Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تطعيم الأطفال ينطلق شمال غزة وإدانات دولية لقصف المواصي

40 قتيلاً وعشرات الجرحى في المنطقة الإنسانية وغالانت يتحدث عن نهاية "حماس" كتنظيم عسكري

ملخص

تفقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل معبر رفح الحدودي ودعا إلى السماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي بذل جهوداً كبيرة على صعيد التمويل والإمدادات، لكن هناك نحو 1400 شاحنة عالقة على الحدود.

توالت الإدانات الدولية للغارة الإسرائيلية التي استهدفت "المنطقة الإنسانية" في المواصي جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجروح فجر اليوم الثلاثاء، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع المحاصر، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مركز قيادة لحركة "حماس" التي نفت وجود عناصر لها في المكان.

في الأثناء، بدأت اليوم حملة لتطعيم 200 ألف طفل في شمال غزة ضد شلل الأطفال على رغم أن مسؤولين بالصحة والإغاثة قالوا إن العملية معقدة بسبب القيود المفروضة على التنقل وأوامر الإخلاء ونقص الوقود.

إدانات دولية

ودان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الثلاثاء، "الغارات الإسرائيلية الجوية المميتة" على منطقة المواصي. وقال في بيان، "أدين بشدة الغارات الجوية المميتة التي شنتها إسرائيل اليوم على منطقة مكتظة بالسكان، في منطقة إنسانية حددتها إسرائيل في خان يونس حيث كان النازحون يحتمون".

واعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم، أن الغارة الإسرائيلية "الصادمة" على المواصي تظهر الحاجة إلى وقف إطلاق النار. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك في لندن مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، "نحن نلتقي في لحظة حرجة، لحظة حرجة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والوفيات الصادمة في خان يونس صباح هذا اليوم تعزز الحاجة الماسة إلى وقف النار هذا".

ودانت وزارة الخارجية السعودية استهداف المواصي، وجددت "رفضها القاطع استمرار جرائم الإبادة الجماعية الاسرائيلية، مع مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار".

ونددت تركيا بما اعتبرته "جريمة حرب" إسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن "حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو التي ترتكب إبادة أضافت جريمة جديدة إلى قائمتها من جرائم الحرب".

40 قتيلا وعشرات الجرحى

ولجأ عشرات آلاف النازحين الى منطقة المواصي في خان يونس بناءً على أوامر وتوجيهات من الجيش الإسرائيلي على مدى 11 شهراً من الحرب.

وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "تم انتشال 40 قتيلاً و60 مصاباً ونقلهم" إلى المستشفيات القريبة بعد الغارة الليلية على المواصي. وأضاف أن العمل جارٍ "للعثور على 15 مفقوداً نتيجة استهداف خيم النازحين في مواصي خان يونس".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن النازحين المقيمين في المخيم لم يتلقوا تحذيراً في شأن الضربة، مضيفاً أن نقص المعدات يعيق عمليات الإنقاذ. وأضاف أن المنطقة التي طاولها القصف "مليئة بخيم النازحين. هناك أكثر من 200 خيمة، وقد تضرر من 20 الى 40 منها بصورة كاملة. هناك ثلاث حفر عميقة في المكان". وتابع، "هناك عائلات كاملة اختفت في مجزرة مواصي خان يونس بين الرمال في حفر عميقة".

المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ "حماس" قال بدوره إن أكثر من 40 شخصاً قتلوا فيما أصيب 60 على الأقل في الغارات، مضيفاً أن كثيرين ما زالوا في عداد المفقودين بينما واصل رجال الإنقاذ عمليات البحث في وقت مبكر من صباح اليوم.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان في ساعة مبكرة اليوم الثلاثاء إن مقاتلاته "قامت بمهاجمة عدد من الإرهابيين البارزين في منظمة (حماس) الذين كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة مموه في منطقة إنسانية بخان يونس".

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان، "قبل الهجوم تم اتخاذ عديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية". وتابع، "هذا مثال آخر على الاستخدام المنهجي من المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للسكان والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المناطق الإنسانية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات جيش الدفاع".

وسارعت "حماس" إلى نفي هذه الاتهامات. وقالت الحركة في بيان، "نؤكد أن ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هو كذب مفضوح، يسعى من خلاله لتبرير هذه الجرائم البشعة". وأضافت أنها "أكدت مراراً نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية".

لكن الجيش الإسرائيلي أكد في بيان اليوم أنه استهدف عدداً من كبار قادة "حماس" داخل مركز قيادة وتحكم "تم تمويهه" في خان يونس. وذكر أن المستهدفين "ضلعوا بصورة مباشرة في مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وعملوا على تنفيذ مخططات إرهابية خلال الفترة الماضية". وأضاف أن عدد القتلى الذي نشره مكتب "حماس"، "لا يتوافق" مع ما لديه من معلومات. وقال إن من بين المستهدفين قائد القوة الجوية للحركة في قطاع غزة ورئيس قسم الاستطلاعات والأهداف في ركن الاستخبارات العسكرية التابع لـ"حماس".

دفنوا تحت الرمال

وأفاد سكان ومسعفون بأن أربعة صواريخ في الأقل ضربت منطقة المواصي المعلنة منطقة إنسانية والمكتظة بالنازحين الفارين من أماكن أخرى في القطاع الفلسطيني.

وقال الدفاع المدني إن النيران اشتعلت في 20 خيمة في الأقل، كما تسببت الصواريخ في حفر يصل عمقها إلى تسعة أمتار. وذكر مسؤول في الدفاع المدني أن "طواقمنا ما زالت تعمل على انتشال (القتلى) والجرحى من المكان، المشهد يبدو كمجزرة إسرائيلية جديدة".

بدوره أشار المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إلى أن "هناك عائلات كاملة اختفت في مجزرة مواصي خان يونس بين الرمال في حفر عميقة". وقال سكان إن سيارات الإسعاف تهرع ذهاباً وإياباً من المنطقة إلى مستشفى قريب، في حين ما زال يسمع صوت الطائرات الإسرائيلية وهي تحلق في سماء المنطقة.

من ناحيته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن مقاتلاته "قامت بمهاجمة عدد من الإرهابيين البارزين في منظمة (حماس) الذين كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة مموه في منطقة إنسانية في خان يونس"، جنوب القطاع. وأضاف "قام الإرهابيون بالترويج وتنفيذ أعمال إرهابية ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل". وشدد الجيش في بيانه على أنه "قبل الهجوم، تم اتخاذ عديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة، مراقبة جوية ومعلومات استخباراتية إضافية".

من جانبها أكدت "حماس" أن أياً من عناصرها لم يكن موجوداً في منطقة مواصي خان يونس،  نافية بذلك ما أعلنه الجيش الإسرائيلي من أنه استهدف عناصر بارزين في الحركة "كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة مموه". وأشارت في بيان إلى أنها "أكدت مراراً نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية".

وأمضى رجال الإنقاذ الليل يحفرون بحثاً عن قتلى وناجين من الهجمات التي أحدثت حفرة بحجم ملعب كرة قدم صغير. واحترقت الخيام في المنطقة المحيطة ولم يتبقَ سوى إطاراتها المعدنية مغطاة بالرماد في أرض قاحلة مليئة بالحطام. ودُفنت سيارة بالكامل، ولم يظهر من بين الرمال سوى سقفها.

وفي الصباح، بكى مشيعون في مستشفى قريب أمام الجثامين الموضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء أو ملفوفة في أكفان ملطخة بالدماء. وقُتلت إحدى بنات رائد أبو معمر ودُفنت زوجته وابنته الأخرى ولكن تم انتشالهما على قيد الحياة.

ميدانياً أيضاً، تحدثت معلومات عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين في ساحة الشوا شرق مدينة غزة، كما أفيد وأفيد بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" اليوم، أن حصيلة الحرب في قطاع غزة ارتفعت إلى 41020 قتيلاً على الأقل.

 

حملة التطعيم

بالتزامن، انطلقت اليوم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة، المنطقة الأكثر تضرراً من الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ 11 شهراً في القطاع، بعد تطعيم أكثر من 446 ألف طفل فلسطيني في الوسط والجنوب في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأفاد مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في قطاع غزة موسى عابد بأن الطاقم الطبي بدأ في إعطاء التطعيم في الشمال على رغم الحاجة الماسة إلى الوقود وبعض التحديات الأخرى.

وقال سام روز، نائب مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن مراكز التطعيم تقع في مناطق نشطة للغاية عسكرياً ويصعب الوصول لها وستكون معزولة إذا ساءت الأمور. وأضاف لـ"رويترز" عبر رسالة نصية، "هناك بعض التوتر، لكن سيتعين علينا إتمام الأمر".

وذكر تحديث للأمم المتحدة أمس الإثنين، أن إسرائيل أصدرت أمراً بإخلاء شمال قطاع غزة، وهو الأول منذ أكثر من أسبوعين، ويشمل مناطق متفق عليها في إطار هدنة إنسانية لتوزيع تطعيمات شلل الأطفال.

المفاوضات

في غضون ذلك أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في حوار مع صحافيين أمس الإثنين نشر اليوم، أن حركة "حماس" "كتنظيم عسكري لم تعد موجودة" في قطاع غزة. وأضاف "لا نزال نحارب إرهابيي حماس ونطارد قادتها"، إلا أن الحركة "تقود الآن مجرد حرب عصابات".

وقال غالانت، إن اتفاق هدنة مع حركة "حماس" يسمح بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، سيمثل "فرصة استراتيجية" لإسرائيل لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات.

وقال إن إعادة الرهائن هو "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به"، مضيفاً "التوصل إلى اتفاق هو أيضاً فرصة استراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات".

وألقى منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض جون كيربي باللوم على حركة "حماس" في عرقلة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى هدنة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وقال كيربي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض إن "إدارة الرئيس جو بايدن تعمل ليلاً ونهاراً لمعرفة ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق، و(حماس) هي العقبة الرئيسة أمام هذا الآن".

وأضاف كيربي "غيرت (حماس) بعض شروط صفقة التبادل، مما جعل من الصعب علينا الوصول إلى اتفاق. لا نزال نعتقد أنه حتى مع التعديلات الجديدة التي طرحتها (حماس)، فإن الأمر يستحق المحاولة".

الإفراج عن قافلة للأمم المتحدة

من جانبه قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إن إسرائيل أفرجت عن قافلة تضم مركبات وموظفين للأمم المتحدة كانت قد احتجزتها لأكثر من ثماني ساعات في شمال غزة أمس الإثنين.

 

وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه احتجز القافلة بعد معلومات استخباراتية أشارت إلى وجود عدد من "المشتبه فيهم الفلسطينيين" فيها، مضيفاً أنه أراد استجوابهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب لازاريني على منصة "إكس"، "أوقفت القافلة تحت تهديد السلاح بعد نقطة تفتيش وادي غزة مباشرة مع تهديدات باحتجاز موظفي الأمم المتحدة. وألحقت الجرافات أضراراً جسيمة بمركبات الأمم المتحدة المدرعة". وأضاف "أطلق سراح جميع الموظفين والقافلة وعادوا بأمان إلى قاعدة الأمم المتحدة".

وفي وقت سابق رفض الجيش الإسرائيلي تأكيدات بأن القافلة تنقل لقاحات شلل الأطفال وقال إن الغرض من القافلة هو تبادل أفراد الأمم المتحدة.

وبدأت الحملة لتطعيم 640 ألف طفل في غزة في الأول من سبتمبر (أيلول) بعد تأكيد منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إصابة رضيع بشلل جزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.

ونفى لازاريني الرواية الإسرائيلية قائلاً إن القافلة كانت في طريقها لبدء حملة التطعيم في مدينة غزة وشمال القطاع. وأضاف أنه غير متأكد من استئناف الحملة شمالاً اليوم الثلاثاء.

 

بوريل يتفقد معبر رفح الحدودي

تفقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الإثنين معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، ودعا إلى السماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع.

وقال بوريل في تصريحات للصحافيين من أمام المعبر إن الاتحاد الأوروبي بذل جهوداً كبيرة على صعيد التمويل والإمدادات، لكن هناك نحو 1400 شاحنة عالقة على الحدود. وأضاف أن الأزمة الحالية في قطاع غزة ليست من صنع الطبيعة أو ناجمة عن زلزال لكنها من صنع الإنسان ولا سبيل إلى حلها سوى بالتوصل إلى اتفاق سياسي.

وكان بوريل التقى في وقت سابق من اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة، إذ ناقش الجانبان الأوضاع السياسية والإنسانية في قطاع غزة وسبل وقف إطلاق النار هناك، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين مصر والتكتل الأوروبي.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في بيان إن "الجانب الأكبر من اللقاء تركز على الأوضاع في غزة والشرق الأوسط، حيث تم استعراض الجهود المكثفة التي بذلتها مصر والشركاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، بحيث يمكن إنهاء الكارثة الإنسانية التي تواجه أهالي غزة، فضلاً عن تمهيد الطريق لإنفاذ حل الدولتين".

ويتوجه بوريل في وقت لاحق من الأسبوع إلى لبنان، حيث تتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل والدول المحيطة مع قرب مرور العام على بدء الحرب في غزة.

الحدود المصرية - الإسرائيلية

من جانب آخر نفى مصدر مصري ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية في شأن حادثة إطلاق نار على الحدود المصرية - الإسرائيلية.

وأكد المصدر أن ما حدث هو تبادل لإطلاق نار بين قوة من حرس الحدود الإسرائيلي ومجموعة من المهربين في صحراء النقب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن سقوط إصابات في صفوف الجيش نتيجة عملية دهس على الحدود مع مصر.

المزيد من متابعات