Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رجل متقمص الأرواح: ماذا يفعل زعيم "طالبان" في شمال أفغانستان؟

التقى هبة الله أخوند زادة قادة جماعات المعارضة من أوزبكستان والصين

الملا هبة الله أخوند زادة متوسطاً اثنين من قادة "طالبان" (أرشيفية - رويترز)

ملخص

كان نائب وزير خارجية "طالبان" عباس ستانكزي قال إن زعيم أي نظام يجب أن يكون بين الناس، وأن يكون على دراية بوضع المواطنين، مضيفاً من دون أن يذكر اسم الملا هبة الله أخوند زادة أن الشخص الذي يخشى مواجهة الشعب لا يمكنه قيادة النظام.

واللافت أنه بسبب الانتقادات التي وجهها ستانكزي لزعيم الحركة يعيش حالياً في عزلة، كما تم تقييد صلاحياته في وزارة الخارجية الأفغانية.

يقوم زعيم "طالبان" هبة الله أخوند زادة بجولة في المدن المختلفة في شمال أفغانستان منذ أسبوع تقريباً. ووفقاً لبيان أصدرته حركة "طالبان" قالت إن أخوند زادة زار ولاية جوزجان وسمنكان وبادغيس وفارياب. إلا أنه لم يتم نشر أية صور أو مقاطع فيديو لزعيم "طالبان" واجتماعاته مع المسؤولين المحليين في هذه الولايات.

وقالت مصادر مطلعة في شمال أفغانستان لصحيفة "اندبندنت فارسية" إن أخوند زادة توجه أولاً من قندهار إلى بادغيس، ومن هناك ذهب إلى فارياب، ومن ثم ذهب إلى مدينة شبرغان مركز جوزجان، وزار مدينتي مزار شريف وأيبك.

وبحسب معلومات هذه المصادر التقى زعيم "طالبان" مع زعيم "الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية" عبدالحق تركستاني في مدينة ميمنة، وحضر هذا الاجتماع الانفصاليون "الإيغور" وقائد كتيبة "الإمام البخاري" جمعة أوزبكستاني. وبناءً على تقارير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن زعيمي الجماعتين المذكورتين يتمركزان في شمال أفغانستان ويحظيان بدعم حركة "طالبان". وتقع القواعد الرئيسة لكلتا المجموعتين في سوريا، كما لعب مقاتلو هاتين المجموعتين دوراً بارزاً في الحرب الأهلية السورية التي استمرت سنوات.

وتحدثت هذه التقارير عن أن عبدالحق تركستاني وعبدالسلام تركستاني، وهما الرئيس ونائب رئيس "الحزب الإسلامي التركستاني"، يعيشان في ولاية بغلان شمال أفغانستان منذ عودة "طالبان" إلى السلطة، وهم من يقود "الإيغور" الانفصاليين الذين يحاولون إنشاء دولة مستقلة في إقليم شينجيانغ الصيني.

وكتيبة "الإمام البخاري" التي تتشكل من الأوزبكيين، والمعروفة أيضاً باسم "جماعة الإمام البخاري"، كانت متمركزة في ولاية فارياب حتى سقوط النظام الجمهوري في أفغانستان، لكن بعد ذلك لم ترد أي معلومات عن هذه الكتيبة وعناصرها في تقارير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول أفغانستان.

وقال مصدر أمني في شمال أفغانستان إن هذه المرة الأولى الذي يلتقي فيها أخوند زادة قادة ميليشيات صينية وأوزبكية خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كان قادة وأعضاء هذه الميليشيات يلتقون ويجتمعون مع زعيم شبكة "حقاني" ووزير الداخلية في نظام "طالبان" سراج الدين حقاني الذي يقال عنه إنه زعيم الفصيل المنافس للملا هبة الله أخوند زادة على زعامة حركة "طالبان".

ويعتقد المصدر نفسه أن الغرض من ذهاب أخوند زادة إلى شمال أفغانستان التي تسمى من قبل عناصر "طالبان" في قندهار "أرض العدو"، هو توسيع الهيمنة على المؤسسات المحلية في المنطقة وتقليل احتمالية التمرد والعصيان على أوامر والمراسيم الصادرة من قندهار، بخاصة تعزيز نفوذ ومكانة أخوند زادة كزعيم لحركة "طالبان".

وكان زعيم الحركة زار العاصمة كابول مرتين من قبل، وهذه المرة الأولى التي يزور فيها شمال أفغانستان. وفي الفترة الأولى من حكم "طالبان" لأفغانستان (1996-2001)، واجهت الحركة مقاومة واسعة النطاق في الشمال، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قادة وعناصر "طالبان".

وبدأت هزائم نظام "طالبان" في شتاء عام 2001 من شمال أفغانستان بقيادة الأوزبك والطاجيك والهزارة وغيرها من الأقليات العرقية الأخرى التي تعيش في هذه المناطق. ومع هرب أشرف غني في الـ15 من أغسطس (آب) 2021، وعودة "طالبان" إلى الحكم في كابول، بدأت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية مقاومة مسلحة ضد نظام الحركة من شمال أفغانستان، بخاصة من أندراب وبنجشير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت زيارة زعيم "طالبان" إلى شمال أفغانستان بعدما أثار قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديد ردود فعل واسعة النطاق داخل أفغانستان وخارجها، إذ حذرت الأمم المتحدة من صعوبة التعامل مع نظام "طالبان"، وأعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي مايكل ماكول، عن اجتماع له مع زعيم "جبهة المقاومة الوطنية" الأفغانية أحمد مسعود. ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية في مقابلة لها مع أحمد مسعود قوله إنه "بغض النظر عن الصعاب، فإنه سيهزم طالبان".

ومن الإجراءات التي قام بها زعيم الحركة خلال زيارته شمال أفغانستان، زيارة "وادي ليلى" في ضواحي مدينة شبرغان. وقال رئيس مكتب الإعلام والثقافة التابعة لنظام "طالبان" في إقليم جوزجان لموقع "طلوع نيوز" إن "زعيم الحركة صلى على أرواح عناصر هذه الحركة الذين قتلوا في هذا الوادي عام 2001".

وخلال الاشتباكات التي دارت بين حركة "طالبان" وقوات "الحركة الوطنية" بقيادة عبدالرشيد دوستم في تلك الحقبة من تاريخ أفغانستان، كان قد قتل عدد من عناصر "طالبان" الذين أسرتهم قوات دوستم ودفنوا في مقابر جماعية. وفي السنوات الثلاث الماضية زار قادة الحركة هذا الوادي عندما ذهبوا إلى إقليم جوزجان وقاموا ببناء مقبرة لقتلى "طالبان". وأرسل مصدر آخر في مدينة جوزجان مقطع فيديو لموكب الملا هبة الله أخوند زادة ومرافقيه إلى "اندبندنت فارسية"، وأوضح أن زعيم "طالبان" نزل في "قصر 500"، وهو المنزل الشخصي لعبدالرشيد دوستم، الأحد الماضي، والتقى المسؤولين المحليين التابعين للحركة. ولم يظهر زعيم "طالبان" الذي ترددت أنباء وفاته بسبب المرض أو جراء انفجار في وسائل الإعلام، مرات عدة من قبل، علناً على الإطلاق. ومع ذلك، نشر المتحدثون باسم الحركة طوال السنوات الماضية خطابات أخوند زادة في كابول وقندرها في صورة ملفات صوتية فحسب.

زعيم "طالبان" الذي يعد نفسه أنه "أمير المؤمنين" عندما ذهب إلى شمال أفغانستان لم يلتق أي شخص آخر خارج دائرة الأشخاص الموثوق بهم، إذ كان معظمهم من كبار المسؤولين في نظام "طالبان".

وقال عدد من موظفي مؤسسات نظام الحركة في مدينة شبرغان وميمنة وأيباك إنهم حضروا إلى أماكن عملهم أيام الأحد والإثنين والثلاثاء تحت ضوابط وقيود أمنية مشددة جداً. ولم يسمح لأي شخص بمغادرة مكان عمله في بعض الساعات المعينة من اليوم، كما أنه لم يتم إعطاؤهم توضيحاً حول سبب فرض هذه القيود.

وكان نائب وزير خارجية "طالبان" عباس ستانكزي قال قبل فترة ليست ببعيدة إن زعيم أي نظام يجب أن يكون بين الناس، وأن يكون على دراية بوضع المواطنين، مضيفاً من دون أن يذكر اسم الملا هبة الله أخوند زادة أن الشخص الذي يخشى مواجهة الشعب لا يمكنه قيادة النظام.

واللافت أنه بسبب الانتقادات التي وجهها ستانكزي لزعيم الحركة يعيش حالياً في عزلة، كما تم تقييد صلاحياته في وزارة الخارجية الأفغانية.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير