Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فضيحة شون كومز الجنسية تزلزل صناعة الموسيقى

قضايا صادمة تكشف عن جوانب مظلمة في مسيرة نجم الراب

العدد الإجمالي للضحايا المزعومين هو 120 حتى الآن نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء (أ ب)

ملخص

من المؤكد أن الحكم النهائي للمحكمة سيحمل تداعيات واسعة النطاق، ليس فقط على كومز ولكن أيضاً على صناعة الترفيه ككل، التي كثيراً ما واجهت اتهامات بالتواطؤ في تمكين مثل هذه الانتهاكات

يواجه مغني الراب الأميركي وقطب الأعمال شون "ديدي" كومز، 54 سنة، عاصفة من الاتهامات التي قد تعيد تشكيل صورة الصناعة الموسيقية. الاتهامات الموجهة للمغني تمتد على مدى أكثر من ثلاثة عقود بدءاً من عام 1991، وتشمل أكثر من 100 ادعاء بالاعتداء الجنسي واختطاف النساء وإرغامهن على ممارسة أنشطة جنسية من خلال استخدام الأسلحة النارية والتهديد بالعنف، بمن فيهن قاصرات لم تتجاوز أعمارهن التاسعة.

 كومز كان قبض عليه الشهر الماضي في قصره في لوس أنجليس في تهم جنائية، وأخرى تتعلق بالابتزاز والاتجار بالجنس. الشرطة عثرت على إمدادات قالت إنها كانت مخصصة للاستخدام في حفلات الجنس الجماعي المعروفة باسم "الحفلات الجنسية الشاذة"، وكذلك المخدرات وأكثر من 1000 زجاجة من زيت الأطفال، وهو الآن قيد الاحتجاز الفيدرالي في الولايات المتحدة بعد رفض طلبه بالإفراج عنه بكفالة.

الادعاءات الجديدة ضد كومز تتضمن شهادات من أكثر من 100 شخص زعموا أن كومز قام باستخدام السلطة والإكراه والاستغلال على نطاق واسع، ووفقاً للتقارير، وقع عدد من هذه الحوادث خلال حفلات استضافها قطب الموسيقى على مدار  الأعوام الـ30 الماضية.

بعض الضحايا أفادوا بأنهم كانوا تحت تأثير المخدرات قبل الاعتداء عليهم جنسياً، بينما زعم آخرون أنهم أرغموا تحت الضغط أو الإكراه على القيام بأشياء محرجة، وذلك بسبب تهديدات تؤثر في مسيرتهم المهنية أو حياتهم العملية.

اتهامات "تشهيرية"

ونفى كومز بشدة جميع التهم، ووصفها فريقه القانوني بأنها "تشهيرية" ومصممة لتشويه سمعته. إيريكا وولف، المحامية التي تمثل كومز، قالت إن مغني الراب ينفي "بشكل قاطع وحاسم" هذه المزاعم، قائلاً إنها "كاذبة وتشهيرية". وقالت وولف لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن كومز "يتطلع إلى إثبات براءته والدفاع عن نفسه في المحكمة، إذ ستثبت الحقيقة على أساس الأدلة، وليس التكهنات".

جوهر القضية القانونية ضد كومز يعتمد على مزاعم تخدير النساء وإكراههن على القيام بأفعال جنسية، ويقال إن هذه الأفعال حدثت في مجموعة متنوعة من الأماكن، بما في ذلك منازله وطائراته الخاصة وحفلاته الحصرية. وتمتد بعض المزاعم إلى الاتجار بالجنس، إذ ادعى عدد من النساء أنهن نقلن عبر حدود الولاية ليتم استغلالهن جنسياً من كومز أو آخرين.

وبحسب المحامي توني بوزبي، الممثل لجهة الادعاء، فإن العدد الإجمالي للضحايا المزعومين هو 120، حتى الآن، نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء القادمات من أكثر من 25 ولاية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك 25 منهم كانوا قاصرين. وأوضح المحامي بوزبي أن عدداً من الشباب، الذين كانوا حريصين على دخول صناعة الترفيه، كانوا يتعرضون للتلاعب في كثير من الأحيان، إذ كانت يغريهم وعود الشهرة أو فرصة استماع شون كومز إلى أشرطة التسجيل الخاصة بهم. وترك هذا الضغط والإكراه الفنانين الطموحين عرضة للخطر، إذ كانوا يعتقدون أن الامتثال من شأنه أن يفتح لهم الأبواب لتحقيق أحلامهم في صناعة الموسيقى.

إساءات وابتزاز

"بي بي سي" نقلت عن رجل، كان يبلغ من العمر تسع سنوات في ذلك الوقت، زعمه أنه تعرض للإساءة الجنسية من كومز وشركائه في استوديو تسجيل في نيويورك أثناء محاولته الحصول على صفقة تسجيل. وقال في بيان عبر محاميه: "لقد تركت الصناعة بسبب ما فعله شون كومز بي". فيما ادعى رجل آخر، كان قاصراً أيضاً في ذلك الوقت، أن كومز أخبره أنه سيصبح "نجماً"، لكنه كان بحاجة أولاً إلى زيارة مغني الراب بمفرده من دون والديه. كما أثار بوزبي قضية فتاة تبلغ من العمر 15 سنة آنذاك التي زعمت أنها سافرت جواً إلى نيويورك لحضور حفلة استضافها السيد كومز حيث اغتصبها هو وآخرون بعد ذلك.

وإضافة إلى تهم الاتجار بالبشر، هناك اتهامات تتعلق بتورط كومز في شبكة أوسع من الانتهاكات. وأدى ارتباطه بأفراد أقوياء آخرين في صناعة الترفيه إلى تكهنات حول مؤامرة أكبر للتغطية على أخطائه المزعومة. وإذا دين كومز بهذه التهم، فإنه يواجه احتمال السجن مدى الحياة.

إضافة إلى القضية الجنائية، يواجه كومز أيضاً سلسلة من الدعاوى المدنية. وكان فريق الدفاع القانوني الخاص به نشطاً في دحض هذه الادعاءات، بحجة أن الاتهامات جزء من حملة تشويه منسقة تهدف إلى ابتزاز الأموال من النجم. ومع ذلك، فإن ثقل أكثر من 100 ادعاء أثار تدقيقاً إعلامياً مكثفاً وقلقاً متزايداً في شأن تواطؤ صناعة الموسيقى في تمكين مثل هذه الانتهاكات والتستر عليها لفترة طويلة.

هذا وعلى رغم العدد الهائل من الاتهامات، يواصل كومز وفريقه القانوني تأكيد براءته. وقدم محاموه طلبات متعددة سعياً إلى رفض التهم، ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة وجزء من جهد أكبر لاستغلال شهرته. كما أكدت التصريحات العامة من ممثلي كومز على العقود التي مرت منذ وقوع بعض الحوادث المزعومة، مما أثار الشك حول موثوقية هذه الادعاءات.

ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة، تقدم بعض زملاء كومز وموظفيه القدامى بتصريحات تتوافق مع بعض ادعاءات الضحايا، مما أضاف صدقية للاتهامات. وأدت هذه التصريحات إلى تآكل دفاع كومز العام وتعقيد محاولاته للحفاظ على البراءة.

حجم هذه التهم أرسل بموجات صدمة عبر صناعة الموسيقى، إذ يعتبر كومز منذ فترة طويلة أحد أكثر الشخصيات نفوذاً، في وقت يتساءل فيه كثيرون الآن عن ثقافة الصمت الشاملة التي سمحت لمثل هذا السلوك بالاستمرار من دون رادع لفترة طويلة.

معجبون وخائبون

أما استجابة الجمهور فكانت مختلطة، إذ استمر بعض المعجبين في الدفاع عن كومز، بينما أعرب آخرون عن خيبة أملهم ودعوا إلى مزيد من المساءلة في الصناعة. لكن هذه الادعاءات في مجملها تجلب التركيز مجدداً على حركة (مي تو) #MeToo الأوسع نطاقاً، وخصوصاً داخل عالم الترفيه، إذ واجه عدد من الشخصيات البارزة اتهامات مماثلة في السنوات الأخيرة. كما دفع العدد الهائل من الضحايا المتورطين في قضية كومز بعضهم إلى مقارنتها بفضائح إساءة معاملة أخرى واسعة النطاق، مثل تلك التي تورط فيها هارفي واينستين و آر كيلي، أو حتى الادعاءات الأخيرة التي واجهها رجل الأعمال المصري الراحل محمد الفايد.

في وقت يستعد فيه شون كومز لمواجهة أحد أهم المعارك القانونية في حياته، فإن من المحتم أن إرثه كقطب موسيقى وأيقونة ثقافية معلق في الميزان. في حين يظل متحدياً في ادعاءاته بالبراءة، فإن حجم وشدة الادعاءات تسببا فعلاً بأضرار جسيمة لسمعته.

من المؤكد أن الحكم النهائي للمحكمة سيحمل تداعيات واسعة النطاق، ليس فقط على كومز ولكن أيضاً على صناعة الترفيه ككل، التي كثيراً ما واجهت اتهامات بالتواطؤ في تمكين مثل هذه الانتهاكات. ومع استمرار المحاكمة، ستتجه الأنظار نحوها سواء من داخل عالم الموسيقى أم من الجمهور العام، في انتظار رؤية ما إذا كانت العدالة ستأخذ مجراها في النهاية. 

المزيد من منوعات