ملخص
يحذر الجمهوريون ترمب من تقريب لورا لومر ويدعونه إلى النأي عنها وخطابها الذي من شأنه تنفير شرائح من الناخبين. وتصنف لومر (31 سنة) نفسها بأنها "قومية مؤيدة للبيض" و"كارهة فخورة للإسلام" وتصف أميركا بأنها "دولة عرقية يهودية مسيحية بيضاء" أسهم التنوع في تدميرها.
لم تمر الرحلات المتكررة للناشطة اليمينية لورا لومر مع دونالد ترمب مرور الكرام، نظراً إلى تاريخها الملطخ بالتصريحات الجدلية وآخرها القول إن رائحة الكاري ستغمر البيت الأبيض إذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التي تتحدر من أصول هندية وأفريقية، مما أثار استياء ليس في أوساط الديمقراطيين فحسب، بل كذلك بين الجمهوريين المناصرين لترمب الذين يحذرون من تأثير لومر المتزايد وأثرها في تقسيم الحزب.
وينضم هذا التعليق إلى تصريحات أخرى مثل قولها إن هاريس "عاهرة متعاطية للمخدرات" ووصفها للإسلام بأنه "سرطان" وأنها "فخورة" بكرهها له، وانتشرت كذلك تغريدة تعود لعام 2017 تظهر احتفالها بمقتل نحو 2000 مهاجر أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط، وفق "نيويورك تايمز".
وأدى خطابها المتأثر بنظريات المؤامرة إلى حظر حساباتها في "فيسبوك" و "إنستغرام"، إضافة إلى تطبيقات النقل "أوبر" و"ليفت" بعد استهدافها السائقين المسلمين. وكان حسابها محظوراً على "إكس" قبل أن يشتريه إيلون ماسك ويعيد تفعيله في إطار سياسته العامة لتعزيز حرية التعبير في المنصة.
وحذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقالة لمجلس التحرير من الناشطة اليمينية وقالت "يحب دونالد ترمب وصف خصومه السياسيين بالمجانين، كما هي الحال مع ’نانسي بيلوسي المجنونة‘، فلماذا إذاً يرافق لورا لومر، المؤيدة لنظرية المؤامرة في أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول)؟"، وأضافت أن ترمب يبدو سعيداً بصحبة السيدة لومر، وهو ما قد يكلفه الانتخابات.
ويقول مقربون من الرئيس السابق إن ترمب يستمع إلى نصيحتها، مما تحذر منه الصحيفة مشيرة إلى سوابقها الغريبة ومنها تقييد نفسها عام 2018 في مقر "إكس" بنيويورك احتجاجاً على حظر حسابها، وتلميحها إلى أن كيسي دي سانتيس زوجة حاكم فلوريدا كذبت في شأن إصابتها بسرطان الثدي وتشويهها سمعة السيناتور ليندسي غراهام بعد انتقاداته لها.
من هي لومر؟
وُلدت لورا لومر في ولاية أريزونا عام 1993، وبدأت غزوتها الأولى لعالم الإنترنت في 2015 عندما كانت طالبة في الجامعة بعد تسجيلها خفية ونشرها فيديو لمسؤولي الجامعة وهي تناقش معهم مقترحها بإنشاء نادٍ مؤيد لتنظيم "داعش" في الحرم الجامعي. وعام 2020، رشّحها الحزب الجمهوري بدعم من ترمب في انتخابات الكونغرس في فلوريدا، لكنها خسرت أمام خصمها الديمقراطي وباءت محاولتها الثانية بعد عامين بالفشل كذلك.
وتصنف لومر (31 سنة) نفسها بأنها "قومية مؤيدة للبيض" وتصف أميركا بأنها "دولة عرقية يهودية مسيحية بيضاء" أسهم التنوع في تدميرها. وتنشط في مواقع التواصل الاجتماعي، تحديداً "إكس" فتمتلك 1.2 مليون متابع وتعتبر من أبرز ناشري نظريات المؤامرة في الولايات المتحدة، وكانت تعدّ أحداث الـ11 من سبتمبر مخططاً نفذته الحكومة الأميركية، لكنها تراجعت عن ذلك في ما بعد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت لومر بلفت الانتباه عام 2017 بعدما قاطعت عرضاً لمسرحية شكسبير "يوليوس قيصر" في نيويورك، معترضةً على ارتداء ممثل دور القيصر الذي يتعرض للاغتيال زياً يشبه ترمب، وقفزت على المسرح وصرخت قائلة، "هذا عنف ضد دونالد ترمب"، مطالبة بإيقاف "تطبيع العنف السياسي ضد اليمين".
انتقادات جمهورية
وبرزت لومر في موسم الانتخابات الرئاسية الحالي بعد سفرها مع ترمب يوم المناظرة وحضورها ذكرى إحياء أحداث الـ11 من سبتمبر إلى جانبه، مما جدد الجدل حول مدى نفوذها وتأثيرها فيه، خصوصاً بعد تصريحه الأخير حول أكل المهاجرين للكلاب والقطط، وهي مزاعم يُعتقد بأن لومر تقف وراءها.
وفي ضوء ذلك، حذّرت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين المتهمة أصلاً بتبني مواقف متطرفة، ترمب من إبقاء لومر في دائرته، ووصفتها بأنها "كاذبة موثقة" واعتبرت تصريحاتها "مروعة وعنصرية للغاية" ولا "تمثلنا نحن الجمهوريين، ولا حملة إعادة عظمة أميركا".
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إن سجل التصريحات التي أدلت بها السيدة لومر "مزعج للغاية"، مشيراً إلى أن وجودها يثير قلق الناس ولا يخدم القضية، وكتب السيناتور توم تيليس في حسابه على "إكس"، "لورا لومر من أنصار نظريات المؤامرة المجنونة وهي تنطق بانتظام بكلمات مقززة تهدف إلى تقسيم الجمهوريين".
علاقتها بحملة ترمب
وفي العام الماضي كان ترمب منفتحاً على تعيين لومر في حملته الانتخابية، لكنه تراجع عن ذلك بعدما أعرب كبار مساعديه عن قلقهم من أنها قد تضر بجهوده الانتخابية، وفق "نيويورك تايمز". وعلى رغم عدم تعيينها، ظلتلومر في دائرة الرئيس السابق، مما أثار استياء بعض حلفائه داخل الحملة وخارجها.
ونقل موقع "سيمافور" عن أحد المقربين من حملة المرشح الجمهوري قوله إن هناك مخاوف جدية من أن تفاقم لومر نقاط ضعف ترمب، في حين قلل مصدر آخر مقرب من الحملة من دورها وقال إنها لم تشارك في تحضيرات المناظرة.
وتحضر لومر باستمرار الفعاليات الداعمة لترمب، وشوهدت سابقاً في قصره بولاية فلوريدا. وفي وقت سابق من هذا العام، سافرت على متن طائرة الرئيس السابق إلى ولاية أيوا حيث وجه لها تحية من على خشبة المسرح في إحدى الفعاليات، وشارك ترمب كذلك مقاطع فيديو نشرتها الناشطة اليمينية على حسابها في موقع "تروث سوشيال".
وبعد ظهورها مع ترمب الأسبوع الماضي لإحياء ذكرى هجمات سبتمبر، نفت لومر عملها في حملته وقالت إنها دُعيت "كضيفة"، وأردفت أنه"بالنسبة إلى كثير من المراسلين الذين يتصلون بي ويطلبون مني بهوس التحدث إليهم اليوم، فإن الإجابة هي لا. أنا مشغولة جداً بالعمل على قصصي وتحقيقاتي، ولا أملك وقتاً لمناقشة نظرياتكم المؤامراتية".
بماذا رد ترمب؟
وخلال مؤتمر صحافي عقده في كاليفورنيا قبل يومين، قال ترمب إن لومر "مؤيدة" فقط وإنه لم يكُن على علم بالتعليقات الأخيرة التي أدلت بها في شأن هاريس، أو تعليقاتها حول أحداث الـ11 من سبتمبر، وأضاف "أنا لا أتحكم في لورا، لورا عليها أن تقول ما تريد، إنها روح حرة".
وبعد بضع ساعات، كتب المرشح الجمهوري في منصته الاجتماعية، "أنا لا أتفق مع التصريحات التي أدلت بها، ولكن مثل ملايين الأشخاص الذين يدعمونني، سئمت (لورا) من مشاهدة الماركسيين والفاشيين اليساريين الراديكاليين يهاجمونني ويشوهون سمعتي بعنف".