ملخص
بحسب بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث عسكري رائد، فإن مثل هذه الزيادة ستدفع بروسيا لتخطي الولايات المتحدة والهند من حيث عدد الجنود الموجودين في الخدمة لتصبح في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث حجم الجيش.
شنت القوات الروسية اليوم الثلاثاء هجوماً صاروخياً على بنية تحتية للطاقة في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا بعد هجوم بطائرات مسيرة استهدف المنطقة ذاتها الليلة الماضية، وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، وأجبر السلطات على اللجوء إلى أنظمة كهرباء احتياطية.
وفي كلمة بثها التلفزيون قال حاكم منطقة سومي فولوديمير أرتيوك، "لم يحقق العدو هدفه بتدمير نظام الطاقة، لكننا نشعر حالياً أنه يواصل محاولة تدمير النظام لأنه يهاجم حالياً باستخدام الصواريخ وليس الطائرات المسيرة". وأضاف أن التقديرات الأولية تشير إلى أن القوات الروسية استخدمت أربعة صواريخ في أحدث هجوم.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 51 طائرة مسيرة لمهاجمة البلاد اليوم الثلاثاء، وأن دفاعاتها الجوية أسقطت 34 منها في خمس مناطق.
وأوضح مسؤولون بمناطق كونوتوب وأوختيركا وسومي عبر تطبيق "تيليغرام" إن هجوم الليلة الماضية تسبب في وقع أضرار، وأضافوا أن مرافق البنية التحتية الحيوية اعتمدت على أنظمة كهرباء احتياطية.
وقال القائم بأعمال رئيس بلدية مدينة سومي أرتيم كوبزار إن الهجمات لم تسفر عن وقوع إصابات.
وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجوم تسبب في اندلاع حريق بمحطة كهرباء فرعية وانقطاع التيار عن أكثر من 281 ألف مستهلك. مضيفة أن الكهرباء عادت جزئياً منذ ذلك الحين.
وقالت السلطات في سومي في وقت سابق إن الدفاعات الجوية أسقطت 16 طائرة مسيرة فوق المنطقة الليلة الماضية.
جيش "الكرملين"
وأعلن "الكرملين" اليوم الثلاثاء أن قرار روسيا رفع عديد جيشها إلى 1,5 مليون عنصر يأتي رداً على "التهديدات" عند حدودها الغربية في خضم الحرب ضد أوكرانيا.
ووقع الرئيس فلاديمير بوتين الإثنين مرسوماً بزيادة عدد القوات الروسية بواقع 180 ألف جندي وصولاً إلى 1,5 مليون، ما يجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم من حيث حجم القوات، وفقاً لوسائل إعلام.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن القرار "يعود إلى عدد التهديدات التي تواجه بلادنا، والوضع العدائي جداً عند حدودنا الغربية وعدم الاستقرار عند حدودنا الشرقية".
وهذه المرة الثالثة التي يأمر فيها بوتين بزيادة عديد القوات منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، وفيما يقاتل نحو 700 ألف جندي في أوكرانيا، وفقاً لتقديرات بوتين في يونيو (حزيران) الماضي.
في الأسابيع الستة الماضية دفعت روسيا بقواتها لوقف هجوم أوكراني عبر الحدود في منطقة كورسك، كما صعدت هجومها شرق أوكرانيا.
ولا ينشر أي من الجانبين بيانات منتظمة عن الخسائر العسكرية، لكن تقديرات مستقلة تشير إلى عشرات آلاف القتلى والجرحى على الجانبين منذ اندلاع الحرب في 2022. وكثيراً ما اشتكت روسيا من التهديدات عند حدودها، ومعظمها من توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويقول الحلف إنه تحالف دفاعي، ولا يسعى إلى المواجهة مع موسكو، معتبراً أن "السلوك العدواني" لروسيا تجاه جيرانها هو المسؤول عن تصاعد التوتر.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الثلاثاء إنها أسقطت 34 من أصل 51 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل. وأفاد الجيش بأن أنظمة الدفاع الجوي نشطت في خمس مناطق.
في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 16 طائرة مسيرة أوكرانية فوق منطقتي بريانسك وكورسك الحدوديتين خلال الليل. وأضافت الوزارة على "تيليغرام" أن 15 من الطائرات المسيرة أسقطت فوق بريانسك وواحدة فوق كورسك.
هجمات
واليوم قالت السلطات في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا إن القوات الروسية استهدفت بنى تحتية للطاقة في المنطقة. وأضافت أن الدفاعات الجوية أسقطت 16 طائرة مسيرة خلال الليل.
الجيش الروسي
في هذا الوقت أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي بواقع 180 ألف جندي ليصل العدد الإجمالي للقوات إلى 1.5 مليون جندي في الخدمة وذلك في خطوة ستجعله ثاني أكبر جيش في العالم بعد الصين.
وفي مرسوم نشر على الموقع الإلكتروني للكرملين أمر بوتين بزيادة الحجم الإجمالي للقوات المسلحة الروسية إلى 2.38 مليون فرد على أن يكون 1.5 مليون منهم في الخدمة.
وبحسب بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث عسكري رائد فإن مثل هذه الزيادة ستدفع بروسيا لتخطي الولايات المتحدة والهند من حيث عدد الجنود الموجودين في الخدمة لتصبح في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث حجم الجيش.
وقال المعهد إن بكين لديها ما يزيد قليلاً على مليوني فرد في الخدمة الفعلية.
وتأتي هذه الخطوة، وهي المرة الثالثة التي يزيد فيها بوتين حجم الجيش منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، في الوقت الذي تتقدم فيه قواته في شرق أوكرانيا بعدة مناطق على امتداد خط المواجهة البالغ طوله 1000 كيلومتر، وسعي الجيش أيضاً لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية.
وعلى رغم أن عدد سكان روسيا يبلغ ثلاثة أمثال عدد الأوكرانيين ونجاح الروس في تجنيد متطوعين بعقود مربحة للقتال في أوكرانيا، فإن الجيش الروسي، شأنه شأن القوات الأوكرانية، تكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة. ولا تلوح في الأفق أي بادرة على قرب انتهاء الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
روسيا "لا تقهر عسكرياً"
وأكد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أمس الإثنين أن روسيا "لا تقهر عسكرياً" في أوكرانيا، خلال زيارة يجريها المستشار الألماني أولاف شولتز لآسيا الوسطى، في وقت يحاول فيه الغرب تعزيز تعاونه مع دول المنطقة التي تدور تقليدياً في فلك النفوذ الروسي.
ونقلت الرئاسة عن توكاييف قوله إن "الحقيقة تكمن في أن روسيا لا تقهر عسكرياً"، في تصريح مفاجئ للمستشار عشية انعقاد قمة لرؤساء دول آسيا الوسطى الخمس.
وكازاخستان، أكبر قوة في آسيا الوسطى، هي حليف عسكري واقتصادي لروسيا التي تشترك معها في حدود طولها 7500 كيلومتر، ويجتمع توكاييف بانتظام مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف توكاييف "أن التعاون بين بلدينا يتطور في إطار الشراكة والتحالف الاستراتيجيين"، مؤكداً أن "السكان في كازاخستان متعاطفون حقاً مع الشعب الأوكراني".
ودانت أستانا بصورة مبطنة الهجوم الروسي في أوكرانيا وقامت منذ الحرب بتنويع علاقاتها العسكرية والاقتصادية، خصوصاً مع الصين والدول الغربية، لكن توكاييف أكد أن "إمكانية السلام لا تزال قائمة"، داعياً إلى "دعم خطط السلام التي اقترحتها الصين والبرازيل".
منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، تحاول الصين والولايات المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، تعزيز علاقاتها مع الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى. وإذ أظهرت دول آسيا الوسطى حيادها في شأن الحرب في أوكرانيا، إلا أن الغرب يتهمها بتسهيل حصول موسكو على بضائع في انتهاك للعقوبات المفروضة على روسيا.