Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ركود في تداول الدولار مع تأثر التوقعات بأسعار الفائدة

أدى ارتفاع قيمة العملات الرئيسة الأخرى مثل الين والجنيه الاسترليني إلى الضغط على العملة الأميركية

ارتفع الين إلى ما فوق 140 ين في مقابل الدولار هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ يوليو الماضي (أ ف ب)

ملخص

عادة ما يكون الدولار حساساً لتوقعات أسعار الفائدة وأيضاً للتنبؤات في شأن صحة الاقتصاد الأميركي

يواجه الدولار الأميركي تراجعاً قرب أدنى مستوياته في عام، في أحدث إشارة على حال عدم اليقين التي تهيمن على متداولي "وول ستريت"، بينما يستعدون لقرار الاحتياط الفيدرالي المرتقب في شأن أسعار الفائدة.

وتراجع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس قيمة العملة الخضراء في مقابل سلة من ست عملات منافسة، بنسبة ثلاثة في المئة منذ بداية أغسطس (آب) الماضي، مما يجعله يتأرجح فوق أدنى مستوياته الشهر الماضي، التي كانت الأضعف منذ أكثر من عام.

وعادة ما يكون الدولار حساساً لتوقعات أسعار الفائدة وأيضاً للتنبؤات في شأن صحة الاقتصاد الأميركي، لذا تراجع في الأسابيع الأخيرة مع تزايد الرهانات على أن الاحتياط الفيدرالي سيتخذ قراراً بتخفيف السياسة النقدية للمرة الأولى منذ عام 2020 في اجتماع سبتمبر (أيلول) الجاري.

وفي ظل زيادة التوقعات أخيراً في شأن خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.5 نقطة مئوية - ضعف حجم الخفض التقليدي بنسبة 0.25 نقطة مئوية الذي كانت الأسواق تسعره سابقاً - فإن أي خفض من هذا القبيل سيخفض كلفة الاقتراض في الولايات المتحدة من نطاقها الحالي البالغ 5.25 في المئة إلى 5.5 في المئة، وهو أعلى مستوى له في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية والأسواق الناشئة في "تي دي سيكيوريتيز" مارك مكورميك، لصحيفة "الفايننشال تايمز"، "ساعد عاملان في دفع الدولار للانخفاض، وهما الرهانات على قرارات الاحتياط الفيدرالي أولاً، ومن ثم التخفيف من المراكز الطويلة على الدولار التي جرى تقليصها، في إشارة إلى تقليص المتداولين رهاناتهم على ارتفاع العملة الأميركية".

في الوقت نفسه أدت قوة العملات الكبرى الأخرى إلى الضغط على الدولار، إذ ارتفع الين إلى ما فوق 140 ين في مقابل الدولار هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ يوليو (تموز) الماضي. ويبرز تقدم العملة اليابانية التباين المتزايد بين توقعات المتداولين للسياسات النقدية الأميركية واليابانية، إذ من المتوقع أن يقوم الاحتياط الفيدرالي بخفض كلفة الاقتراض، في وقت يبدأ فيه بنك اليابان رفع سعر الإقراض الأساس.

تراجع الدولار وارتفاع الأسهم الأميركية

ويتناقض تراجع الدولار الأخير مع ارتفاع الأسهم الأميركية في شكل حاد، إذ سجل مؤشر (S&P 500) رقماً قياسياً جديداً خلال اليوم الثلاثاء، مما يبرز الانقسام المستمر بين المستثمرين عبر مختلف فئات الأصول حول التوقعات لأكبر اقتصاد في العالم.

في حين تشير الديناميكية إلى أن الدولار يركز فقط على مصير الاقتصاد الأميركي، متجاهلاً الانخفاضات الكبيرة والأحدث في الصين وأوروبا، التي قد تدفع في النهاية الأموال العالمية إلى الولايات المتحدة، إذ يفضل المستثمرون الأجانب الأسهم الأميركية التي تحقق أداء أفضل والملاذات التقليدية مثل الدولار وسندات الخزانة الأميركية.

وقال مكورميك "يجري تسعير الدولار لانكماش أميركي فقط، كما يتجاهل الدولار ما يحدث في الصين وما يحدث في منطقة اليورو، ولمجرد أن الأسهم الأميركية أدت بشكل ضعيف لمدة شهرين، فإن ذلك لا يعني أنه هناك مكان أفضل لوضع أموالك، فأداء الصين وأوروبا أقل."

ولاحظ الاستراتيجيون أن الاقتصاد الأميركي، على عكس نظرائه مثل اليابان، لا يعتمد بشكل كبير على الصادرات، مما يعني أن الضعف الأخير في الدولار له تأثير محدود في الشركات الأميركية التي تعمل دولياً.

"ابتسامة الدولار"

وقال رئيس قسم الأبحاث العالمي في "باركليز" أجاى راجادياكشا "نحن اقتصاد كبير ومعزول بما فيه الكفاية لتؤثر في تحركات الدولار التي شهدناها حتى الآن."

ويشير هذا كله إلى رئيس استراتيجيات السوق في "كورباي" كارل شاماتا، وهي الشركة التي تدير الأخطار المتعلقة بالمدفوعات العالمية والعملات الأجنبية، التي تقول إن الدولار على وشك أن يرتفع قريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار شاماتا إلى اتجاه تاريخي في تداول العملات الأجنبية يعرف بـ"ابتسامة الدولار"، وهو ديناميكية تظهر الدور الاستثنائي للعملة الأميركية في الأسواق المالية، إذ تؤدي العملة بشكل جيد تقليدياً حينما يكون الاقتصاد الأميركي مزدهراً ويتفوق على نظرائه، وأيضاً حينما يكون الاقتصاد العالمي في حالة ركود، ويبحث المستثمرون عن حماية العملة الأميركية.

وأوضح شاماتا "نحن حالياً في قاع الابتسامة، لقد تقلصت الفجوات المتوقعة في النمو العالمي، والولايات المتحدة فقدت الزخم، لكنها لا تزال تؤدي بشكل نسبي جيد، يوجد تجارة مزدحمة جداً ضد الدولار."

أشار شاماتا إلى بيانات، بما في ذلك تقرير من صباح الثلاثاء أظهر أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل غير متوقع في أغسطس (آب) الماضي، وهو علامة على استقرار الإنفاق الاستهلاكي.

وأشار إلى تتبع الناتج المحلي الإجمالي من بنك الاحتياط الفيدرالي في أتلانتا، الذي يرصد التوقعات الواقعية للنمو الأميركي، الذي يظهر حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي من المتوقع أن ينمو بنسبة ثلاثة في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث من هذا العام.

وقال شاماتا إن "الأرقام مثل مبيعات التجزئة وتوقعات بنك الاحتياط الفيدرالي في أتلانتا تخبرنا أن الاقتصاد الأميركي لا يزال على أرضية قوية على رغم التباطؤ، كما أن المجال الوحيد للضعف هو سوق العمل الذي تصحح من المستويات المفرطة التي شهدناها خلال الجائحة".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة