Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شكوك حول مأمونية لقاح شلل الأطفال في غزة

منظمات إسرائيلية تحذر من استخدامه ومنظمة الصحة تؤكد فعاليته والأسئلة الحائرة تحاصر الأهالي

تؤكد الصحة الإسرائيلية أنها لا تتدخل في تحديد القرارات الخاصة بتوفير لقاحات غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

بمجرد أن بدأت حملة تحصين الأطفال انتشرت نظرية المؤامرة في شأن اللقاح، وبدأت تتسرب أخبار حول أن الطعم خطر وغير آمن وليس موثوقاً، وأن التجارب السريرية عليه لم تنته، وجميع الدول الأوروبية لم تعتمده.

يتوجس الأب ماهر من السماح لابنه بتلقي تطعيم شلل الأطفال، فهو خائف جداً من أن يكون اللقاح المستخدم في حملة الأمم المتحدة لتحصين صغار غزة غير آمن، وفي الوقت نفسه قلق على طفله من الإصابة بالفيروس النشط في حال عدم أخذه الطعم.

في مركز الرعاية الصحية الأولية يقف ماهر حاملاً ابنه، وينتظر في طابور طويل جداً دوره، لكن الأب يسأل كل الأشخاص الذين يقفون حوله عن مأمونية اللقاح وفاعليته وأخطاره وآثاره الجانبية.

مأمونية اللقاح

حال ماهر مثل كثير من سكان غزة، جميعهم يتخوف من عدم مأمونية اللقاح الذي جلبته الأمم المتحدة لتحصين صغار غزة من شلل الأطفال الذي بدأ يتفشى في القطاع، لكن هذا الشك لم يكن صدفة بل نتيجة نشر معلومات تفيد أن الطعوم التي وصلت غزة غير آمنة وخطرة.

بعد تأكيد إصابة طفل بالمرض، أطلقت الأمم المتحدة حملة لتحصين صغار غزة، وتولت منظمة الصحة العالمية مهمة شراء الطعوم وتوصيلها إلى غزة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبالتنسيق مع إسرائيل ووزارة الصحة الفلسطينية.

 

 

تبين من الفحص المخبري أن الفيروس المصاب به طفل هو شلل الأطفال والمنتشر أيضاً في مياه الصرف الصحي هو فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهو سلالة فتاكة تعرف بسرعة انتشارها بين الأطفال وأثرها الخطر عليهم.

لمحاولة حماية صغار غزة وتحصينهم من المرض، اختارت منظمة الصحة العالمية لقاحاً يطلق عليه "nOVP2" وأرسلت نحو 1.26 مليون جرعة تطعيم فموى منه إلى قطاع غزة، وتعهدت بتوصيل 400 ألف جرعة إضافية في وقت قريب.

ميدانياً بدأ نحو 2700 عامل صحي حملة تحصين قرابة 640 ألف طفل دون سن العاشرة، ويحاول أولئك العاملون الطبيون الوصول إلى 95 في المئة في الأقل من أطفال غزة لنجاح حملة التحصين.

شائعات وقلق

بمجرد أن بدأت حملة تحصين الأطفال انتشرت نظرية المؤامرة في شأن اللقاح، وبدأت تتسرب أخبار حول أن الطعم خطر وغير آمن وليس موثوقاً، وأن التجارب السريرية عليه لم تنته، وجميع الدول الأوروبية لم تعتمده.

أثارت هذه الشائعات قلق سكان غزة حول مأمونية اللقاح، بخاصة أن منظمات طبية وعلماء أمراض في إسرائيل طلبوا من وزارة الصحة في تل أبيب الضغط على الأمم المتحدة لوقف حملة التطعيم، لأن هذا اللقاح غير متعمد وغير آمن على الصغار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" فإن طبيب الأطفال يوآف يحزقالي، والبروفيسور في علوم الأوبئة والأمراض سيشوم ليفي، وعدداً من منظمات الصحة، أرسلوا رسالة عاجلة إلى وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الصحة أورييل بوسو، يطلبون فيها وقف حملة التطعيم، ويحذرون من أن أنواع اللقاحات التي يتم جلبها إلى غزة تشكل خطراً حقيقياً.

وفقاً للبروتوكول الدولي المعتمد لدى منظمة الصحة العالمية، فإن العلاج الرسمي المعتمد ضد فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني هو لقاح "mOPV" أو لقاح "nOPV"، وكلاهما من نوع اللقاحات الفموية أحادية التكافؤ.

وما هو معتمد في منظمة الصحة العالمية معتمد أيضاً في منظمة "أطباء بلا حدود"، ولدى هيئة الدواء الأميركية. يقول ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن "هناك نوعان رئيسان من اللقاحات المتاحة: الأول فموي اسمه 'nOPV2' ويعطى على شكل قطرات، وهذا لقاح فعال لأنه يحتوي على فيروس حي لكنه ضعيف، مما يمنح الجسم مناعة لمكافحة شلل الأطفال إذا واجه الفيروس مرة أخرى".

أما النوع الثاني من اللقاحات فهو "mOPV"، ووفق بيبركورن فإنه "يعد الدواء الأحدث عالمياً، ويعطى عن طريق الحقن، ويحتوي على فيروس شلل الأطفال غير النشط".

التجارب السريرية

الحقيقة أن لقاح "nOPV2" المستخدم في حملة تحصين أطفال غزة، هو تطعيم قديم حذر منه علماء إسرائيل، لكن بيبركورن يقول إن "هذا النوع يستخدم بصورة أخرى في حالات الأوبئة مثل ما ينطبق على مجتمع غزة، أما النوع الثاني فهو متعمد في حملات التحصين الدورية بحسب جداول محددة للوقاية من المرض".

يعتمد مبدأ عمل لقاح "nOPV" على وضع فيروس شلل الأطفال الحي الضعيف في جسد الأطفال، وبعد ذلك يخلق الجسم مناعة لمكافحة الإصابة بالفيروس، وهذا النوع يختلف كلياً عن اللقاح المعطل الخاص بفيروس شلل الأطفال.

 

 

في صحيفة "يسرائيل هيوم" يقول الطبيب سيشوم ليفي "قد يتسرب فيروس شلل الأطفال الحي الضعيف بالخطأ أثناء تطعيم الأطفال في غزة إلى التربة أو مياه الصرف الصحي، فينشط ويتحول إلى فيروس فعال معدٍ وخطر، وهكذا نكون جلبنا الوباء الفيروسي إلى القطاع وإسرائيل معاً بدلاً من التخلص منه".

يقر المسؤول الأممي بيبركورن بأنه نادراً ما يلتقط الفيروس الضعيف تغييرات جينية صغيرة أثناء تكاثره، وعندما يحدث ذلك قد يصبح هذا الفيروس المتغير قادراً على التسبب في المرض، وهذا من الصعب أن يحدث في غزة.

في إسرائيل أيضاً يقولون إن "اللقاح الذي تم إحضاره إلى غزة غير معترف به في الغرب ويحظر استخدامه في إسرائيل ولم تكتمل دراساته السريرية بعد، ويتم إنتاج اللقاح في إندونيسيا وهي دولة نامية حيث لا يمكن الوصول إلى معلومات حول ظروف الإنتاج في المصنع، ويجري إعطاؤه فقط في الدول النامية، لذا سيتم استخدام غزة كمختبر تجريبي لمنظمة الصحة العالمية، وسيكون أطفال القطاع بمثابة فئران تجارب لهذا اللقاح، إن إعطاء لقاح مخفف لأطفال غزة في فترة زمنية قصيرة يزيد بشكل كبير من خطر انتشار الفيروس وإحداث عدوى واسعة النطاق".

آمن وفعال

يقول وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبورمضان "الطعم آمن ومستخدم في 25 دولة سابقاً، وهو مخصص لحالات التفشي وانتشار المرض والأوبئة، وهذه النسخة المطورة أكثر أماناً وثباتاً ونجاحاً في مقاومة المرض".

كما يقول المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن "اللقاح الذي سيستخدم ضمن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تقودها وكالات الأمم المتحدة آمن وفعال ويوفر حماية عالية الجودة، وهو موصى به عالمياً ضد النوع الثاني من فيروس شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية، واستخدم أكثر من 1.2 مليار جرعة منه لحماية الأطفال في أكثر من 40 دولة، ولم تظهر له آثار جانبية".

وبخصوص عدم اعتماده في إسرائيل، يقول وزير الصحة الإسرائيلي أورييل بوسو، "لا علاقة لنا بالقرارات الخاصة بتوفير اللقاحات في غزة، حيث يتم تحديدها وفقاً للسياسة الصحية المتبعة في القطاع، ووفقاً لمخزون اللقاحات المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات