Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حيفا... بوابة إسرائيل "المرصودة" على البحر

أصبحت المدينة وضواحيها هدفاً لصواريخ "حزب الله" اللبناني لأنها الميناء الأكبر والمركز الصناعي الأهم لتل أبيب

أصبحت صفارات الإنذار وأصوات الانفجارات مشهداً يومياً لسكان حيفا (أ ف ب)

ملخص

يخشى الجيش الإسرائيلي من سقوط صاروخ على الميناء مما يؤدي إلى إغلاقه على رغم انتشار منظومات الحماية الجوية في خليج حيفا التي لا تستطيع تأمين حماية مئة في المئة.

لا تكاد مدينة في إسرائيل تحظى بالأهمية الإستراتيجية والحيوية كمدينة حيفا الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، حيث تعتبر قلب التجارة الإسرائيلية، ومركزاً للصناعة المدنية والعسكرية، وبوابة إسرائيل على العالم عبر مينائها الأكبر في البلاد.

وخلال الأيام الماضية أصبحت المدينة وضواحيها هدفاً لصواريخ "حزب الله" اللبناني حيث لا تبعد عن الحدود اللبنانية سوى 50 كيلومتراً، وأصبحت صفارات الإنذار وأصوات الانفجارات مشهداً يومياً لسكان حيفا البالغ عددهم 300 ألف.

وأصبح مستشفى رامبام في حيفا الواقع على ساحل البحر المتوسط مقصداً للطائرات المروحية التي تقل جرحى وقتلى الجيش الإسرائيلي من الاشتباكات مع "حزب الله" في جنوب لبنان.

وتعوم المدينة فوق كميات هائلة من المواد الكيماوية بسبب انتشار المصانع الكيماوية، ومنها مصانع الأمونيا، ومستودعات لتخزين الإيثيلين الواصلة إلى ميناء المدينة الأكبر في إسرائيل.

ويمر عبر الميناء الذي يعود تأسيسه إلى عهد الانتداب البريطاني على فلسطين أكثر من 30 مليون طن من البضائع المستوردة أو المصدرة، ويتقدم على ميناءي أسدود على البحر المتوسط، وإيلات على البحر الأحمر.

ويعمل الميناء على مدار العام بسبب عدم تأثره بالأحوال الجوية لوقوعه في خليج حيفا والمياه العميقة.

ويمتد الميناء على مساحة 6.5 كيلومتر مربع، ويضم أرصفة عدة ومحطات للحاويات ومستودعات كبيرة، والقاعدة البحرية العسكرية الإسرائيلية.

ويُشكل البترول والمواد الكيماوية والحبوب والمنتجات الصناعية على رأس الواردات من الميناء، فيما تشمل الصادرات عبره المنتجات الكيماوية والأدوية والتقنيات المتقدمة.

ويضم الميناء خزانات للبترول ومصفاة هي الأكبر في إسرائيل لتكرير النفط الخام وإنتاج الصناعات البترولية، ورصيفاً مخصصاً للشحن الكيماوي، وفيه مستودعات لتخزين الأمونيا والإيثيلين ومصانع الأسمدة.

ومع أن الميناء مرتبط بشبكة للقطارات باتجاه جنوب إسرائيل وشرقها، فإنه يوجد قربه مطار تحوّل من عسكري إلى تجاري، ويضم عدداً من منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية لصد الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الميناء.

وتعتبر محطة كهرباء حيفا من أهم محطات الطاقة في شمال إسرائيل وتقع في خليج حيفا، وتلعب دوراً حيوياً في تزويد الطاقة للمدينة والمناطق المحيطة بها.

وتُشكّل القاعدة البحرية العسكرية أحد أهم المواقع العسكرية في المدينة إذ تضم مرسى الغواصات والسفن العسكرية، إلى جانب وحدة الحوسبة 3800 التي تتبع الاتصالات والنقل اللاسلكي والحوسبة والقيادة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.

وبحسب وزارة حماية البيئة الإسرائيلية فإنه يوجد في حيفا 1500 مصدر خطر و800 نوع من المواد الكيماوية الخطرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطلبت بلدية حيفا في بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إخلاء المصانع الكيماوية في خليج حيفا.

ولذلك فإن سكان حيفا من اليهود والفلسطينيين يشعرون أنهم "يجلسون على برميل من المتفجرات"، وهو ما يؤدي إلى "حرمانهم من النوم بسبب الخشية من استهداف ميناء حيفا ومحيطه".

وقبل أعوام أخلت شركة حيفا للكيماويات خزان الأمونيا الخاص بعد صراع بيئي دام 10 أعوام.

ويوجد في حيفا مصنع "منظومة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، التي تقوم بتصميم وتطوير وتصنيع وتوزيع مجموعة واسعة من أنظمة الدفاع العالية التقنية في المجالات الجوية والبرية والبحرية والفضائية.

ويعتبر استهداف "حزب الله" ميناء حيفا كابوساً إسرائيلياً، بسبب اعتمادها على النقل البحري في عمليات الاستيراد والتصدير، وفي ظل عدم قدرة ميناء أسدود جنوب إسرائيل على سد الفراغ في حال توقف ميناء حيفا عن العمل.

ويخشى الجيش الإسرائيلي من أن سقوط صاروخ على الميناء قد يؤدي إلى إغلاقه على رغم انتشار منظومات الحماية الجوية في خليج حيفا التي لا تستطيع تأمين حماية مئة في المئة.

 وفي عام 2006 قتل ثمانية إسرائيليين إثر سقوط صاروخ أطلقه "حزب الله" قرب ميناء حيفا، مما تسبب بإغلاقه، وانتقال حركة الشحن إلى ميناء أسدود.

ولذلك فإن وزارة المواصلات الإسرائيلية أعدت خطة لاستخدام موانئ دولة مجاورة في حال توقفت 70 في المئة من سفن الشحن البحري عن التوجه إلى إسرائيل.

وخلال الحرب العالمية الثانية تعرضت المنطقة الصناعة في حيفا إلى قصف الطائرات الحربية الإيطالية والألمانية مما أدى إلى تضررها.

وأشار المؤرخ الفلسطيني جوني منصور إلى أن مدينة حيفا الحالية يعود تأسيسها إلى 250 عاماً، ومعظم سكانها من المهاجرين من القرى المحيطة بها، وحتى من لبنان وسوريا وشرق الأردن والضفة الغربية.

وأوضح أن المدينة بسبب إقامة بريطانيا منطقة صناعية وميناء بحرياً فيها تحوّلت إلى نقطة جذب للعمال من المناطق المجاورة، لكن بعد حرب 1948 تحولت المدينة إلى نقطة للهجرة الداخلية.

 ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أليف صبّاغ أن حيفا تحظى بأهمية إستراتيجية عسكرية وصناعية وتجارية لإسرائيل تفوق في بعض الأحيان تل أبيب.

وأوضح أن ميناء حيفا يعتبر الأول في إسرائيل، وتحلم بتحويله إلى الأبرز في الشرق الأوسط بعد ربطه بين الشرق والغرب، وذلك لأنه كان طريقاً لنقل النفط العراقي إلى الخارج قبل إقامة إسرائيل عام 1948.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير