Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دمشق "تنأى" الحرب مع تزايد وتيرة القصف الإسرائيلي

الحكومة تتمسك بـ"ضبط النفس" وانقسامات داخلية بسبب الانتماءات والمواقف تجاه "حزب الله" وحركة "حماس"

تحوم أجواء الحرب في بلد لم يهدأ به الصراع المسلح منذ عام 2011 (اندبندنت عربية)

ملخص

الحيرة تسيطر على الشارع السوري حيال دخول الحرب بعد تزايد القصف الإسرائيلي، فإلى أي حد تتمسك بسياسة النأي عن النفس

لم يعد حي المزة الدمشقي، الذي يقع وسط العاصمة السورية، هادئاً حاله كحال أشهر الأحياء الفاخرة في المدينة، والذي يضم عدداً من البعثات الدبلوماسية والدولية بعدما أحالته الصواريخ الدقيقة التي تنهمر على بيوته إلى كتلة من نار، بعد الحديث عن وجود قياديين تلاحقهم تل أبيب لاغتيالهم في سوريا.

وهز انفجار عنيف حي فيلات المزة الغربية في العاصمة دمشق نتيجة استهداف مبنى سكني يتألف من ثلاثة طوابق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المبنى يتردد إليه قيادات في "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، وسبق ذلك هجوم منتصف ليل أول من أمس الثلاثاء يبعد عن الموقع المستهدف أمس الأربعاء نحو 500 متر.

في قلب الاستهداف

المعلومات الأولية تشير إلى مصرع قيادي في "حزب الله" حسن جعفر القصير خلال استهداف حي المزة، وهو صهر الأمين العام السابق للحزب، حسن نصرالله، وشقيق محمد جعفر قصير قيادي بارز في الحزب اغتالته إسرائيل في غارة على الضاحية.

 

 

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام الحالي نحو 93 اعتداء إسرائيلياً على الأراضي السورية 76 منها جوية بينما 17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 184 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر، ومقرات ومراكز وآليات، وتسببت في الوقت ذاته بمصرع 247 من العسكريين إضافة إلى إصابة 174 آخرين منهم بجراح متفاوتة.

وذكر المرصد تفاصيل الجنسيات التي استهدفت (24 جنسيتهم إيرانية من الحرس الثوري، 41 من "حزب الله" اللبناني، 28 جنسيتهم عراقية، 75 من الفصائل التابعة لإيران من الجنسية السورية، 23 من الفصائل التابعة لإيران من غير الجنسية السورية، 54 من القوات النظامية، اثنان مجهولا الهوية).

وأعلنت وزارة الدفاع في دمشق مصرع ثلاثة مدنيين، وإصابة ثلاثة آخرين في حصيلة نهائية جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في حي المزة السكني في العاصمة دمشق، وقالت الوزارة في بيان لها "شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل، واستهدف أحد البنية السكنية".

العلاقة مع الحزب

إزاء ذلك يرى المتخصص السوري بالعلاقات الدولية والإستراتيجية، غسان يوسف في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أنه لا يمكن فصل الهجمات التي تشن على العاصمة دمشق عما يجري في لبنان وفلسطين خصوصاً أن سوريا لا تخفي علاقتها مع "حزب الله" والفصائل الفلسطينية التي تقاتل في قطاع غزة حتى حركة "حماس"، وهي من أكبر الفصائل المقاتلة على رغم أن دمشق كانت على علاقة غير جيدة مع الحركة لكن هذه العلاقة تغيرت وعادت لتدعمها مجدداً.

 

 

وأضاف "لا أعرف إذا ما انسحبت قيادات لبنانية إلى سوريا، ولكنها بالنسبة إلى سوريا تعتبر نفسها داعمة لهذا الحزب، ولن تتخلى عنه، وبالنهاية هي حركة مقاومة في وجه إسرائيل المحتلة للأراضي اللبنانية والفلسطينية وللجولان السوري، وترى أن هذه الجبهات لا بد من أن تكون موحدة ومدعومة وقوية، ولذلك هي تدعم (حزب الله)".

يأتي ذلك في وقت تدور أحاديث عن عزم طهران إرسال آلاف المقاتلين، ومتطوعين من اليمن والعراق وسوريا وإيران، لكن استبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني تلك المعلومات وقال خلال مؤتمر صحافي "حكومتا لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتين لمواجهة الاعتداء الإسرائيلي، وعدم الحاجة إلى نشر قوات إيرانية مساعدة أو تطوعية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل تشير المعلومات الواردة من خطوط التماس ولا سيما النقاط العسكرية شرق سوريا عن وجود انسحاب لعناصر وقيادات "حزب الله"، ويعتقد الناشط السياسي والحقوقي، أحمد الشيخ من دير الزور في حديث إلى "اندبندنت عربية" وصول أرتال للجيش النظامي للمنطقة ولا سيما في بادية تدمر، ومن المرجح أنها تأتي لسد الفراغ الذي كان يشغله عناصر الحزب اللبناني بعد انسحاب معظم القيادات من هناك.

وأضاف "بعد نشوب الحرب، والتوغل الإسرائيلي البري لا بد من وصول قيادات الحزب للمشاركة في العمليات في الجنوب اللبناني، وبخاصة أن بادية السخنة التي انتشرت فيها القوات النظامية جاءت لتعزز مواقعها مع تزايد التهديدات من فلول تنظيم (داعش)، حيث تنتشر في المنطقة قيادات من الحزب وفصائل موالية لإيران ومنها قوات لواء القدس".

انتقال الحرب إلى سوريا

في الأثناء تحوم أجواء الحرب في بلد لم يهدأ به الصراع المسلح منذ عام 2011 وعلى رغم أن استهداف إسرائيل يأتي على مواقع وشخصيات إيرانية ولبنانية، في الجولان أو في شرق سوريا ودمشق وحلب، أصابت الغارات مواقع للجيش النظامي دون محاولة من دمشق بالرد طيلة الأعوام الماضية على الغارات الجوية المتقطعة، في رسالة بالنأي عن النفس.

وفي تطور لافت نفذت طائرات مسيرة لم يتأكد من هويتها بعد، غارات على مقر قاعدة حميميم الروسية في ريف جبلة، غرب سوريا في حين الحديث يدور عن قصف إسرائيلي استهدف طائرة إيرانية هبطت قبل يومين في القاعدة الروسية، وهي أكبر قاعدة روسية في سوريا مطلة على البحر المتوسط.

ويجزم الناشط السوري، الشيخ بتصعيد محتمل ودخول الروسي على خط النار والصراع الدائر، في وقت لم تعلن بعد تل أبيب تبنيها للعملية، وقال "من الواضح أن العلاقة الروسية-الإسرائيلية يشوبها الكثير من التوتر في الأوان الأخيرة على رغم الاتفاق على قواعد اشتباك محددة".

 

 

في المقابل يعتقد اليوسف أن الحزب اللبناني لا يستطيع إقحام سوريا بالحرب لأنها الحديقة الخلفية والداعم له، والمكان المناسب للتدريب والتسليح والدعم بالسلاح، وحتى الممر البري الذي يتلقى من خلاله دعمه أحياناً من إيران.

وأردف قائلاً "وهذا لا تخفيه سوريا، وتعتبره واجباً عليها، كونها تعتبر أن العدو واحد لأن إسرائيل لا تزال تحتل الجولان السوري، ولهذا (حزب الله) لا يقحم سوريا بالحرب بل أعتقد أن سوريا هي من تدعم الحزب، وتقول إن الحزب على حق".

شروط الحرب

وسوريا في أتون الحرب منذ عام 2011 كان هناك دول كثيرة تآمرت على البلد عبر إقامة غرف الموك وأدخلت الإرهابيين والأسلحة الحديثة والقناصات ومضادات الدروع والمسيرات، ولذلك تعرضت لضربات كثيراً ودمرت الدفاعات الجوية والبنية التحتية، وفق قول المختص بالعلاقات الدولية، يوسف.

وأردف "صحيح أنها لا تريد حرباً مباشرة بينها وبين إسرائيل لأن الحرب المباشرة تحتاج إلى دعم دولي وغطاء ودول كبيرة، وبالعودة للوراء عندما وقعت حرب أكتوبر كان هناك تنسيق مع مصر والدول العربية والاتحاد السوفياتي، وعلى رغم ذلك استطاعت الولايات المتحدة إقامة جسر جوي إلى إسرائيل، وتغير مسار الحرب حيث فاوضت مصر وفصلت المسار السوري عن المسار المصري وبقيت سوريا وحيدة".

ويرى أن اليوم شروط الحرب وظروفها في حال نشأت غير متوفرة، ولذلك سوريا بعد حرب أكتوبر عام 1973 اتخذت أسلوباً آخر غير الحرب المباشرة يقال، "لا سلام من دون سوريا ولا حرب من دون مصر"، ولذلك اختارت دعم حركات المقاومة سواء فلسطين ولبنان، وأي مكان يقاتل إسرائيل، وليس حرباً مباشرة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي