Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذهب يواصل المكاسب وسط خفض الفائدة وتراجع عوائد السندات

صعد مؤشر "ستاندرد أند بورز" 20 في المئة مقابل أكثر من 30 في المئة للمعدن النفيس

يرجح "سيتي بنك" وصول أونصة الذهب إلى 2900 دولار بنهاية في سبتمبر المقبل (أ ف ب)

ملخص

3 مخاوف رئيسة تعزز مكاسب الذهب تتعلق بالنمو الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية وضعف الدولار

يواصل المعدن النفيس تحقيق مزيد من الزخم بعد المكاسب القياسية التي سجلها منذ بداية العام الحالي حتى الآن. ومنذ بداية 2024 قفزت أسعار الذهب 30.3 في المئة لتربح الأونصة نحو 625 دولاراً، إذ قفز السعر من مستوى 2062 دولاراً بنهاية تعاملات ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى نحو 2687 دولاراً في التعاملات الأخيرة، مسجلاً بذلك مستوى تاريخياً جديداً.

وبهذا الارتفاع الذي يزيد على 30 في المئة تجاوزت مكاسب المعدن النفيس أرباح مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" القياسي الذي سجل ارتفاعاً 20 في المئة منذ بداية تداولات العام الحالي، ويعود ذلك جزئياً إلى قفزة في الطلب من البنوك المركزية، بما في ذلك الصين وتركيا والهند، التي أضافت إلى أكوامها من الذهب هذا العام لتنويع مواردها بعيداً من الدولار الأميركي.

لكن بعض المستثمرين يقولون إن ارتفاع المعدن الأصفر يشير أيضاً إلى أن الأسواق لا تزال متوترة في شأن صحة الاقتصاد الأميركي، على رغم الارتفاعات الجديدة في سوق الأسهم. ويميل المتداولون إلى التدفق على الذهب خلال فترات عدم اليقين، مراهنين على أن قيمته ستصمد بصورة أفضل من الأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات والعملات إذا واجه الاقتصاد تراجعاً.

تشاؤم أميركي في شأن النمو وسوق العمل

عقب إعلان خفض أسعار الفائدة الأميركية قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الخفض الكبير في سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة كان يهدف إلى استباق مزيد من ضعف العمالة. وقال بعض الاقتصاديين إنه حتى بعد خفض سعر الفائدة فإن الاقتصاد ليس في وضع واضح بعد، مشيرين إلى أنه من الصعب إبطاء معدل البطالة بمجرد أن يبدأ في الارتفاع. وبلغ معدل البطالة 4.2 في المئة خلال أغسطس (آب) الماضي، وهو لا يزال منخفضاً بالمعايير التاريخية، لكنه مرتفع من 3.8 في المئة خلال العام السابق.

وأشارت بيانات ثقة المستهلك الجديدة إلى أن الأميركيين يشعرون بالتشاؤم في شأن الاقتصاد الأميركي ومستقبل سوق العمل. وانخفض مؤشر الثقة الشهري الصادر عن "كونفرنس بورد" إلى قراءة أقل من المتوقع عند مستوى 98.7 نقطة في سبتمبر (أيلول) الجاري بانخفاض عن القراءة المعدلة بالزيادة في أغسطس عند مستوى 105.6 نقطة.

في مذكرة بحثية حديثة قالت كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في "إنفيسكو" كريستينا هوبر، "هناك قلق مزعج من جانب المستثمرين من أن هذا الخفض بمقدار 50 نقطة أساس ربما يكون في الواقع خفضاً للأزمة، وأن هناك ضعفاً في الاقتصاد الأميركي أكثر مما يمكن رؤيته الآن".

قد يكون عدم اليقين هذا بمثابة فرصة قوية للذهب، إذ قال باحثو "جيه بي مورغان تشيس" في مذكرة تقرير حديث إنهم يتوقعون أن يستمر المعدن الأصفر في التحرك نحو السعر المستهدف لعام 2025 البالغ 2850 دولاراً للأونصة مع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. وخطط البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام ونقطة مئوية كاملة من التيسير عام 2025.

مكاسب الذهب تتفوق على سندات الخزانة

وتعمل حملة خفض أسعار الفائدة التي يشنها بنك الاحتياطي الفيدرالي على زيادة جاذبية الذهب على سندات الخزانة التي تتنافس كملاذ آمن، وبلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات نحو 3.7 في المئة خلال تعاملات جلسة الثلاثاء الماضي، أي أقل من العائد على السندات الذي تجاوز 4 في المئة، والذي تمكن المستثمرون من الحصول عليه قبل شهرين فحسب.

في تعليقه قال الرئيس التنفيذي لشركة "غرانيت شيرز" ويل ريند، "لا توجد طريقة حقيقية في هذه المرحلة للتفكير في الذهب إلا بصورة إيجابية". وأشار إلى أن الفضة، وهي معدن ثمين آخر، تميل إلى التحرك جنباً إلى جنب مع الذهب، فقد قفزت بنسبة 34 في المئة تقريباً هذا العام، متفوقة على المعدن الأصفر. وأشار إلى أنه من المؤكد أن ارتفاعات الفضة تميل إلى عكس التفاؤل بأن الاقتصاد سيتسارع، نظراً إلى أنها مادة تستخدم في بناء البنية التحتية ومنتجات مثل الإلكترونيات والمجوهرات وأدوات المائدة.

وتعد الفضة أيضاً مادة مهمة للتحول إلى الطاقة النظيفة، وفي تقرير حديث رجح استراتيجيو "سيتي بنك" أن يساعد الطلب المدفوع بالطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية في الصين إلى جانب خفوضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على تعزيز أسعار الفضة.

وقال ريند إن التحركات الجديدة من الصين لإنعاش اقتصادها لديها أيضاً القدرة على رفع أسعار المعادن الثمينة. كشف البنك المركزي الصيني الثلاثاء الماضي عن حزمة من الإجراءات التي تشمل خفض سعر الإقراض القياسي وخفض كمية النقد التي تحتاج البنوك إلى الاحتفاظ بها في "الاحتياط"، مما من شأنه تحرير الأموال للإقراض.

3 مخاوف رئيسة تعزز مكاسب المعدن النفيس

في التعاملات الأخيرة عززت أسعار الذهب مكاسبها في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتزامناً مع تدابير التحفيز النقدي التي اتخذتها الصين. وعند التسوية صعدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.3 في المئة أو 7.7 دولار عند مستوى 2684.7 دولار للأوقية، ليحقق المعدن الأصفر خامس مستوى قياسي منذ خفض "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سوق العملات ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة بنسبة 0.4 في المئة عند مستوى 100.89 نقطة، وفي الوقت نفسه تصاعدت حدة المخاوف في شأن تأثر الدولار كعملة احتياط عالمية مع استمرار مكاسب الذهب واتجاه البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة.

وعلى صعيد التوقعات الإيجابية، رفع بنك "يو بي أس" توقعاته لأسعار الذهب، وتوقع تسجيل المزيد من المكاسب خلال العام المقبل، بعدما صعدت الأسعار بأكثر من 30 في المئة منذ بداية العام الحالي وحتى الآن. وتواصل أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة هذا العام في ظل 3 مخاوف رئيسة تتمثل في عدم اليقين في شأن النمو الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار الأميركي.

ويتوقع المصرف السويسري وصول أسعار المعدن النفيس إلى 2750 دولار للأوقية بحلول نهاية 2024 من تقديراته السابقة البالغة 2600 دولار، أما بحلول منتصف العام المقبل فقد تصل إلى 2850 دولاراً ثم إلى 2900 دولار بحلول الربع الثالث من 2025. وأشار إلى أن المعدن الأصفر يميل تاريخياً للارتفاع بنسبة تصل إلى 10 في المئة في الأشهر الستة التي تعقب أول خفض للفائدة من قبل "الاحتياطي الفيدرالي"، كما أنه مع اقتراب الانتخابات الأميركية يتوقع البنك زيادة حالة عدم اليقين مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة