Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتعال جبهات الحرب السودانية في العاصمة ودارفور وكردفان

اتهامات للجيش بتصفية مدنيين في الخرطوم بحري وسط مطالبات بالتحقيق و"الدعم السريع" تهاجم نهر النيل بالمسيرات

صراع بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في بعض الولايات (أ ف ب)

ملخص

شهدت ولاية شمال كردفان اشتباكات ومعارك شمال مدينة الأبيض إثر محاولة قوات "الدعم السريع" مهاجمة التحصينات الترابية التي كان يجري تعزيزها خارج المدينة.

تواصلت أمس الثلاثاء، المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم السادس على التوالي في محيط سلاح المدرعات وأحياء الصحافة وجبرة المجاورة له جنوب الخرطوم، فضلاً عن مناطق بري والمنشية شرق مطار الخرطوم، بجانب اشتباكات ومواجهات في الحمور الغربي بشمال دارفور وكردفان وغرب دارفور.

مسيرات ودخان

وفي العاصمة السودانية وبحسب شهود عيان، سُمعت أصوات انفجارات قوية وأصوات أسلحة متوسطة وخفيفة في الأحياء القريبة من مدرعات الجيش السوداني جنوب الخرطوم وتصاعدت سحب وأعمدة الدخان في منطقة المقرن بالخرطوم المواجهة لجسري الفتيحاب والسلاح الطبي ومناطق السوق العربي بوسط العاصمة وكذلك في محيط قاعدة الشجرة العسكرية جنوب المدينة، ومحيط سلاح الإشارة بالخرطوم بحري.

وتفقد الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي سير العمليات العسكرية شمال مدينة الخرطوم بحري حيث زار منطقة الكدرو العسكرية وقاعدة حطاب العملياتية، بجانب الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي بولاية نهر النيل.

سبق البرهان، عبور والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة من منطقة كرري بأم درمان إلى مدينة بحري، وتفقده منطقة الكدرو العسكرية ومناطق شمال بحري

وفي ولاية نهر النيل المجاورة للخرطوم من جهة الشمال، تمكنت المضادات الأرضية بالفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي من إسقاط ثماني مسيرات انتحارية أطلقتها قوات "الدعم السريع" على المدينة أمس الثلاثاء.

دارفور وكردفان

وشهدت ولاية شمال كردفان اشتباكات ومعارك شمال مدينة الأبيض إثر محاولة قوات "الدعم السريع" مهاجمة التحصينات الترابية التي كان يجري تعزيزها خارج المدينة.

 

 

وفي دارفور ومع استمرار القصف المدفعي والاشتباكات في الفاشر دارت مواجهات شرسة بين الجيش والقوات المشتركة وقوات "الدعم السريع" في منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور حيث دارت معارك عنيفة بالقرب من مدينة الجنينة عاصمة الولاية، بينما تابع الطيران الحربي للجيش غارات جوية بقصف مواقع "الدعم السريع" شرق الفاشر.

وأوضح المتحدث باسم القوات المشتركة أحمد حسين، أن المحور ذاته شهد مواجهات شرسة بين الجانبين بمناطق (مدو والصيَّاح) بشمال دارفور تمكنت فيها القوات المشتركة أيضاً من حسم المعركة لمصلحتها.

مواجهات ومزاعم

وأكد المتحدث، أن قواتهم في قطاع غرب دارفور تمكنت من قطع الطريق أمام رتل لقوات "الدعم السريع" يضم 70 عربة مقاتلة كان متجهاً نحو منطقة كلبس أكبر مدن المنطقة التي يحتمى فيها النازحون من معظم مدن ومحليات وقرى ولاية غرب دارفور، وذلك بعد أن هددت قيادة "الدعم السريع" الإدارات الأهلية بكلبس قبل ثلاثة أيام من تحركها باستباحة المدينة ما لم يقوموا بطرد عناصر القوة المشتركة من المدينة.

وكشف حسين، عن تصدى القوات المشتركة لهجوم جديد من قبل "الدعم السريع" على المحور الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وقتل عدد كبير من القوة المهاجمة.

لكن قوات "الدعم السريع" من جهتها زعمت أنها حققت انتصاراً كبيراً في محور شمال دارفور، بإحباطها محاولة لقوات من الجيش والقوة المشتركة للوصول إلى مدينة الفاشر لإسناد القوات المحاصرة الموجودة.

وأوضح بيان للناطق الرسمي لقوات "الدعم السريع" أنها اشتبكت أمس الثلاثاء مع تلك القوة بالقرب من منطقة المالحة وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، بينما لا تزال بقية القوة محاصرة.

بطء وثبات

في السياق قال المراقب العسكري، عابدين الأمين، على رغم الاختراق الذي أحدثه الجيش بعبوره للجسور الثلاث من أم درمان في اتجاه مدينتي الخرطوم بحري والخرطوم، إلا أن تقدم قواته داخل عمق مدينة الخرطوم ما زال بطيئاً، غير أنه تمكن في الوقت نفسه من الحفاظ على تقدمه وسيطرته على الأراضي التي اكتسبها في هجومه البري الأخير الذي بدأه قبل أسبوع.

أشار الأمين، إلى أن الجيش ظل يعمل طوال الأشهر الماضية من القتال محتفظاً بالكثير من قوته الصلبة ويعمل بشكل متزامن لتعزيز قوته البشرية من خلال عمليات الاستنفار المتواصلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت المراقب العسكري، إلى أن انضمام القوات المشتركة للحركات المسلحة ورفدته بمقاتلين بخبرات متنوعة جددت حيوية أفراده في بناء قاعدة متنوعة من المقاتلين في صفوف قوات المشاة.

وأوضح الأمين، أن فترة الإعداد والتدريب والدورات التنشيطية هي ما جعل الفترة تطول، لكن يبدو أن القيادة قدرت أن الجاهزية اكتملت لبدء الهجوم البري بعد خلخلة قوة "الدعم السريع" وإنهاكها.

من الهجوم إلى الدفاع.

وتابع الأمين "لقد ظهر جلياً انتقال (الدعم السريع) بخاصة في ولاية الخرطوم إلى حالة الدفاع بعد أن ظلت تهاجم بشراسة طوال أشهر الحرب الماضية، وكان لتمسك الجيش ومحافظته على مواقعه ومعسكراته داخل العاصمة أمراً حاسماً في امتصاص الصدمة والتقاط الأنفاس وبدء الإعداد لبناء قوة ضاربة من المشاة.

وأكد المراقب العسكري، أن تمدد "الدعم السريع" في مساحات واسعة من جغرافيا البلاد بما في ذلك دارفور والجزيرة وأجزاء من كردفان وسنار، أسهم في إنجاح خطط الجيش في استنزاف قواها الصلبة من المقاتلين والعتاد بشكل كبير، ولولا الدعم وعمليات الاستنفار (الفزع) من قبل بعض القيادات الأهلية في دارفور وتوافر الإمداد الخارجي المتتابع بالسلاح والوقود والمركبات المقاتلة، لانهارت "الدعم السريع" منذ الأشهر الستة الأولى للحرب.

وأوضح المراقب العسكري، أن الجيش أنهى بعبوره كوبري الحلفايا الهجمات المتمددة من قوات "الدعم السريع" وتهديده المتكرر لسلاح الإشارة بالخرطوم بحري المستمر منذ مارس (آذار) العام الماضي، إذ بتمكن قوات الجيش من عبور الجسر أضعفت وشتتت صفوف قوات "الدعم السريع" التي كانت متجمعة في محيط سلاح الإشارة.

فيديو التصفيات

في الأثناء انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعلن فيها مجموعات تقاتل في صفوف الجيش عن تصفية وقتل مدنيين بعد دخولها منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، وانتشر مقطع فيديو مدته دقيقتان يُظهر مجموعة من المسلحين يقفون بالقرب من مجموعة من جثث الشباب قتلوهم داخل أحد المنازل.

وفيما لم يصدر عن القوات المسلحة أي بيان أو توضيح حول هذه الواقعة، دانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ما وصفته بجريمة حرب مكتملة، داعية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مرتكبيها وتقديمهم إلى المحاكمة، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية المتاحة حتى الآن أظهرت حدوث قتل لمدنيين من خلال تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون طاولت عشرات المدنيين.

إدانات وتحذير

وحذر بيان للناطق الرسمي باسم تنسيقية (تقدم) من أخطار تجريم العاملين في العمل الإنساني بالتصنيف السياسي لما يترتب عليه من آثار وخيمة بإحجام المتطوعين عن العمل في هذا المجال، لافتة إلى تنامي قتل المدنيين خارج القانون أو استهدافهم بدوافع إثنية أو عرقية.

واتهم حزب "الأمة القومي"، مجموعة ترتدي زي الجيش، بتصفية مدنيين في منطقة الحلفايا شمال الخرطوم، بحجة تعاونهم مع قوات "الدعم السريع".

وطالب بيان للحزب بالتحقيق العاجل في الواقعة وتقديم مرتكبي الجرائم للعدالة محملاً الجيش مسؤولية حماية المدنيين، وفق مقتضيات الأعراف والقوانين.

وطالبت مجموعة محامي الطوارئ بوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية وتهديد حياة المدنيين، مذكرة طرفي الحرب بالتزاماتهما القانونية التي تحظر استهداف المدنيين أو التمييز بينهم على أي أساس.

اتهامات وانتهاكات

ودعت المجموعة، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطني الحلفايا، وقالت إن استمرار هذه الانتهاكات من دون محاسبة يعزز مناخ الإفلات من العقاب، ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.

بدورها اتهمت قوات "الدعم السريع" في بيان لها، عناصر (كتيبة البراء) التابعة للحركة الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش والاستخبارات العسكرية، بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشباب المتطوعين بدواع واهية وذرائع باطلة بعد اتهامهم بالتعاون مع قوات "الدعم السريع".

وأضافت في البيان "لقد ظهرت عناصر الجيش وكتائبه في مقطع الفيديو وهم يهددون الشعب بذات المصير، ويطلقون الإساءات العنصرية وسط عشرات الجثث لشبان أبرياء قاموا بتصفيتهم بعد احتجازهم داخل إحدى المنازل في المنطقة".

مجاعة وسوء تغذية

وكشف بيان المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور، عن تفاقم معدلات سوء التغذية إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة انتشار المجاعة والنقص الحاد في الغذاء والدواء، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، بخاصة بين الأطفال والنساء والمسنين في مخيمات النزوح المنتشرة في دارفور ومناطق أخرى من السودان.

وأوضح البيان، أن هذه المأساة الممتدة ما زالت تتزايد وسط الاشتباكات والعنف، في معظم مخيمات النزوح بالإقليم، وأن تفشي الأمراض وخطر المجاعة، بجانب الظروف الطبيعية مثل الأمطار الغزيرة والسيول زادت من حدة المأساة الإنسانية، في ظل فشل المجتمع الدولي في وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب المدمرة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات