ملخص
حادثة انفجار آلاف أجهزة البيجرز التي كان يحملها عناصر من "حزب الله" قبل أسابيع، لا تزال محط تساؤلات كثيرة بخاصة أن مصدر هذه الأجهزة لا يزال مجهولاً، وكذلك الجهة التي سلمتها إلى الحزب.
وجديد هذا الملف "القنبلة" التي فجرها مسؤول إيراني سابق بقوله إن شركة إيرانية هي التي سلمت هذه الأجهزة إلى الحزب.
ينشغل لبنان والمنطقة راهناً بالحرب التي تشنها إسرائيل على قيادات "حزب الله" ومخازن أسلحته، كما تقول، مستهدفة بآلاف الغارات بلدات في جنوب لبنان وبقاعه وكذلك العاصمة بيروت.
لكن حادثة انفجار آلاف أجهزة البيجرز التي كان يحملها عناصر من الحزب قبل أسابيع، لا تزال محط تساؤلات كثيرة بخاصة أن مصدر هذه الأجهزة لا يزال مجهولاً، وكذلك الجهة التي سلمتها إلى الحزب.
جديد هذا الملف "القنبلة" التي فجرها مسؤول إيراني سابق بقوله إن شركة إيرانية هي التي سلمت هذه الأجهزة إلى الحزب، على رغم أن السلطات الإيرانية كانت نفت مراراً أي علاقة لمسؤوليها في صفقة الأجهزة هذه، فيما قال سفير إيران في لبنان مجتبى أماني الذي أصيب في انفجار جهاز بيجر كان يحمله، إن إسرائيل أدخلت أجهزة البيجرز قبل أسبوعين من انفجارها، بعملية تجسس بالتعاون مع بعض الدول الأوروبية.
فقد خرج الخبير الإيراني مسعود أسد اللهي في مقابلة إعلامية مع قناة إيرانية، بتصريح قال فيه إن شركة إيرانية اشترت أجهزة البيجرز التي كانت انفجرت في وقت واحد تقريباً في جميع أنحاء لبنان، في الـ17 من سبتمبر (أيلول) الماضي.
مسعود أسد اللهي، الذي يوصف بأنه "خبير في شؤون المنطقة"، قال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني: "حزب الله اشترى أجهزة البيجر عبر شركة إيرانية من شركة تايوانية". وأضاف: "لم يتم فحص أجهزة البيجر من الناحية الأمنية وتم تسليمها إلى حزب الله". pic.twitter.com/kFY3rHXeTy
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 11, 2024
شركة إيرانية وعلامة تجارية معروفة
في خلفيات عملية الشراء، كشف مسعود أسد اللهي عن أن الحزب أجرى سابقاً تدقيقاً في أجهزته القديمة ورفع حاجته إلى شراء نحو 4 آلاف جهاز جديد، ثم قدم هذا الطلب إلى شركة إيرانية، فتعاملت هذه الشركة مع علامة تجارية معروفة، وطلبت 5 آلاف جهاز بيجر، فتم توفير هذه الأجهزة وتسليمها إلى الشركة الإيرانية، التي بدورها سلمتها إلى "حزب الله". ويتابع "لحسن الحظ، من بين الـ5 آلاف جهاز لم يتم توزيع سوى 3 آلاف فقط"، ويكشف عن أن المشكلة كانت في عدم فحص هذه الأجهزة قبل تسليمها إلى الحزب. وقال "لم يكن أحد يتخيل أن يتحول جهاز بيجر إلى قنبلة، لكن في الأقل كان يجب فحصه... سُلمت الشحنة إلى الحزب من دون فحص".
هذا الكلام الذي بحسب قائله يؤكد علاقة شركة إيرانية بصورة مباشرة بعملية إحضار أجهزة الاتصال اللاسلكي هذه إلى "حزب الله"، انتشر بصورة كبيرة في الساعات الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، ثم نفت القناة نفسها التصريحات الصادرة عن المسؤول الإيراني السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت انفجارات متزامنة قد حدثت في نحو 3 آلاف جهاز بيجر الشهر الماضي في بيروت ومناطق لبنانية أخرى، مما أدى إلى سقوط الآلاف بين قتلى ومصابين، أتت غالبية إصاباتهم في العيون واليدين، فيما بقي مصدر هذه الأجهزة وكيفية تفخيخها ووصولها إلى الحزب لغزاً من دون حل، واعتبره محللون خرقاً تاريخياً كبيراً في العمليات التي ينفذها الموساد الإسرائيلي.
مخطط يعود لعام 2015
صحيفة "واشنطن بوست" بدورها كشفت في تقرير نشرته قبل أسبوع عن أن التخطيط للعملية بدأ منذ عام 2022، وسط فترة من الهدوء النسبي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وأضافت أن الموساد كان يعمل لسنوات لاختراق الحزب من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين البشريين، لكن الحذر الكبير الذي أظهره الحزب في شأن تعرضه للمراقبة والاختراق الإسرائيليين، حتى من الهواتف المحمولة العادية، ولد فكرة إنشاء نوع من الاتصالات الخبيثة.
والجزء الأول من الخطة، بحسب الصحيفة الأميركية، كان من خلال إدخال الموساد أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة (ووكي توكي)، إلى لبنان منذ عام 2015. احتوت هذه الأجهزة على متفجرات مخفية ونظام إرسال يمنح إسرائيل إمكانية الوصول الكامل إلى اتصالات "حزب الله".
وعلى مدى تسع سنوات اكتفى الإسرائيليون بالتنصت على "حزب الله"، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى قنابل في أزمة مستقبلية.