Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لقاء معراب" يدعو لانتخاب رئيس لبناني يحصر السلاح بيد الجيش

وضع "خريطة طريق إنقاذية" تؤكد ضرورة تطبيق القرارات الدولية وبناء الدولة

لقطة للقاء الذي أقامه "حزب القوات اللبنانية" في معراب (صفحة سمير جعجع على فيسبوك)

ملخص

دعا البيان الختامي إلى بناء دولة لجميع مواطنيها بعدما انهار هيكلها "بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر المرفوض، عبر إدارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية".

تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان" استضاف "حزب القوات اللبنانية" في مقره العام داخل معراب لقاء جمع أطيافاً مختلفة من المعارضة لطرح "خريطة طريق إنقاذية"، دعت أولاً إلى وقف فوري لإطلاق النار المستمر والمتصاعد بين "حزب الله" وإسرائيل، وانتخاب رئيس للجهورية يتعهد بتطبيق الدستور اللبناني والقرارات الدولية بما فيها تلك الداعية لنزع السلاح من جميع القوى وحصره بيد الجيش اللبناني.

اللقاء الذي غابت عنه أطراف معارضة عدة بما فيها "الحزب التقدمي الاشتراكي" ونواب "قوى التغيير"، جاء بعد فترة صمت التزمتها "القوات اللبنانية" المعارضة لـ"حزب الله" والحاظية بأكبر كتلة برلمانية، منذ توسع الصراع بين الحزب وإسرائيل خلال منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون لبناني ومقتل أكثر من ألفين وجرح الآلاف، إضافة إلى دمار هائل في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت خصوصاً.

وقف "الانهيار الكارثي"

واستهل رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع اللقاء بدقيقة صمت عن "أرواح الضحايا ولشفاء الجرحى، ومن أجل النازحين وإحلال السلام وقيام لبنان". وفي ختام المؤتمر تلا جعجع بياناً وصف فيه "لبنان اليوم كسفينة تغرق، ولا ربان لها ولا دفة"، منتقداً الذين يثابرون على طروحاتهم "وكأن شيئاً لم يكن"، ومؤكداً أن الوضع المأسوي الذي تشهده البلاد "يتطلب مقاربة تقدم الحلول المستدامة والجذرية، فتراكم أنصاف الحلول لم يؤد سوى إلى الانهيارات والحروب". ودعا البيان الختامي إلى "بناء دولة تجمع جميع مواطنيها بعدالة ومساواة، ومؤسسات تحمي حقوقهم جميعاً من دون تفرقة أو تمييز" بعدما انهار هيكلها "بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر المرفوض، عبر إدارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية".

وقال جعجع إن "المجتمعين العربي والدولي لم يعد لديهما ثقة بالمجموعة الحاكمة في لبنان، خصوصاً بعدما تخلت الدولة لسنوات وسنوات عن قرارها الأمني والاستراتيجي لمصلحة مجموعة وتنظيم خارج الدولة"، مشدداً على الحاجة لخريطة طريق واضحة "لوقف الانهيار الكارثي الحالي".

صفات الرئيس العتيد

وحسب مؤتمر معراب، فإن "أول خطوة في خريطة الطريق هذه هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن"، والذهاب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية "يطبق الدستور... ويتعهد مسبقاً بصورة واضحة وجلية بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، رئيس يتعهد بصورة واضحة وصريحة بأن القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة... ويتعهد بإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح أو تنظيمات أمنية خارج الدولة"، على أن يتبع ذلك تشكيل حكومة "على الأسس السيادية عينها". وأكد جعجع أن "هذا كله لا يعني أن فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره".

وفي ختام البيان، تعهد المجتمعون في معراب بمواصلة مساعيهم إلى بناء "دولة قادرة عادلة سيدة محايدة عن سياسات المحاور، منسجمة مع محيطها العربي والدولي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"غربة عن الواقع"

وفي ظل الانقسام السياسي الحاد في لبنان، رأى بعض في هذا الخطاب خروجاً عن الواقع إذ عدَّ الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبدالساتر أن "القوات ورئيسها يعيشون في غربة عن الواقع اللبناني بكل ما للكلمة من معنى"، متسائلاً "ماذا تعني الدولة المحايدة؟ يريدنا أن نكون سويسرا في هذه المنطقة ولا تكون لنا علاقة في كل ما يجري؟ وحتى لو كان هذا الأمر صحيحاً، فهل سيتركنا العدو لنكون دولة محايدة كما يظن؟".

وأضاف عبدالساتر "كيف يريدنا (جعجع) أن ننسجم مع محيط دولي يدعم إسرائيل ولا يوفر أبسط الحقوق للشعب الفلسطيني ولا يوفر الأمن للبنان"، متابعاً "كل هذا الضجيج من جعجع ما هو إلا لإسماع الصوت ليس للبنانيين بل لجهات أخرى تماماً، وهذه الجهات الأخرى عاجزة بدورها عن فرض ما يريده جعجع".

رفض الحرب

في المقابل، قال عضو المجلس المركزي في "القوات اللبنانية" جورج حايك إن "مؤتمر معراب" جاء بسبب حجم الكارثة التي يمر بها لبنان وتداعياتها الكبيرة على شعبه، مؤكداً أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب تطبيق القرارات الدولية فوراً وبكاملها، مضيفاً "لم نعد نكتف اليوم برجوع ’حزب الله‘ 10 كيلومترات إلى وراء الليطاني، أو بحلول جزئية لهذه المسألة لأنه من شأن ذلك أن يكرر هذه التجربة المأسوية ويعيد مشهد النكبة إلى لبنان". وتابع "المطلوب هو حل نهائي وجذري لسلاح ’حزب الله‘ وتسليم الجيش اللبناني وقوات يونيفيل المنطقة العازلة في الجنوب وانتخاب رئيساً للجمهورية".

وأشار حايك إلى أن هذا المؤتمر واللقاءات المشابهة لن تأتي بنتائج سريعة "لكنها تحركات تراكمية لإبلاغ المجتمع الدولي بأن الشعب اللبناني ليس موافقاً بكامله على ما يفعله ’حزب الله‘ وأن المعارضة لا تريد هذه الحرب".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي