ملخص
دعت مجموعات مصالح في هونغ كونغ خلال العامين الماضيين مزيداً من الضيوف من العائلات الثرية في منطقة الخليج
تركز هونغ كونغ اهتمامها على جذب المستثمرين الأثرياء من الشرق الأوسط في إطار سعيها للعثور على مصادر جديدة لرأس المال بهدف تعزيز مكانتها كمركز لإدارة الثروات.
ووفقاً لما ذكره نحو نصف دزينة من المراقبين الذين أجرت معهم "بلومبيرغ" مقابلات، دعت مجموعات مصالح في المدينة خلال العامين الماضيين مزيداً من الضيوف من العائلات الثرية جداً في منطقة الخليج والكيانات المرتبطة بالعائلات، بوتيرة لم يسبق لها مثيل قبل جائحة "كوفيد-19".
ويأتي هذا التحرك في ظل تراجع تدفق المستثمرين الأجانب، مما أفقد هونغ كونغ بريقها كبوابة إلى الصين.
وفي الأسبوع الماضي، تحدث مسؤولون تنفيذيون من اثنتين من أكبر المؤسسات الخيرية في أبوظبي والسعودية، وكلتاهما أسستها أفراد من العائلات الملكية، في حدث نظمته مؤسسة "هونغ كونغ جوكي كلوب تشاريتيز ترست".
وتعد هذه الروابط المتزايدة جزءاً من جهود هونغ كونغ لإظهار أنها منفتحة على الأعمال الدولية.
وتدفقت الأموال خارج المدينة حينما غادر عدد من الأثرياء إلى سنغافورة ومواقع أخرى خلال القيود الصارمة التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" وحملات القمع الواسعة ضد المعارضين السياسيين، وفي الوقت نفسه، تعزز بكين روابطها المالية والاستثمارية مع المنطقة الغنية بالنفط.
جذب العائلات الخليجية الثرية
وقال مدير مركز أبحاث الأعمال العائلية العالمية في جامعة تسينغهوا البروفيسور هاو جاو، "هونغ كونغ تحاول جاهدة جذب العائلات الخليجية الثرية، فهذه العائلات هي التي تهيمن على الاقتصاد ويمكنها ممارسة تأثير كبير".
وبالنسبة للمستثمرين الخليجيين، تقدم هونغ كونغ منصة لجمع التمويل للشركات الشرق أوسطية من أجل التوسع، وتعمل نقطة انطلاق للوصول إلى السوق الصينية.
وقال الرئيس التنفيذي لمكتب العائلات "تسانغز غروب"، باتريك تسانغ، "تشهد العلاقات الجيوسياسية بين الصين وهونغ كونغ والشرق الأوسط أقوى مستوياتها على الإطلاق". وأسس مع مستشار حكومة هونغ كونغ جيفري لام كين فونغ، "نادي أمباسادورز" في عام 2023 لتعزيز مكانة المدينة مركزاً تجارياً.
وشهد حدث "نادي أمباسادورز" في هونغ كونغ الأسبوع الماضي متحدثين من الخليج، من بينهم ياسر اليوسف، مدير علاقات المستثمرين في مكتب أبوظبي للاستثمار، ومروان المري المدير الإقليمي لآسيا في غرف دبي، وغيرهم.
بدأ الحضور الجديد بالفعل في ترك بصمته في هونغ كونغ، وقال تسانغ ولام إنهما يعملان مع شركات في المدينة لزيادة عدد المطاعم وموردي المواد الغذائية والفنادق المعتمدة "حلال"، ويخططان لتوزيع مجموعات "حلال" على الفنادق، حتى تتمكن من خدمة الضيوف، حتى وإن لم تكن مطابخها مجهزة بالكامل.
صندوق الثروة السيادية السعودي
واستضافت هونغ كونغ أيضاً أول حدث في جولة "ليف غولف"، وهي المسابقة المدعومة من صندوق الثروة السيادية السعودي الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار في وقت سابق من عام 2024، ومن المقرر أن ينظم حدث آخر في عام 2025.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأصبح السفر بين هونغ كونغ والسعودية أسهل أيضاً، فمن المقرر أن تستأنف شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ "كاثاي باسيفيك" رحلاتها المباشرة إلى الرياض بدءاً من 28 أكتوبر (تشرين الأول) القادم، بينما افتتحت شركة "طيران الإمارات" متجراً تفاعلياً في قلب المنطقة المالية في هونغ كونغ في يوليو (تموز) الماضي، وسط آمال بأن تفتح المحادثات بين الإمارات والصين الطريق أمام مزيد من الرحلات.
وارتفعت أعداد الزوار القادمين إلى هونغ كونغ من دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان، بنسبة 136 في المئة حتى يوليو الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، إذ وصلت أكثر من 16 ألف شخص، وفقاً لإحصاءات دائرة الهجرة في هونغ كونغ.
وتركز هونغ كونغ بصورة كبيرة على أن تصبح مركزاً عالمياً لمكاتب العائلات، والشرق الأوسط جزء من هذا الخطة، ووفقاً لتقديرات دراسة أعدتها شركة "ديلويت" بتكليف من الحكومة، كان هناك أكثر من 2700 مكتب عائلي في المدينة بنهاية عام 2023، معظمهم من العائلات الصينية، وقدمت الحكومة حوافز ضريبية وإقامة لجذب المزيد.
وتتزامن الزيارات الخليجية المتزايدة مع التحركات السياسية، إذ زار الرئيس الصيني شي جينبينغ السعودية في أواخر عام 2022، وتعهد شراء مزيد من النفط وتعزيز العلاقات بصورة عامة.
وقال الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ جون لي، في حدث "نادي أمباسادورز" الأسبوع الماضي، "الشرق الأوسط، بالطبع، شريك مهم لبلدنا، ورابط أساسي في مبادرة الحزام والطريق".