ملخص
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع لبنان أمام خيارين مؤلمين لا ثالث لهما، "إما تدمير إسرائيل للبنان وإما إشعال حرب داخلية بين الفرقاء اللبنانيين للتخلص من سلاح 'حزب الله'".
على رغم مناشدات الحكومة اللبنانية بوقف إطلاق النار، فالتصعيد مستمر بين إسرائيل و"حزب الله"، ولا شيء يوحي بأنه سيتراجع قريباً، لا بل "لبنان يجتاز إعصاراً من النار في الفترة الحالية والمقبلة بسبب الظروف المحلية والإقليمية"، وفق ما يقول الكاتب والمحلل السياسي سمير سكاف.
ويوضح سكاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع لبنان أمام خيارين مؤلمين لا ثالث لهما، "إما تدمير إسرائيل للبنان وإما إشعال حرب داخلية بين الفرقاء اللبنانيين للتخلص من سلاح 'حزب الله'"، مشيراً إلى دعوة نتنياهو للبنانيين لأن "يتصرفوا" مع سلاح الحزب.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي أن اللبنانيين لن يلاقوا نتنياهو في مشيئته لأنهم "عاشوا وتألموا من الحرب طوال نصف قرن وهم يريدون بناء الدولة"، أما "حزب الله" فـ"يكمل طريقه ويواجه في الميدان على رغم من النكسات التي تعرض لها وعلى رغم اغتيال أمينه العام حسن نصرالله وكل القيادات العسكرية من فؤاد شكر إلى إبراهيم عقيل وعلي كركي وكل قادة فرقة الرضوان، إضافة إلى حادثة 'البيجر' واللاسلكي وإصابة 4 آلاف من عناصره، وتهجير نحو مليون ونصف المليون لبناني هم بالإجمال من بيئة 'حزب الله' وتدمير كثير من القرى والمنازل والأحياء في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما، حيث توجد بيئة الحزب في الضاحية والجنوب والبقاع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول سكاف إن "هذا الإعصار من النيران سيكمل على لبنان في المرحلة المقبلة لأن الأفق الدبلوماسية الآن مقفلة ولا دبلوماسية قبل النار"، موضحاً أن "النار هي التي تحكم الآن الخيارات الدبلوماسية، وهي التي تحكم أي تفسير للقرار 1701" الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي أدى إلى وقف حرب الـ2006 بين إسرائيل و"حزب الله" وينص على إخلاء جنوب نهر الليطاني من المسلحين باستثناء الجيش اللبناني وقوات الـ"يونيفيل".
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي أن هناك قراءات عدة لكيفية الوصول إلى تطبيق القرار 1701، "القراءة الأولى التي يريدها 'حزب الله' وهي وقف إطلاق النار في الجنوب، لكن هناك قراءة أخرى تقول إنه يجب إخلاء جنوب الليطاني من المقاتلين والسلاح أولاً، وهناك قراءة ثالثة تقول إنه يجب تطبيق البند الثالث من القرار 1701 الذي يتحدث عن تنفيذ القرارين الدوليين 1559 و1680، مما يعني بصورة أساسية تسليم 'حزب الله' لسلاحه".
وأمام هذه الخيارات يرى سكاف أن "'حزب الله' سيستمر في المعركة" الميدانية وإن وافق على الدخول في مفاوضات موازية، و"يرفض بالتأكيد تسليم السلاح"، وكل هذه المؤشرات تدل على أن "الحل في لبنان مؤجل والدبلوماسية مؤجلة ولبنان فوق النار والشتاء لاهب".