Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد معركة "البيجر"... الحوثي يتحسس أذنه

هل أضحت حروب التكنولوجيا مصيراً لا مفر منه للأذرع الإيرانية المكشوفة سيبرانياً؟

تترقب مليشيا الحوثي كافة المخاطر في حال ما اقتربت فعلياً من المصالح الإسرائيلية (أ ف ب)

ملخص

هل تشهد المنطقة حروباً مماثلة لما جرى في لبنان للحد من العنتريات الإيرانية المستندة إلى قاعدة القوة؟

ما إن تفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) لأعضاء "حزب الله" اللبناني، حتى سارعت باقي الأذرع الإيرانية تتحسس آذانها خشية نفس المصير الذي يكشف عن تغيرات في معادلات الاشتباك ونتائج الصراع الذي تشهده المنطقة على نحو غير مسبوق.

ولعل الأبرز هو الحوثي الذراع الإيرانية الأكثر جلبة اليوم في الرسم البياني الجديد للأحداث التي تقف خلفها إيران، على رغم أثره الذي يقتصر على المشاغبات التي تسجل حضوراً ولا تترك أثراً.

والجماعة التي لا يمكن أن تتحرك من دون تقنيات "حزب الله" وخبرائه تعي مدى الخطر الذي باتت تتحسس وقوعه عندما تحاول الاقتراب فعلياً من المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، خصوصاً مع انشغال الحزب اللبناني بنفسه جراء الاختراق الفادح الذي ضربه في عمقه مجدداً وكلفه كثيراً.

الخبرة والمشاغبة المكشوفة

إن ما ومن يقف خلف تفجير أكثر من 5 آلاف جهاز اتصال لاسلكي (البيجر) استوردتها جماعة "حزب الله" اللبنانية قبل أشهر، من السهولة أن يصل إلى رؤوس الحوثي وقادته في حال ما نوى ذلك، نظراً لجملة من الاعتبارات.

وبحسب الكاتب والباحث السياسي محمد الصعر فإن "’حزب الله‘ صاحب الخبرة في المواجهة مع إسرائيل التي تمتلئ بالاختراق المكلف، كشفت الأحداث أنه صيد سهل المنال لأية معدة تسعى إلى ضربه في عمقه وبدقة عالية جداً".

وتساءل الصعر، كيف هي الحال بالحوثي الذي لا يملك من أمره شيئاً ويشاغب بلا معرفة ولا خبرة، عدا ما تقدمه له إيران التي في حال انشغالها بنفسها وأذرعها سينكشف ظهره لكل من يريد ضربه؟

وفي قراءة لما وراء ما جرى، يرى الكاتب أن "هرب ميليشيات ’حزب الله‘ في لبنان إلى الخلف باستعادة أجهزة النداء قد أصَّل حقيقة دامغة بأن حروب التكنولوجيا لا مفر منها، وهو ما قد يضع الحوثيين المكشوفين سيبرانياً أمام مواجهة ناعمة ومكلفة، خصوصاً وهذه الميليشيات لا يزال دورها مقتصراً على مجرد التباهي بامتلاك الصواريخ العملاقة والمكلفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع الصعر أن ما جرى في لبنان "سيكون له أثر كبير في انتهاج حروب مماثلة تعتمد على الحرب البعيدة والضرب الخاطف الموجع قليل الكلفة، للحد من العنتريات الإيرانية المستندة إلى قاعدة القوة". وأن "يحقق ذلك هدوءاً شاملاً في المنطقة خصوصاً مع الحوثيين الذين يظهرون طوال الوقت أنهم في خانة الذي لا يخسر شيئاً، وهم في حقيقة الأمر ميليشيات تعرض مقدرات البلاد للضرب والتدمير في سبيل استعراضات بلا جدوى خدمة لإيران".

وكان المئات من عناصر "حزب الله" أصيبوا بجروح بالغة بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي (البيجر) يستخدمونها، فيما بدأت أرقام الإصابات بالتكشف تباعاً، إذ أكدت مصادر عدة جرح الآلاف في لبنان ومقتل 26 في الأقل، وأعلنت وكالة مهر للأنباء الإيرانية إصابة السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني.

استدعاء قضية فلسطين

وكما جرت العادة، سارع الحوثيون للتنديد بالعملية واعتبروها "اعتداء صهيونياً" كما دأبت أدبيات الجماعات الموالية لإيران التي تسعى حثيثاً إلى تصوير حروبها بأنها تخوضها ضد "الكيان الصهيوني" كثمن لموقفها من القضية الفلسطينية، بدافع إسلامي يستحث المتعاطفين اليمنيين والمسلمين والعرب في كل مكان.

ولهذا قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام "ندين الهجوم الإسرائيلي الأمني على لبنان... والعزاء والمواساة لأهالي الشهداء في المقاومة الإسلامية الباسلة". وأضاف "إننا على يقين بأن لبنان قادر على مواجهة التحديات كافة، ويملك مقاومة قادرة على ردع كيان العدو الصهيوني وتدفيعه كلفة باهظة جراء أي تصعيد قد يقدم عليه ضد لبنان".

في حين دعا "حزب الله" في بيانه إلى "الانتباه من الإشاعات والمعلومات المضللة بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني".

مكسب إيران وخسارة اليمن

وعلى وقع أحداث لبنان، أعلنت إيران استمرارها في دعم ميليشيا الحوثي في رد ضمني يكشف عن إصرار على استخدامهم ضمن مشروعها العابر للحدود في المنطقة العربية كذراع تدخل في حسابات التكسب السياسي من ورائه، وتخرج من الخسارة كما حدث بمقدرات اليمن التي قصفتها إسرائيل وآخرها مصافي النفط في ميناء الحديدة خلال يوليو (تموز) الماضي.

وخلال استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ في طهران أخيراً، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "استمرار الدعم الأميركي وبعض الدول الأوروبية للكيان الصهيوني وعدوان هذه الدول على اليمن، هو السبب في تشديد الأزمة وتعقيد الظروف والحل السياسي داخل اليمن"، وهي ذات الرواية التي يطرحها الحوثي.

وفي إشارة إلى تمسك بلاده بالتصعيد، سواء في المياه الدولية أو في الجبهات الداخلية لليمن عبر ميليشيا الحوثي، اعتبر عراقجي أن "وقف إطلاق النار وإنهاء جرائم الكيان الصهيوني داخل القطاع، سيؤثر في تراجع الفوضى وإرساء الهدوء والاستقرار في بقاع متفرقة من المنطقة".

وتابع المسؤول الإيراني أن "جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى إرساء السلام والأمن في اليمن، وبخاصة الإجراءات الأممية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني يجب ألا تتأثر بالقضايا الأخرى"، في إشارة إلى التصعيد الحوثي ورفضهم المتكرر دعوات السلام والتهدئة والقبول بالمبادرات الدولية والإقليمية للحل السياسي داخل اليمن ووضع حد لأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وسبق أن أعلنت الحكومتان اليمنية والسعودية مراراً العثور على تسجيلات فيديو ووثائق في مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الحوثيين تؤكد مشاركة "حزب الله" في القتال، وأن مشاركته تعود إلى ما قبل الاستيلاء على صنعاء.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات