Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستوطنون يعزلون قرية أم صفا في رام الله عن محيطها

السلطات الإسرائيلية تمنع التوسع العمراني فيها

تقع أم صفا شمال محافظة رام الله ويعيش فيها 750 فلسطينياً (أ ف ب)

ملخص

يشن المستوطنون هجمات شبه يومية على أهالي قرية أم صفا الفلسطينية، ومع أن مساحة القرية التي يعيش فيها 750 فلسطينياً تبلغ 4800 دونم (4.8 كيلومتر مربع)، إلا السلطات الإسرائيلية تمنع التوسع العمراني فيها، إذ ينحصر البناء في 300 (0.3 كيلومتر) دونم منها فحسب.

تعد قرية أم صفا الواقعة شمال محافظة رام الله والبيرة نموذجاً مصغراً عن الضفة الغربية، فالمستوطنات والمستوطنون يحيطون بها من جهاتها الأربع، وذلك بعد وضع السلطات الإسرائيلي يدها على معظم أراضي القرية.

وتتوسط قرية أم صفا مجموعة قرى فلسطينية في المحافظة وسط رام الله، لكن المستوطنين والطرق الاستيطانية أصبحت تطوقها.

ومع أن مساحة القرية التي يعيش فيها 750 فلسطينياً تبلغ 4800 دونم (4.8 كيلومتر مربع)، إلا السلطات الإسرائيلية تمنع التوسع العمراني فيها، إذ ينحصر البناء في 300 دونم (0.3 كيلومتر) منها فحسب.

وأقامت إسرائيل مستوطنة (عطيرت) شرق القرية، ومستوطنة (حلميش) غربها، ويحيط بالقرية من الجنوب شارع استيطاني يفصلها عن أراضيها الزراعية وبؤرة استيطانية جديدة فوق أراضيها من جهة الشمال.

جرف مساحات زراعية

ومع أن جبل (الرأس) كان يشكل الامتداد للقرية نحو الشمال ويصلها بقرية عارورة، فإن المستوطنين وضعوا قبل أسابيع خيماً فوقه، وذلك بعد تسوير 500 دونم (0.5 كيلومتر) من تلك المنطقة.

ومنذ أكثر من سنتين يمنع المستوطنون أهالي القرية من الوصول إلى أراضيهم البالغ مساحتها أربعة آلاف دونم (4 كلم) والمزروعة بأشجار الزيتون، وتمثل سلة غذائية للقرية.

وتعرضت تلك الأراضي الشاسعة لاستيطان رعوي، إذ تقوم مجموعة من المستوطنين المسلحين برعي الأبقار فيها، كما يمنعون أصحاب تلك الأراضي من الوصول إليها لفلاحتها وقطف ثمار الزيتون، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ استولى المستوطنون على 500 دونم أخرى (0.5 كيلومتر مربع) من أراضي شمال القرية التي تمتد إلى قرية دير السودان.

وبعد تجريف مساحات واسعة من تلك الأراضي المزروعة بالمحاصيل الزراعية أقام المستوطنون في أربع خيم نصبوها في تلك الأراضي.

ووفق رئيس المجلس البلدي لقرية أم صفا هاني صباح فإن جميع أراضي القرية في المنطقة الشمالية التي وضع المستوطنون يدهم عليها تعود لملكيات خاصة مثبتة بأوراق رسمية. وشدد على "عدم وجود أي عمليات بيع لأي من تلك الأراضي"، مضيفاً أن "السلطات الإسرائيلية تدعي أنها صنفتها أراضي دولة عام 1978 من دون إبلاغ أصحابها".

إطباق الخناق

هؤلاء المستوطنون يقطعون التواصل بين أهالي القرية والمخرج الوحيد المتبقي مع القرى الأخرى المجاورة، بالتالي فإن تلك الخطوة "أطبقت الخناق على القرية حتى الطريق الوحيد المتبقي تم قطعه".

وأوضح صباح أن "المستوطنين المقيمين حول القرية يحاولون خلال الليل شن هجمات على أهالي القرية، لكن يقظة الأهالي تفشل ذلك"، مشيراً إلى أن "الأوضاع خطرة جداً".

وتحولت حياة أهالي القرية إلى جحيم بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي مدخلي القرية الشرقي والغربي بصورة كاملة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مع تصاعد هجمات المستوطنين عليهم.

وفي صيف عام 2023 هاجم مئات المستوطنين القرية، وأحرقوا منازل ومركبات أهلها، بينما تصدى الأهالي لهم وأجبروهم على الانسحاب من القرية. ووصف الجيش الإسرائيلي حينها تصرفات المستوطنين تلك بأنها "ترقى إلى الإرهاب القومي"، وتعهد محاربته.

واتهم رئيس المجلس البلدي "المستوطنين بدعم من السلطات الإسرائيلية بالعمل على تفريغ أهالي القرية من أصحابها، وتهجيرهم إلى خارجها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هجمات شبه يومية

وأصبح المستوطنون يشنون هجمات شبه يومية على أهالي القرية الذين لجأوا إلى تشكيل لجان حماية ليلية. وحذر صباح من أن تصبح الأوضاع في قرية أم صفا شبيهة بقرية النبي صموئيل في شمال غربي القدس التي هجرها معظم أصحابها بسبب الإجراءات الإسرائيلية.

واعتبر المسؤول في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" بـ"منظمة التحرير الفلسطينية" أمير داوود أن إقامة البؤرة الاستيطانية فوق جبل الرأس تهدف إلى "تطويق القرية وقطع التواصل بين القرى الفلسطينية في شمال رام الله".

ووفق داوود فإن ذلك سيؤدي إلى "تمزيق ما تبقى من تواصل في شمال رام الله، وهو ما سيجعل حياة الفلسطينيين وتنقلهم في غاية الصعوبة".

وعن سبل التصدي أوضح داوود أن الهيئة "سخرت إمكاناتها القانونية للتقاضي أمام المحاكم الإسرائيلية، إضافة إلى تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيز صمود أهالي القرية".

وخلال زيارته القرية تعهد وزير الحكم المحلي الفلسطيني سامي حجاوي "دعم أهالي أم صفا في مواجهة هذه التحديات"، مشيراً إلى "استمرار العمل بمشاريع تنموية مهمة للقرية، منها مشروع المياه ومشروع بناء الطابق الثاني للقاعة متعددة الأغراض"، وطالب أهالي القرية الحكومة الفلسطينية بإقامة مستشفى أو حديقة.

ووفق معطيات هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان" فإن اعتداءات المستوطنين بعد السابع من أكتوبر 2023 أدت إلى قتل 19 فلسطينياً بالضفة، وإصابة أكثر من 785 بجراح وتهجير 26 تجمعاً بدوياً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات