ملخص
يقول المتخصص السعودي سعد آل ثقفان إن الأسواق تميل لتسعير خفض بواقع 50 نقطة أساس نظراً لتأثيره المحفز في النشاط الاقتصادي.
تتجه أنظار الأسواق العالمية اليوم صوب اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي وسط ترجيحات بخفض الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
وتبنى المجلس سياسة التشديد النقدي في مارس (آذار) 2022 حينما رفع معدل الفائدة 25 نقطة أساس إلى مستوى ما بين 0.25 و0.50 في المئة، ليواصل بعدها وتيرة التشديد النقدي خلال ستة اجتماعات لاحقة ويصل بمعدل الفائدة بنهاية عام 2022 عند مستوى 4.25 و4.5 في المئة، وهي الوتيرة التي تواصلت عام 2023 حين رفع معدل الفائدة أربعة مرات وثبتها في أربعة أخرى ليصل إلى 5.25 و5.5 في المئة عند أعلى مستوى لها خلال 23 عاماً، فيما تشير التكهنات اليوم بخفض لأسعار الفائدة ما بين 25 و50 نقطة أساس.
احتمال مرجح
ووفقاً لأداة "فيدووتش" التابعة لمجموعة "سي أم إي"، فإن الأسواق الآن تقدر بنسبة 65 في المئة أن يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة 50 نقطة أساس، ارتفاعاً من 34 في المئة خلال الأسبوع السابق.
وفي تصريح نقله موقع "أرقام"، يرى عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية سعد آل ثقفان أن التوقعات المستندة إلى البيانات الأخيرة المتعلقة بالتضخم وسوق العمل تشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة ما بين 25 إلى 50 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل لـ "الفيدرالي"، مشيراً إلى أن الأسواق تميل لتسعير خفض بواقع 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي عده إيجابياً للأسواق المالية نظراً إلى تأثيره المحفز في النشاط الاقتصادي.
ولفت آل ثقفان إلى أن خفض الفائدة بـ 25 نقطة أساس سيكون له تأثير سلبي بدرجة محدودة، لأن الأسواق المالية سعرت خفضاً بواقع 50 نقطة أساس، متوقعاً استفادة القطاع البنكي من خطوة الخفض المرتقبة، وبخاصة تلك التي تقدم قروضاً عقارية بنسب فوائد ثابتة، إذ إن انخفاض كلفة التمويل سيزيد هامش صافي الفائدة للبنوك وكذلك شركات التمويل.
وأفاد المتخصص السعودي بأن الشركات ذات الديون المرتفعة ستشهد تحسناً في أرباحها مع تخفيف عبء القروض الذي كان يضغط على نتائجها المالية، إضافة إلى استفادة قطاع الأسمنت من زيادة الطلب مع انتعاش قطاع الإنشاءات، علاوة على أن صناديق الاستثمار العقاري التي تأثرت بارتفاع أسعار الفائدة قد تشهد تحسناً في أدائها مع خفض الفائدة، نظراً إلى اعتمادها الكبير على التمويل.
وذكر أن قطاع البتروكيماويات قد يشهد انتعاشاً نتيجة زيادة الطلب على منتجاته بفضل التحسن الاقتصادي المتوقع.
توقعات متفائلة
أما محلل "سيتي إندكس" مات سيمبسون فيرى أن هناك خطراً حقيقياً يتمثل في أن توقعات السوق متفائلة للغاية في شأن خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مضيفاً أنه في حال خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقد ترتفع العائدات والدولار بصورة كبيرة مما يؤثر سلباً في الذهب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه قال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترير في تصريحات إلى "رويترز"، إن "احتمال خفض مجلس الاحتياط الاتحادي الفائدة 50 نقطة أساس دفع الذهب والدولار في اتجاهين متعاكسين، وتظل الظروف مواتية للذهب مع احتمال تحقيق مزيد من المكاسب، وإذا استمر الدولار في الهبوط فقد يصل الذهب إلى 2700 دولار بحلول نهاية العام".
وكان رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول أشار في تصريحات إلى خفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر (أيلول) الجاري، وقال إن "الوقت قد حان" ليخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة، وإن التضخم أصبح قريباً من هدف البنك البالغ اثنين في المئة، في دعم صريح لتيسير السياسة النقدية خلال وقت قريب.