييف

في السياق، شنت القوات الأوكرانية هجوماً مباغتاً واسع النطاق على منطقة كورسك الروسية في السادس من أغسطس (آب) الماضي.

وأعلنت كييف أنها تهدف إلى إنشاء "منطقة عازلة" لحماية المدنيين المقيمين قرب الحدود، والضغط على موسكو لدفعها إلى محادثات سلام "عادل".

وأكدت أوكرانيا أنها سيطرت على 100 بلدة في شهر واحد تقريباً، مما دفع 130 ألف مدني روسي إلى إخلاء منازلهم.

وأخلت غالينا تولماتشيفا وزوجها أندريه منزلهما في منطقة كورسك الروسية على عجل ويواصلان تفقد هاتفيهما للاطلاع على آخر المستجدات مع استمرار الهجوم الأوكراني.

وقالت غالينا (50 سنة) وهي عاملة في البريد "لا نعرف حقاً إلى أين نذهب".

وأضافت في حديث لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أنها وزوجها انتظرا حتى "اللحظة الأخيرة" ليفرا من منزلهما في 19 أغسطس الماضي، مع أولادهما الثلاثة البالغين 9 و13 و30 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت غالينا التي كانت تقطن في قرية ألكسندروفكا الصغيرة على بعد حوالى 25 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا "لم يبق أحد في القرية".

وانتظرت عائلة تولماتشيف حتى "سقطت القذائف تحت شرفة المنزل وفي البستان" للمغادرة، بحسب ما روت غالينا.

وفي هذه الظروف، اضطرت العائلات إلى ترك "كل شيء"، إذ أجبرها الجيش الروسي على الإخلاء.

وعلى غرار عديد من سكان المنطقة، كانت العائلة تربي الدجاج والماعز والأرانب. وقالت غالينا، "أطلقنا سراح كل حيواناتنا". وأضافت، "تركنا الجرار والسيارة وبستاننا. تركنا كل شيء خلفنا. هربنا بملابسنا".

وأجليت والدة غالينا أيضاً، لكنها كانت في حالة صحية سيئة وتوفيت بعيد ذلك.

منذ 19 أغسطس الماضي، تقيم العائلة في مركز استقبال كبير موقت أنشأته السلطات الروسية في ما كان في السابق سوبر ماركت بمنطقة آمنة من القتال في إقليم كورسك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات