Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء العصابات في الهند... للإغراء وجرائم أخرى

برزت أسماء بعضهن في عالم المافيا وذاع صيت عنفهن ضمن مجتمع يهيمن عليه الذكور

دفعت عارضة الأزياء الهندية ديفيا باهوجا حياتها ثمناً لتعاونها مع العصابات (مواقع التواصل)

ملخص

تعتقد الطبيبة النفسية ديفيا نجالي أن النظام الذكوري في الهند يدفع النساء إلى اللجوء إلى الأنشطة الإجرامية إذ يهيمن الذكور على النساء في هذا النظام وتعتمد الفتيات على رجال الأسرة في شؤونهن الخاصة والعامة.

تشتهر المناطق الشمالية في الهند بنسائها المغامرات منذ وقت طويل، ولعل قاطعة الطريق في القرن الـ20 فولان ديفي كانت أيضاً تنتمي إلى هذه المنطقة، ومثلها عضوة عصابات المافيا آنو التي برزت أخيراً في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفقاً لتقرير "روسيا اليوم"، استدرجت آنو البالغة من العمر 24 سنة رجلاً يدعى أمان جون في مطعم "برغر كنج" في حديقة راجوري باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليُقتل هناك. وبحسب التفاصيل، فإنه بعد دقائق قليلة من وصول أمان إلى المطعم وجلوسه بجوار آنو، دخل بعض الأشخاص وجلسوا قربهما، ثم أخرج أحدهم مسدسه وأطلق النار على أمان الذي حاول الهرب لكن من دون جدوى. عقب ذلك أعلنت إحدى العصابات مسؤوليتها عن القتل لكن آنو المقربة من زعيم العصابة المسجون التي أسهمت في القتل باستدراج الرجل في المطعم جذبت انتباه وسائل الإعلام وصار يطلق عليها "سيدة المافيا".

وفي وقت سابق من العام الحالي، أصيبت عارضة الأزياء السابقة والمقربة من رجل العصابات سانديب جاندولي، ديفيا باهوجا، برصاصة في الرأس في أحد الفنادق في إحدى ضواحي دلهي وعثر على جثتها بعد 11 يوماً في أحد الأنهار. وديفيا كانت متهمة بإغراء أحد الشباب ليُصفى لاحقاً على يد الشرطة، كما أمضت سبعة أعوام في السجن قبل أن تحصل على الكفالة في 2023.

وفي مارس (آذار) الماضي، تصدرت أنورادها تشودري والمعروفة أيضاً باسم "المسدس راني" عناوين الأخبار بزواجها من رجل عصابات مسجون وكانت الشرطة تحرس حفل الزفاف. تقول الشرطة إن هذه العصابات تحاول تجنيد الفتيات الراغبات بالانضمام إلى عالم الإجرام، ولا تقتصر مهمتهن على التجسس أو مصائد العسل (استدراج الرجال بالإغراء ليقبض عليهم أو يقتلوا)، حتى إن بعضهن يشاركن في استخدام السلاح.

 

 

وتحدثت إحدى السجينات عن أن النساء المتورطات في الجريمة المنظمة أو لعصابات يعتبرن "مستهلكات"، مضيفة "زعماء العصابات يستخدمون الرجال في جرائمهم الكبرى، وتُعين النساء في وظائف صغيرة ويستخدمن كمستهلكات. إنهن يعملن بصورة رئيسة كبيادق وغالباً ما يتم تقديمهن ككبش فداء".

والسؤال الأهم هنا هو لماذا تلجأ الفتيات إلى عالم الإجرام من الأساس وكيف بدأ هذا التوجه؟ يمكن القول في هذا السياق إن مشاركة النساء في القتل والجرائم العنيفة الأخرى في الآونة الأخيرة زاد بعد قتل المغني البنجابي المشهور سدهو موسا والا على يد إحدى العصابات المحلية في بنجاب. كانت شخصية سدهو مثيرة للجدل بسبب أغانيه المنفردة كما اتهم أيضاً بترويج ثقافة امتلاك الأسلحة في إحدى أغانيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الشخصية الأكثر شهرة في هذا المجال هي شخصية فولان ديفي التي كانت ضحية للعنف المنزلي والاغتصاب والإذلال في شبابها لتنتقم من المجتمع بأسره لاحقاً من خلال الانضمام إلى عصابات قطاع الطرق والتورط في حوادث أرهبت عديداً من الولايات الشمالية.

ولدت فولان ديفي في عائلة من الطبقة الدنيا في قرية نائية في ولاية أوتار براديش، واتهمت بالتورط في 48 قضايا جسيمة وقضت 11 عاماً في السجن من دون محاكمة. وبعد إطلاق سراحها دخلت ديفي عالم السياسة وأصبحت عضوة في البرلمان وأصبحت زعيمة بارزة للطبقات الدنيا في الهند، وانتهت قصتها المثيرة بمقتلها خارج منزلها في دلهي عام 2001.

هل يدفع المجتمع "الذكوري" الفتيات إلى عالم الجريمة؟

تعتقد الطبيبة النفسية في مدينة لكناو، ديفيا نجالي، أن النظام الذكوري في البلاد يدفع النساء إلى اللجوء إلى الأنشطة الإجرامية، إذ يهيمن الذكور على النساء في هذا النظام وتعتمد الفتيات على رجال الأسرة في شؤونهن الخاصة والعامة. وتقول "نعلم أن هناك كثيراً من الجرائم ضد النساء بسبب ضعفهن، كانت النساء ضحايا النظام الذكوري لقرون عدة ويُدفعن إلى الوراء باستمرار".

وتحتل الهند المرتبة الـ128 من بين 177 دولة من جهة اندماج المرأة في المجتمع، وحصولها على العدل والأمان وفقاً لمؤشر 2023 الصادر عن معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن من الولايات المتحدة. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن المكتب الوطني لسجلات الجريمة في الهند، فإن الجرائم المعادية للنساء تدفع بعضهن إلى عالم الجريمة، إذ أصبحت شانتا ديفي باتكار جزءاً من عالم الجريمة بعد تعرضها لمثل هذه الانتهاكات ولقبت بـ"ملكة المخدرات في مومباي".

تقول الطبيبة النفسية ديفيا نجالي إن ارتكاب الجرائم يبدو منطقياً للأشخاص الذين يحاولون العثور على حياة أفضل أو الهرب من وضع سيئ.

 

 

وبحسب السجينة صايمة فإن ما يجذب النساء إلى عالم الجريمة هي سهولة وسرعة جني الأموال في هذا القطاع، لا سيما أن معظمهن لا يدركن العواقب ولا يتأكدن من حماية ووقوف العصابة معهن قبل ارتكاب الجريمة.

ويرى الناشط الاجتماعي الذي يعمل لمصلحة السجناء رافيندر ب فايديا، أن نساء العصابات يكثر وجودهن في المدن الكبرى، مضيفاً "يختلف نمط الجريمة بحسب المنطقة الجغرافية، وهناك فرق كبير بين الجريمة في المدن الكبرى والبلدات الصغيرة في ريف الهند".

تقول صايمة إنها تعرفت إلى نساء في السجن لم يكن لهن أي علاقة بعالم الجريمة قبل الزواج، لكن لجأن إلى الجريمة بعد الزواج بسبب العنف وأسباب أخرى. وترى منظمة "فايديا" أن معظم سجينات القرية قتلن أزواجهن رداً على العنف المنزلي، في مقابل النساء المتورطات في الجريمة المنظمة أو العصابات في المدن اللاتي يرتكبن جرائم لأسباب أخرى. وأحد هذه الأسباب هو محاولة الوصول إلى السلطة، إذ تعد الجريمة مصدراً للقوة في مجتمعنا، ويعتقد الرجال أنه لا ينبغي للمرأة أن تتمتع بهذه القوة.

المزيد من منوعات