ملخص
أعلنت مصر وإريتريا والصومال أن رؤساء الدول الثلاث اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل تمكين الجيش الصومالي من "التصدي للإرهاب بكل صوره، وحماية حدوده البرية والبحرية"، وذلك في خطوة تزيد من عزلة إثيوبيا في المنطقة.
تعهد رؤساء مصر وإريتريا والصومال الخميس العمل معاً للحفاظ على الأمن الإقليمي خلال قمة ثلاثية غير مسبوقة جمعتهم على خلفية التوترات المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي.
وتصاعدت المخاوف في شأن الاستقرار في المنطقة المضطربة بسبب الحرب في السودان واتفاقية مثيرة للجدل بين إثيوبيا وجمهورية أرض الصومال الانفصالية والوضع في البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن التجارية.
وأشارت القمة التي عقدت الخميس في أسمرة إلى تشكيل تحالف إقليمي جديد في منطقة القرن الأفريقي، بقيت إثيوبيا، ثاني أكبر دولة أفريقية من جهة عدد السكان، خارجه.
وتوترت العلاقات بصورة كبيرة بين إثيوبيا وجارتها الصومال التي أغضبها اتفاق أرض الصومال البحري، ومذاك بدأت تتقرب من القاهرة، المنافس الإقليمي لأديس أبابا.
وينص الاتفاق على تأجير 20 كيلومتراً من ساحل أرض الصومال لإثيوبيا غير الساحلية لمدة 50 عاماً.
قمة ثلاثية
وانعقدت القمة الثلاثية في أسمرة بناء على دعوة من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وضمت نظيريه المصري عبدالفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود.
وبعد محادثاتهم، أصدر الزعماء الثلاثة بياناً نشرته وزارة الإعلام الإريترية، تعهدوا فيه تعزيز العلاقات الثلاثية في محاولة لتحسين الاستقرار الإقليمي. وقالوا إنه يجب أن يكون هناك "احترام جلي لسيادة واستقلال وسلامة أراضي بلدان المنطقة"، من دون ذكر أي دولة بالاسم.
وأكد الزعماء أيضاً ضرورة "مواجهة التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة تحت أي ذريعة أو مبرر، وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وخلق مناخ ملائم للتنمية المشتركة والمستدامة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ما يتعلق بالصومال، اتفق الرؤساء الثلاثة على تعميق تعاونهم الثلاثي لمساعدة الدولة المضطربة "على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المختلفة وتمكين الجيش الوطني الصومالي من مواجهة الإرهاب بجميع صوره وحماية حدوده البرية والبحرية والحفاظ على سلامة أراضيه".
وتناول النقاش خلال القمة أيضاً أزمتي السودان والبحر الأحمر، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من وزراء خارجية الدول الثلاث من أجل "التعاون الاستراتيجي في كل المجالات".
وهذه هي الزيارة الأولى للسيسي الى أسمرة على رغم أن أسياس أفورقي زار مصر في مناسبات عدة. لكن الرئيس الصومالي محمود قام برحلات عدة إلى إريتريا التي تعد من أكثر الدول عزلة في العالم.
منحى عسكري
منذ يناير (كانون الثاني) الماضي عززت مقديشو علاقاتها مع القاهرة، منافسة إثيوبيا التي تعارض خصوصاً سد النهضة الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
واتخذ التعاون منحى عسكرياً مع توقيع اتفاق دفاع في الـ14 من أغسطس (آب)، لم يتم الكشف عن محتواه.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي سيتوجه إلى إريتريا للمساعدة في "ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر".
وتدهورت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بصورة كبرى في الآونة الأخيرة، على رغم دعم أسمرة قوات الحكومة الإثيوبية في النزاع مع متمردي تيغراي بين عامي 2020 و2022.
ويقول محللون إن إريتريا لم تكن راضية عن اتفاق السلام بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي، العدو القديم لأسمرة، ولا تزال لديها قوات في أجزاء من تيغراي.
وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي تعليق رحلاتها إلى أسمرة بسبب ظروف تشغيل "صعبة".
يحكم أسياس أفورقي إريتريا، التي تعتبر بمثابة كوريا الشمالية في القارة الأفريقية، بقبضة من حديد منذ إعلان استقلال البلاد عن إثيوبيا عام 1993، بعد ثلاثة عقود من الحرب.