Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الولايات المتحدة تعمل "سريعا" لتقديم مقترح معدل في شأن صفقة غزة

لبيد يحض نتنياهو على إنجاز اتفاق الهدنة فوراً وعباس يزور إسبانيا وبلينكن يتوجه إلى مصر لمناقشة جهود وقف النار

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على منزل في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

ملخص

على رغم بذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود وساطة منذ أشهر، فلا تزال مواقف طرفي النزاع متباعدة حول نقاط عدة، أبرزها إصرار نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف بمحور "فيلادلفي". في المقابل تطالب "حماس" بانسحاب إسرائيلي كامل.

تناقش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعتباراً من اليوم الثلاثاء مشروع قرار قدمه الفلسطينيون يطالب بوضع حد "للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلال 12 شهراً"، ويستند مشروع القرار الذي يواجه انتقادات شديدة من إسرائيل، إلى رأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو (تموز) بطلب من الجمعية العامة، أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 "غير قانوني"، واعتبرت أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة أن "دولة إسرائيل ملزمة بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن"، واستناداً إلى ذلك، دعت الدول العربية إلى جلسة خاصة للجمعية العامة قبل أيام من وصول عشرات رؤساء الدول والحكومات إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة التي ستهيمن عليها الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

ومشروع القرار الذي سيطرح على التصويت مساء الثلاثاء أو الأربعاء "يطالب" إسرائيل بـ"وضع حد من دون إبطاء لوجودها غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية "خلال 12 شهراً كحد أقصى اعتباراً من تبني هذا القرار"، بعدما كانت الصياغة الأولى للنص تحدد مهلة ستة أشهر فقط.

كذلك "يطالب" النص بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي تمت مصادرتها والسماح بعودة النازحين الفلسطينيين.

في المقابل، حذفت من النص خلال المفاوضات فقرة تدعو الدول الأعضاء إلى وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.

مقترح جديد

في الأثناء، وبينما لم تنجح محادثات استمرت شهوراً للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت شهرها الـ12، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أمس، إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة بخاصة مصر وقطر لتقديم مقترح معدل في شأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويقول مسؤولون منذ أسابيع إنه سيجري قريباً طرح مقترح جديد لصفقة تشمل إطلاق سلاح الرهائن الإسرائيليين.

وأشار ميلر لصحافيين إلى أن واشنطن تعمل مع الوسطاء على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي". وأضاف "ليس لدي جدول زمني سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذ المقترح".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى مصر اليوم الثلاثاء. وذكرت أنه سيعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.

وأعلنت حركة "حماس" الأسبوع الماضي أنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بناء على المقترح السابق من دون أي شروط من أي طرف.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه جرى التوافق على معظم بنود الاتفاق لكن المفاوضات لا تزال جارية للتغلب على عقبتين رئيستين وهما مطلب إسرائيل ببقاء قواتها في محور "فيلادلفي" للحفاظ على منطقة عازلة بين غزة ومصر وتفاصيل مبادلة الرهائن بسجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية.

لبيد يحض نتنياهو على إنجاز اتفاق الهدنة فوراً

من جانبه، حض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الإثنين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إنجاز اتفاق الهدنة في غزة فوراً، وذلك لدى لقائه مسؤولين أميركيين في واشنطن.

وقال لبيد عقب لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "أعتقد أن كل المصالح السياسية يجب أن توضع جانباً من أجل ذلك. هذا الأمر أهم بكثير".

 

وتابع "إن إسرائيل كأمة لن تتعافى إلا إذا أعدناهم للوطن"، في إشارة إلى الرهائن، مضيفاً "إنه أمر بالغ الأهمية لوجودنا". وقال لبيد "إنه أمر يمكن فعله"، موضحاً "يمكننا التوصل لاتفاق في شأن الرهائن، ونحن بحاجة إلى ذلك".

ولبيد رئيس سابق للوزراء، وقد جدد تعهده عدم السعي إلى إطاحة حكومة نتنياهو التي تعتمد على دعم أعضاء يمينيين متطرفين، في حال مضى الأخير قدماً في الصفقة. وفي حين وصف حركة "حماس" بأنها "منظمة إرهابية رهيبة"، قال لبيد إن حكومة نتنياهو "عليها بذل مزيد من الجهد" للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن.

وعرض الرئيس الأميركي جو بايدن في الـ31 من مايو (أيار) خطة لوقف إطلاق النار في غزة تشمل تعليق القتال لستة أشهر والإفراج عن رهائن. وسبق أن شدد بلينكن على أن نتنياهو موافق على مقترح أميركي جديد "يقلص الفجوات" وينجز الاتفاق الذي يحظى بتأييد شعبي واسع النطاق في إسرائيل.

وكان نتنياهو نفى علناً صحة استنتاجات أميركية تفيد بقرب التوصل إلى اتفاق، متمسكاً بسيطرة إسرائيل عسكرياً على محور "فيلادلفي". وأثار موقف نتنياهو حفيظة مصر التي تؤدي دور وساطة لوضع حد للحرب. ويواجه نتنياهو ضغوطاً خارجية وداخلية لا سيما من عائلات الرهائن، لإبرام اتفاق مع "حماس" يعيدهم إلى ديارهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

عباس يزور إسبانيا

إلى ذلك، يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء إلى مدريد في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة، وذلك بدعوة من إسبانيا بعد اعترافها بدولة فلسطين، بحسب مصدر رسمي فلسطيني.

وفي وقت سابق الإثنين، تسلم ملك إسبانيا فيليبي السادس أوراق اعتماد حسني عبدالواحد، أول سفير لدولة فلسطين في إسبانيا، بعدما اعترفت بها مدريد في مايو الماضي.

"معركة استنزاف طويلة"

وأكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يحيى السنوار الجاهزية لخوض "معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في قطاع غزة، بإسناد من حلفائها الإقليميين المدعومين من إيران، وذلك بعد دخول الحرب شهرها الـ12.

وتولى السنوار رئاسة حركة "حماس" في أغسطس (آب) خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران بعملية منسوبة لإسرائيل. وأتى موقف السنوار الذي لم يظهر علناً منذ اندلاع الحرب، في رسالة إلى زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، أشاد فيها بإطلاقهم صاروخاً باليستياً سقط في وسط إسرائيل الأحد.

 

وغداة تحذيره الحوثيين في اليمن بدفع "ثمن باهظ" لتلك العملية، توعد نتنياهو الإثنين بإجراء "تغيير جذري" عند الحدود مع لبنان حيث يتواصل تبادل القصف اليومي مع "حزب الله"، الحليف كما الحوثيين اليمنيين، لطهران.

في ظل هذه المواقف، تتواصل الحرب الأطول في تاريخ الصراع من دون أفق لحل يوقف القصف والمعارك في قطاع غزة المحاصر والمدمر. ومنذ بدء الحرب في غزة، تصاعد التوتر بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وإيران وتنظيمات إقليمية حليفة لها أبرزها "حزب الله" والحوثيون وفصائل عراقية.

تواصل القصف

ميدانياً، قتل أكثر من 20 شخصاً خلال الساعات الماضية جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، بينهم 10 في الأقل في غارة على منزل وسط القطاع.

وأكد مصدر طبي في مستشفى "العودة" ارتفاع عدد القتلى إلى 10 وإصابة 15 آخرين في استهداف صاروخي لمنزل عائلة القصاص في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل عدد القتلى، مشيراً إلى أن الغارة وقعت صباح الإثنين.

وقتل ستة أشخاص في غارة جوية ليلاً طالت منزلاً يعود إلى عائلة بصل في حي الزيتون بمدينة غزة (شمال)، وفق ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني.

إلى ذلك، أفادت هيئات الإغاثة في القطاع عن سقوط ستة قتلى آخرين في الضربات الإسرائيلية على القطاع. وأكد مستشفى "العودة" أن ثلاثة من هؤلاء قضوا في ضربات إسرائيلية في النصيرات.

المزيد من متابعات