ملخص
تشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
قتل 18 شخصاً في حصيلة جديدة لغارات إسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية" في وسط سوريا، وفق ما أفادت السلطات في دمشق اليوم الإثنين، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد ارتفاع الحصيلة إلى 26 قتيلاً.
وقال وزير الصحة السوري حسن محمد الغباش خلال جولة لمجموعة صحافيين في مصياف إن "عدد قتلى العدوان الإسرائيلي" على محيط مصياف بلغ 18 قتيلاً بالإضافة إلى 37 جريحاً.
من جهته، أعلن المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً وله شبكة مصادر ومندوبين واسعة في سوريا، أن حصيلة الغارات التي طالت مواقع عسكرية في محافظة حماة، ارتفعت إلى 26 قتيلا.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً لإيران و"حزب الله" الحليفين له، لكن نادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته حصيلة أعلى بلغت 26 قتيلاً، من بينهم "خمسة مدنيين" وأربعة من الجيش والاستخبارات السورية و13 سورياً "يعملون مع الإيرانيين"، إضافة إلى ثلاث "جثث مجهولة الهوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الغارات "من أكبر الضربات وأشدها" التي تنفذها إسرائيل في سوريا. وأضاف أن الغارات استهدفت "مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع مرتبطة به". وأشار إلى أنه يجري تطوير "صواريخ دقيقة ومسيرات" في هذا المركز الذي يضم خبراء إيرانيين.
تنديد سوري وإيراني
نددت الخارجية السورية بهذه الغارات، معتبرة في بيان أن "تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية" دليل على سعيه "المحموم" إلى "مزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة سيكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها". ودانت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين الغارات الإسرائيلية "الإجرامية" التي استهدفت وسط سوريا ليل أمس الأحد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، "ندين بشدة هذا الهجوم الإجرامي الذي نفذه النظام الصهيوني على الأراضي السورية. نعتقد أن الوقت حان ليتوقف مؤيدو الكيان (الإسرائيلي) عن دعمه وتسليحه".
مواقع عسكرية
بدوره ذكر المرصد أن الغارات أسفرت عن "تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية". ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري أن الهجوم حصل مساء أمس "من اتجاه شمال غربي لبنان"، مؤكدة أنه استهدف "عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وتصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا، طاولت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
وتزايدت هذه الضربات على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عقب شن الحركة هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.