Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يستخدم روبوتات مفخخة لفتح ممرات في غزة

تتحرك هذه الآليات وحدها ويتم التحكم بها من بعد وتكون مزودة بالكاميرات وبأجهزة الاستطلاع

يستخدم الجيش الإسرائيلي الروبوتات في جبهة قتال غزة لوجود نقص كبير في عدد الجنود المشاركين في الحرب (أ ف ب)

ملخص

تأخذ الروبوتات أشكالاً مختلفة، مثل دبابات من دون جنود تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأجهزة تحكم صغيرة تسير وحدها، وروبوتات تأخذ شكل البشر وتحمل سلاحاً، وحاويات متفجرات مختلفة الأحجام ومتنوعة الأشكال.

باتت القوات الإسرائيلية تعتمد عليها في تفقد أنفاق الفصائل الفلسطينية قبل دخول الجنود إليها، وكذلك استخدمت في أغراض التعامل مع الذخائر والأسلحة غير المنفجرة، وتحييد المكامن التي يعدها المقاتلون الفلسطينيون ضد جنود الجيش.

ضمن العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جباليا شمال غزة، استخدم الروبوتات المفخخة لتفجير عدد من المنازل، لكن هذا السلاح الغريب له طابع عشوائي وهو أمر محظور في القانون الدولي.

ممر "أبو شرخ" العسكري

منذ 13 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً مدروساً على محافظة شمال غزة في النصف الشمالي للقطاع، وتنفذ القوات البرية قرب جباليا مخططاً عسكرياً يحاول الجنود من خلاله إنشاء ممر عسكري جديد.

الممر العسكري الجديد الذي يطلق عليه محلياً "محور أبو شرخ" يفصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة المركزية، ويشبه هذا المرر محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وكذلك يشبه محور فيلادلفي الذي عزل غزة عن مصر.

ولتدشين المحور العسكري الجديد يجري الجيش الإسرائيلي أكبر عمليات تفجير وتدمير ممنهج للمنازل التي تقع في هذا الطريق، ويستخدم لأغراض نسف البيوت وتفجير المناطق السكنية سلاح الروبوتات المفخخة.

آلية استخدام الروبوتات المفخخة

والروبوتات المفخخة هي جسم آلي عسكري يحمل براميل من المتفجرات (تزن في بعض الأحيان خمسة أطنان)، وتتحرك هذه الآليات وحدها ويتم التحكم بها من بعد، وتكون مزودة بالكاميرات وأيضاً بأجهزة الاستطلاع.

يطلق الجيش الإسرائيلي الروبوتات نحو المنازل والمباني المأهولة والمربعات السكنية، وتستطيع هذه الأجهزة الصغيرة الدخول بين الأزقة، وعند وصولها إلى مكان الهدف يفجرها الجنود من بعد في المنازل والتجمعات المدنية المطلوب نسفها.

استخدم الجيش الإسرائيلي الروبوتات المفخخة مع بداية حرب القطاع، ولكن كانت تعتمد لتنفيذ مهام مختلفة، إذ لجأ إليها الجنود في الهجوم البري كدروع تسبق تحركات القوات خوفاً من وجود ألغام أرضية.

وبعدها تطور استخدام الروبوتات وباتت القوات الإسرائيلية تعتمد عليها في تفقد أنفاق الفصائل الفلسطينية قبل دخول الجنود إليها، وكذلك استخدمت في أغراض التعامل مع الذخائر والأسلحة غير المنفجرة، وتحييد المكامن التي يعدها المقاتلون الفلسطينيون ضد جنود الجيش.

سلاح رسمي

تعد الروبوتات سلاحاً رسمياً في الجيش الإسرائيلي مثل الطائرات والدبابات والأسلحة الخفيفة، تستخدمه وحدة "ياهلوم" وهي فرقة هندسة العمليات الخاصة وتتبع لفيلق الهندسة في القوات البرية الإسرائيلية.

ومنذ أعوام طويلة عندما دمج الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في وحداته العسكرية وتنفيذ مهامه، بات جنود وحدة "ياهلوم" يستخدمون الروبوتات للتعامل مع المهام الهندسية، ولعل أبرز استخدام لهذا السلاح هو تفجير منازل وبنى تحتية لـ"حماس" وإعداد الأجهزة المتفجرة والقنابل وتحييد العبوات الناسفة وتطهير حقول الألغام المعقدة.

وتأخذ الروبوتات أشكالاً مختلفة، مثل دبابات من دون جنود تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأجهزة تحكم صغيرة تسير وحدها، وروبوتات تأخذ شكل البشر وتحمل سلاحاً، وحاويات متفجرات مختلفة الأحجام ومتنوعة الأشكال.

الاعتماد على الروبوتات

في الفترة الأخيرة، بات الجيش الإسرائيلي يلجأ إلى استخدام الروبوتات بصورة كبيرة، حتى إن الباحث العسكري العقيد شهدي سكر يقول، "باتت الروبوتات أسلحة رئيسة، يعتمد عليها الجيش في قتاله ضد قطاع غزة، وأثبتت قدرتها وفعاليتها".

ويضيف، "تقوم الروبوتات بمهام مختلفة منها عمليات الاستطلاع وجس النبض وأيضاً عندما يشك الجنود بوجود مكمن نصب لهم، أما النوع المفخخ منها فإنه يستطيع حمل مئات الأطنان من المتفجرات، وهذا النوع بات يعتمد عليه كثيراً".

ويعتقد العقيد سكر أن إسرائيل باتت توسع استخدام الروبوتات في جبهة قتال غزة لوجود نقص كبير في عدد الجنود المشاركين في الحرب، بعدما تم توزيع بعضهم على جبهة الشمال بوجه "حزب الله" وتمرد البعض الآخر وحالة الإنهاك التي يتعرضون لها على مدار أكثر من عام.

نسف المنازل مهمة رسمية

في مهمة فتح ممر أبوشرخ العسكري الذي يبدأ من شرق غزة أي من الحدود الإسرائيلية وينتهي غرباً على شاطئ البحر، واجه الجيش الإسرائيلي كثيراً من العقبات أبرزها أن المنطقة مكتظة بالعمران والسكان والبنية التحتية.

وأصدر الجيش أوامر بإخلاء المنطقة وتبع ذلك قصف جوي ومدفعي عنيف، وعلى إثره هرب السكان المدنيون من الموت، ولكن بقيت عقبة كثافة انتشار المباني تواجه القوات الإسرائيلية، إذ يوجد في تلك المنطقة نحو 22 ألف بناية ووحدة سكنية.

ولتدمير هذا العمران، جهز الجيش الإسرائيلي روبوتات محملة بالمتفجرات وجعلها تسير حتى المباني وهناك فجرها، إذ لهذه الأجهزة الذكية قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة.

شهادات

وبحسب شهادات عدد من سكان شمال غزة، جميعهم أكدوا رؤيتهم روبوتات عسكرية لها القدرة على الانفجار، وتستطيع إيقاع أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية.

وتقول أزهار حمودة، "لاحظت رجلاً يسير، لكن بعد التدقيق فيه رأيته رجلاً آلياً، المشهد قطع أنفاسي إنه روبوت عسكري، كان يسير ببطء وخلفه عربة تحمل متفجرات وألغاماً ضخمة، تسير كما العنكبوت نحو المنازل".

تضيف الفتاة التي تعيش حتى الآن في منطقة بيت لاهيا شمال غزة "كان هناك 10 روبوتات متشابهة، لقد اصطفت خلف بعضها في تجمعات المنازل ثم انفجرت دفعة واحدة، لقد أدت إلى دمار هائل لم أشاهده من قبل".

ويقول ماجد مريش، "كان صوت الانفجار قوياً جداً لم أسمع بقوته من قبل، أقوى بمرات من صوت القصف الجوي، حتى الغبار الأبيض غطى المنطقة بالكامل، وتبين لنا بعدها أن روبوتات مفخخة دمرت نحو 20 منزلاً دفعة واحدة، أعتقد أن فيها سكاناً مدنيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عشوائي ويخالف القانون

يؤكد الباحث العسكري العقيد شهدي سكر أن استخدام الروبوتات في نسف المنازل له طابع عشوائي ولا يميز بين المناطق المدنية والعسكرية، وهذا أمر خطر في الحروب.

الاستخدام العشوائي لأي سلاح أمر محظور في القانون الدولي الإنساني، يقول مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده "استخدام الجيش الإسرائيلي لروبوتات مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة يعد أمراً محظوراً ومحرماً بموجب القانون الدولي".

ويضيف عبده، "الذكاء الاصطناعي وعلى وجه التحديد الروبوتات، تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، قد تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، إنها عشوائية من دون تمييز، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية".

المزيد من تقارير