Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شكوك في قيادة الذكاء الاصطناعي موجة نمو اقتصادي عالمي

متشائمون ومتفائلون يناقشون العائد من الاستثمارات الهائلة في التكنولوجيا الجديدة

يجادل المتشائمون بأن فورة الذكاء الاصطناعي الحالية يمكن أن تكون فقاعة تشبه فقاعات تكنولوجية سابقة (أ ف ب)

ملخص

شهد العامين الأخيرين زيادة هائلة في الطلب على الرقائق الإلكترونية المتقدمة التي تستخدم في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

منذ إطلاق منصة "تشات جي بي تي" عام 2022 وهناك جدل واسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي كأحدث مبتكرات التطور التكنولوجي، وما يمكن أن يفعله للاقتصاد العالمي بشكل عام. لا يتعلق الجدل بموضوع "تقنين" الابتكار الجديد وطرق استخدامه طبقاً للقواعد ولوائح التنظيم فحسب، إنما أيضاً في الدور الذي يمكن أن يؤديه في دفع نمو الاقتصاد العالمي المتباطئ.

شهد العامان الأخيران زيادة هائلة في الطلب على الرقائق الإلكترونية المتقدمة التي تستخدم في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ما جعل أسهم شركة مثل "إنفيديا" ترتفع في يونيو (حزيران) الماضي بشكل كبير لتصبح لفترة وجيزة في ذلك الشهر أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية قبل أن تتراجع أسهمها بعد ذلك.

مع ذلك، وفي مقابل المتحمسين للذكاء الاصطناعي والاستثمار في شركاته باعتباره "الصيحة" المستقبلية في السوق كان هناك المشككون في أنها "فورة" لن تلبث أن تخبو كما حدث مع تطورات تكنولوجية أخرى منذ فقاعة "دوت كوم" بداية القرن الحالي حتى الآن. من بين هؤلاء رئيس أبحاث الأسهم في بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي جيم كوفيللو الذي يكرر تحذيره من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "ينهار" مع تراجع أرباح الشركات التي تتبناه، واضطرارها لتقليل النفقات فيتوقف الطلب عليه ويصبح "استثماراً هائلاً من دون عائد مكافئ".

تحذيرات ومخاوف

قبل أيام عقد بنك "غولدمان ساكس" مؤتمر التكنولوجيا السنوي في سان فرانسيسكو، ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً مطولاً عن الجدل الذي دار فيه حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل الاستثمار فيه الذي يقدر بنحو تريليون دولار في السنوات المقبلة، وإلى جانب مناقشات مؤتمر البنك تضمن التقرير تصريحات لكوفيللو ومعارضيه من المتحمسين للذكاء الاصطناعي ومستقبله كرافعة مهمة للنمو الاقتصادي العالمي.

كان جيم كوفيللو نشر قبل ثلاثة أشهر ورقة بحثية عن البنك الاستثماري الكبير صدمت المستثمرين في السوق، عبر فيها عن مخاوفه من الاستثمارات المقدرة بنحو تريليون دولار في الذكاء الاصطناعي قد لا تحقق العائد الذي يرجوه المستثمرون منها، وقال في تلك المذكرة إن "الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يلخص النصوص ويمكن أن يكتب شفرات برامج كمبيوتر وقع في عديد من الأخطاء مما يثير الشكوك في قدرته على حل المشكلات المعقدة".

لم يكن محلل بنك "غولدمان ساكس" الوحيد الذي شكك في قدرات وإمكانات الذكاء الاصطناعي التي تتوقعها الشركات التي تتبناه وتدخله في أعمالها، إذ سبق تلك الورقة البحثية للبنك مدونة كتبها مستثمر كبير، شريك في صندوق "سيكويا كابيتال" أثار فيها مخاوف مماثلة حول الذكاء الاصطناعي.

ونتيجة الجدل الدائر حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيه، تراجعت سلة أسهم البنك الاستثماري الأميركي المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتي تضم أسهماً لشركات مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"أبل" و"ألفابيت" و"أمازون" و"ميتا" و"أوراكل". وهبطت سلة أسهم شركات الذكاء الاصطناعي لدى "غولدمان ساكس" بنسبة سبعة في المئة عن ذروتها في مطلع يوليو (تموز) مع تردد بعض المستثمرين في ما إذا كانت الكلفة العالية لاستخدام الذكاء الاصطناعي مبررة من ناحية استثمارية.

فقاعات سابقة

يجادل المتشائمون بأن فورة الذكاء الاصطناعي الحالية يمكن أن تكون فقاعة تشبه فقاعات تكنولوجية سابقة، لكن في المرات السابقة، كما حدث مع فقاعة الإنترنت بداية القرن، كان المستثمرون يبدأون في الجدل بعد فترة لا تقل عن خمس سنوات، أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي فقد أثير الجدل وبدأت الشكوك مبكراً في أقل من عامين.

بالنسبة لجيم كوفيللو، فسبق له أن شهد انهيار فقاعة "دوت كوم" حين كان يعمل محللاً لأشباه الموصلات في بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري، ورأى كيف فقد الملايين وظائفهم في ذلك القطاع وقتها، وضمن مشاركته أخيراً في فريق للبنك الاستثماري يقيم خدمات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للبنك استخدامها علق على أن الخدمات التي راجعها "مكلفة جداً، ومعيقة للعمل وليست ذكية بما يكفي كي تضيف إلى ذكاء العاملين".

لكن حتى ضمن البنك الاستثماري الكبير هناك من يقللون من مخاوف وتحذيرات كوفيللو، على سبيل المثال أرسل الرئيس المشارك لإدارة الاستشارات العالمية في البنك جورج لي بريداً إلكترونياً رداً على ورقة كوفيللو البحثية، وقال في رسالته إن الذكاء الاصطناعي "من شأنه توفير وقت الموظفين وتحسين إنتاجيتهم"، وطالب المتشككين بالصبر ليروا النتائج.

في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قال جورج لي إن "التأثير طويل الأمد للتغيير أن نتائج التطبيقات تظهر بمرور الوقت مع تعديل التكنولوجيا وتطورها وأن تصبح أكثر توافراً ووصولاً إليها وأرخص كلفة". لكن جيم كوفيللو خلص من مراجعة إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعمل على تحديث جداول المحللين بالنتائج المالية للشركات إلى أن الخدمة "وفرت على المحللين وقتاً في حدود 20 دقيقة لكنها كلفت الشركة 6 أضعاف الكلفة لهذا الوقت الذي توفره".

كلفة وطلب غير متوقع

تتركز الشكوك حول الكلفة العالية للذكاء الاصطناعي من رقائق إلكترونية متقدمة وتجهيزات مراكز بيانات ومعدات وطاقة وغيرها، في المقابل، ليس استمرار زيادة الطلب على التكنولوجيا مضموناً، فحتى الشركات التي بدأت في تبني التكنولوجيا الجديدة تتعامل مع الأمر بحذر، وما لم يؤد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى زيادة عائدات تلك الشركات نتيجة تقليل الكلفة زيادة هامش الربح فإن الطلب على الذكاء الاصطناعي بشكل عام قد يتوقف عن النمو بالقدر الذي يتوقعه المستثمرون فيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت مجلة "بيزنس إنسايدر" نشرت أخيراً حول الذكاء الاصطناعي أشارت فيه إلى توقف شركة للصناعات الدوائية والمستحضرات عن شراء خدمات الذكاء الاصطناعي من شركة "مايكروسوفت" بعدما وجدت أن قدرات التكنولوجيا لا تتجاوز "عرض معلومات طلاب مدارس متوسطة".

في المقابل كانت جامعة "برنستون" نشرت ورقة بحثية أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي ساعد خمسة آلاف من مطوري البرامج في 100 شركة على زيادة إنتاجيتهم بنسبة 20 في المئة، مع ذلك لم يتوقف المشاركون في مؤتمر التكنولوجيا السنوي عن التساؤل، "هل نطور تكنولوجيا لا حاجة قوية لها فعلاً؟"، وذلك تعبير عن مخاوف المستثمرين من نمو الطلب على الذكاء الاصطناعي.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة