Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تنتقد إسرائيل بسبب "الأوضاع الكارثية" في غزة

مقتل 16 فلسطينيا بغارة على دير البلح ومجلس الأمن الدولي يحذر تل أبيب من إقرار تشريعات تكبح عمل "الأونروا"

رجل يسير أمام امرأة تحمل طفلاً بجوار مبنى مدمر في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة،  9 أكتوبر 2024 (أ ف ب)

ملخص

قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأربعاء إن الولايات المتحدة "تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا".

قال مسعفون لـ"رويترز" اليوم الخميس إن 16 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة رفيدة التي تؤوي نازحين في غرب دير البلح بوسط قطاع غزة.

وحذر أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء إسرائيل من المضي قدماً في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وإسرائيل على خلاف مع "الأونروا"، إذ تتهم الدولة العبرية بعضاً من موظفي الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل الحرب في غزة.

ووافقت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الأحد على مشروعي قانونين يهدفان إلى "إنهاء أنشطة وكالة الأونروا ومزاياها في إسرائيل"، في خطوة سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التنديد بها.

وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الأربعاء إن الولايات المتحدة "تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا".

وأضافت أن من شأن هذين التشريعين إذا ما أُقرّا أن "يعرقلا القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين ويلغي الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها في جميع أنحاء العالم".

"تفكيك الأونروا"

وقالت الجزائر التي دعت مع سلوفينيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الأزمة في الأراضي الفلسطينية، إن "السلطات الإسرائيلية أعربت منذ سنوات عن رغبتها واستعدادها لتفكيك الأونروا".

وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن إن "هذا القرار يرمز إلى اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم التي لا يمكن المساس بها. نؤكد أن حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا تخضع للتقادم".

وأجمع كل أعضاء مجلس الأمن الذين تحدثوا على دعوة إسرائيل إلى احترام عمل "الأونروا" وحماية موظفي هذه الوكالة.

تحذير أممي

وحذّر رئيس "الأونروا" فيليب لازاريني مجلس الأمن الدولي من أن "كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير الأونروا بأنه هدف حرب"، مشيراً إلى أن 226 من موظفي الأونروا قُتلوا خلال 12 شهراً.

وقال إن "التشريع الخاص بإنهاء عملياتنا أصبح جاهزاً للمصادقة النهائية من قبل الكنيست الإسرائيلي"، وأضاف أن إسرائيل "تسعى إلى حظر وجود الأونروا وعملياتها في الأراضي الإسرائيلية وإلغاء امتيازاتها وحصاناتها، في انتهاك للقانون الدولي".

وأكد لازاريني أنّه "إذا تم إقرار مشروعي القانون، فإن العواقب ستكون وخيمة. من الناحية العملية، قد تتفكّك الاستجابة الإنسانية بأكملها(...) التي تعتمد على البنية التحتية للأونروا في غزة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إنه بعث رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذر فيها من أن هذا التشريع "قد يمنع الأونروا من مواصلة عملها الأساسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

دعم فلسطيني

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور لمجلس الأمن "نحن ندعم الأونروا وما قاله لازاريني بشكل كامل ونأخذه على محمل الجد، ونكرّم منظمة لا غنى عنها ويجب حمايتها بكل الوسائل". وأضاف أن الأونروا هي "أعظم قصة نجاح في تاريخ الأمم المتحدة".

وتأسّست الأونروا عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين في العديد من البلدان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلص تحقيق داخلي نُشر في أغسطس (آب) إلى أن تسعة موظفين "ربما شاركوا في الهجمات المسلحة التي وقعت في السابع من أكتوبر" على إسرائيل.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن "نعم، نحن نعمل مع وكالات الأمم المتحدة"، مضيفاً "نحن قادرون وعلى استعداد للعمل على الأرض". وتابع "قارنوا جهودنا بإخفاقات الأونروا (...) لقد سمحت الأونروا في غزة لحماس بالتسلل إلى صفوفها"، واعتبر أن "المنظمة لا يمكن إصلاحها".

انتقاد أميركي

قالت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إن تل أبيب بحاجة إلى التعامل بشكل عاجل مع "الأوضاع الكارثية" التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر والكف عن "مفاقمة المعاناة" بالحد من تسليم المساعدات.

وفي إشارة إلى تقارير عن الأوضاع المزرية في جنوب ووسط غزة، قالت غرينفيلد "هذه الأوضاع الكارثية كانت متوقعة منذ شهور، ومع ذلك، لم يتم التعامل معها، يجب أن يتغير هذا، والآن"، وأضافت في تصريح قوي "ندعو إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة لفعل ذلك".

اجتمع مجلس الأمن المكون من 15 عضواً بشأن الأزمة الإنسانية بعد عام من هجوم دام شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل استتبع رداً بشن حرب على غزة. ومنذ ذلك الحين، دمرت إسرائيل جزءاً كبيراً من القطاع ونزح ما يقرب من كامل سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون.

وتقول إسرائيل إن مسلحي "حماس" قتلوا نحو 1200 شخص في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بينما تقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 42 ألف شخص قتلوا منذ بدء الرد الإسرائيلي.

كما تطرقت توماس غرينفيلد إلى صدور أمر من إسرائيل أخيراً للمدنيين في شمال غزة بالإخلاء مرة أخرى، قائلة إنهم يجب أن يتمكنوا من العودة إلى المناطق السكنية لإعادة بنائها. وقالت "يجب ألا يكون هناك تغيير في الطبيعة السكانية لقطاع غزة أو أراضيه، وهو ما يشمل أي إجراء من شأنه تقليص مساحة غزة".

وقال لازاريني "مئات الآلاف يُدفعون مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق"، وأضاف "مرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة المجاعة من صنع الإنسان".

"لا قيود"

تشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها منذ بدء الحرب.

كانت "رويترز" قد ذكرت الأسبوع الماضي أن إمدادات الغذاء إلى غزة انخفضت بشدة في الأسابيع القليلة الماضية، لأن السلطات الإسرائيلية فرضت قواعد جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية وتخفض بشكل منفصل المساعدات المرسلة بترتيب من بعض الشركات.

وقال توماس غرينفيلد "نحن بحاجة لأن نرى تقلص العقبات أمام تسليم المساعدات، لا زيادتها".

ودافع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن بلاده بالقول "إسرائيل لا تفرض أي قيود على المساعدات الإنسانية. في الواقع، تمت الموافقة على 82 في المئة من جميع الطلبات الخاصة بتنسيق الشؤون الإنسانية وتنفيذها"، واتهم "حماس" بتحويل مسار المساعدات عن أولئك الذين يحتاجون إليها في غزة.

المطالبة بالمزيد

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد للمجلس إن إسرائيل "يجب أن تفعل المزيد" لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين وتمكين الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من العمل بأمان وفاعلية في غزة.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير "هناك إعاقة لتسليم المساعدات الإنسانية، والعاملون في المجال الإنساني يتعرضون للتهديد باستمرار".

لقي أكثر من 300 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية حتفهم، معظمهم من موظفي "الأونروا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات