ملخص
تجنب ترمب مناظرة ثانية مع كامالا هاريس ربما بسبب خشيته من مواجهة الهزيمة مجدداً، معتقداً أن أداءه في المناظرة الأولى كان كافياً على رغم أن تصريحاته المضللة تثير الشكوك حول قدرته على مواجهة الحقائق.
تجنب ترمب للتو مناظرة ثانية يواجه فيها كامالا هاريس – ربما لأنه تذكر الهزيمة التي مني بها خلال الجولة الأولى (على رغم أنه يعتقد على ما يبدو بأن هانيبال ليكتر شخص حقيقي، لذلك أقول ربما).
ما طريقة تفكيره؟ حسناً، لأنه "بالطبع" فاز في المناظرة الأولى، ولذلك لا يرى حاجة إلى مناظرة ثانية. تعرفون تلك المناظرة التي قال فيها إن مهاجرين يجوبون البلاد بحثاً عن حيوانات أليفة يأكلونها، وتحدث عن إعدام حديثي الولادة؟ هذان كلاهما دليلان على انتصار موثوق، يا أصدقاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يعتقد ترمب، الشريك الرحيم في السجالات، أن منافسته يجب أن "تركز" على وظيفتها كنائبة للرئيس، بدلاً من ابتكار طرق جديدة لتفنيده على شاشات التلفزيون الوطني. من ناحية أخرى يبدو أن هاريس لا توافق على ذلك، إذ قالت في تجمع انتخابي استضافته ولاية نورث كارولاينا إن المرشحين "يدينان" للناخبين بمناظرة أخرى، لأن "مما هو على المحك لا يمكن أن يفوقه شيء أكثر أهمية" (مع افتراض أن "مما هو على المحك" هو عبارة عن فرصة لمعرفة ما إذا كان ترمب يعتقد أن مدينة سبرينغفيلد الواقعة في ولاية أوهايو هي المكان الذي يعيش فيه هومر سيمبسون).
لا أعرف لماذا وافق ترمب على إجراء مناظرة في المقام الأول. لا شك في أن أداءه كان جيداً في مواجهة بايدن، لكن إذا توخينا الصدق، حتى رسم لترمب نفذه طفل صغير كان ليؤدي أداء جيداً في مواجهة بايدن. فترمب عندما لا يواجه شخصاً يبدو أنه في خضم تدهور إدراكي، لا تناسبه الصيغة تماماً.
من المفترض أن تدور أي مناظرة حول تبادل لمعلومات متنافسة – لكن حقيقية – واستخدامها لبناء حجة سليمة. ومع ذلك، تنطوي فكرة ترمب حول الحجة السليمة على قول شيء يود أن يكون صحيحاً، ثم يصم أذنيه ويهمهم نغمة مسلسل "الممتهن" حتى يشعر خصمه بالملل وينتقل إلى فكرة أخرى.
ربما نجح ذلك عام 2016، عندما لم يكن مديرو المناظرات معتادين على اختلاق مرشح سياسي بوقاحة أموراً غب الطلب، لكننا اعتدنا على موهبته الآن. إذا قال شيئاً غير صحيح، يمكن التحقق منه والطعن فيه. بطبيعة الحال، هو يرى في التحقق من الحقائق مؤامرة ما تحاك ضده، متهماً مديري شبكة "أي بي سي" بالتواطؤ مع كامالا لإسقاطه – لكن هذا يعود فقط إلى أن قيام شخص بعمله بالفعل يمثل مفهوماً غريباً عليه.
في الواقع هو يسهل أيضاً التحقق من الحقائق. كل ما يقوله أسود أو أبيض للغاية، فلا مجال لإساءة تفسير ما يحاول قوله أو اعتبار نيته حسنة. هل يقول إن الانتخابات مزورة، أو إنه فاز بها سراً؟ لا، لم تكن الانتخابات مزورة – ولا، لم يفز بها سراً. أترون سهولة التفنيد؟
وفق صحيفة "واشنطن بوست"، قال ترمب ما يقارب 30 ألف "أكذوبة" خلال ولايته الأولى. وأدلى بـ503 ملاحظات كاذبة أو مضللة في يوم واحد فقط – قبل يوم واحد من إسقاط الأميركيين إياه بالانتخابات. الأكاذيب هي كل ما لديه.
هذا هو ما يخيف ترمب أكثر من أي شيء آخر. لقد دفع إلى الاعتقاد – جزئياً من قبل قسم متواطئ من وسائل الإعلام، وجزئياً بسبب غطرسته الشخصية – بأنه فوق مفهوم الحقيقة بطريقة ما، لكن فور حلول الحقيقة أمام ناظريه، يفر جزعاً. هو غير مجهز لمواجهتها، وهو غير مجهز لمواجهة كامالا – وهو بالتأكيد غير مجهز لمواجهة مهمة توليه الرئاسة مرة أخرى.
شخصياً، على رغم ذلك، آمل في حصول مناظرة ثانية. أنا مستعد تماماً لرؤية كامالا تهزمه مرة أخرى ببعض الضربات اللفظية (يمارس ترمب، بالطبع، مزيجاً من الضربات اللفظية).
ومع ذلك، أشك في أننا سنرى مناظرة ثانية. إذا كان ترمب يريد حقاً أن يصبح رئيساً مرة أخرى، فإن أفضل شيء يمكنه فعله هو إبقاء فمه مغلقاً.
© The Independent