هل هدم بوتين دارته الصيفية في سوتشي خوفا من الغارات الأوكرانية؟

نقل موقع إلكتروني تابع للمعارضة الروسية أن فلاديمير بوتين أعطى أوامر بهدم الفيلا التي كان يقضي فيها أيام العطلة على شاطئ البحر الأسود، وذلك بعدما توقف عن زيارة المنطقة خوفاً على حياته بسبب الهجمات التي تشنها أوكرانيا.

وقد أفاد موقع "برويكت" بأن فيلا بوتين القريبة من سوتشي أصبحت هدفاً متكرراً لغارات المسيرات – ما "يخشاه" الرئيس الروسي.  

وفي سياق متصل، نشر الموقع الإخباري المستقل صورتين التقطتهما الأقمار الصناعية، تُظهر إحداهما الفيلا قائمة في مايو (أيار) 2023، بينما تُظهر الأخرى العقار مهدماً في مايو 2024. وقد أشار موقع "برويكت" إلى أن "مكان الفيلا أمسى الآن حفرة مفتوحة".

وكانت آخر زيارة قام بها بوتين إلى فيلته في سوتشي قبل سبعة أشهر، وفق ما كشفه مصدر "مقرب من بوتين" للموقع الإلكتروني الذي يديره صحافيون روس مقيمون في المنفى.

وأضاف المصدر "حتى أنه تخلى عن تقليد راسخ على مر الأعوام، يتمثل في قدومه إلى سوتشي للاحتفال بعيد ميلاد ألينا في مايو"، في إشارة إلى ألينا كابايفا، عشيقة بوتين السرية التي أنجبت منه طفلين.

ومن جهتهم، أعرب مسؤولون في الكرملين عن دهشتهم لأنهم ما عادوا يتلقون دعوة لزيارة الداتشا (الدارة الصيفية) المعروفة باسم "بوتشاروف روتشي". وفي تصريح لموقع "برويكت"، كشف المصدر الذي وصف نفسه بأنه "صديق بوتين" أن مسؤولي الكرملين "يتحدثون في ما بينهم عن هذا الموضوع، معربين عن استغرابهم من عدم دعوتهم لحضور الاجتماعات في سوتشي".

وفي صورة الأقمار الصناعية الملتقطة في مايو 2023، يظهر منزل كبير ذو سقف أحمر، يقف على قطعة أرض شاسعة تحوي عدداً من المباني الفرعية. أما صورة موقع الفيلا الملتقطة في مايو الماضي، فتُظهر تلة رملية بلون البيج، في ما يوحي بأنه موقع هدم.

وبحسب التقارير، تفيد بيانات صادرة عن الكرملين بأن بوتين كان يقضي 37 يوماً سنوياً في الداتشا الواقعة في سوتشي.

ولكن مع تزايد كثافة غارات المسيرات على سوتشي خلال العام الماضي، يبدو أن بوتين تخلى عن هذا المنزل الذي اعتُبر من أقرب الأماكن إلى قلبه لقضاء أيام العطلة.

كشفت تقارير الشهر الماضي أن بوتين وعشيقته السرية كابايفا لديهما ابنان (أ ف ب/ غيتي)

واللافت أن بوتين لم يقم بزيارة دارة "بوتشاروف روتشي" سوى مرة واحدة خلال هذا العام، وذلك في مارس (آذار) الماضي، عندما استضاف رافايل غروسي، رئيس "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

في الأساس، شيدت دارة "بوتشاروف روتشي" خلال حقبة الاتحاد السوفياتي، لتكون مقراً صيفياً لقادة البلاد. وقد أفادت التقارير بأن بوتين أجرى تحديثات شاملة على الموقع، وأضاف إليه مرافق فاخرة وغرف اجتماعات واسعة تتميز بأثاث متين، تلبية لحاجاته وأفراد أسرته وضيوفه على حد سواء.

كما أقدم بوتين على بناء نسخة طبق الأصل لمكتب عمله في موسكو في الدارة الصيفية، ليخلق انطباعاً، متى شاء، بأنه لا يزال في العاصمة الروسية. بيد أن بوتين قلص عدد التزاماته بالسفر منذ غزو أوكرانيا عام 2022، وذلك خوفاً من تعرضه للاغتيال.

وورد على موقع "برويكت" أيضاً أن بوتين عزل نفسه في الداتشا خلال جائحة كوفيد-19، حيث استمتع بالمناخ المعتدل في تلك المنطقة مقارنة بالمناطق الشمالية الأكثر برودة.

وفي الختام، تهم الملاحظة أن بوتين يمتلك مجموعة من المنازل، بما في ذلك منزل لقضاء أيام العطلة في منطقة كاريليا، إلى جانب مقره الرسمي في موسكو.