Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اغتيال السنوار يضع إسرائيل أمام مفترق طرق يقرر مساره نتنياهو

رحيل "مخطط حرب السابع من أكتوبر" يجدد نداء تل أبيب بإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة لعودة الأسرى أحياء

نتنياهو يتحدث خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك   (أ ف ب)

ملخص

الأمر اليوم يتوقف على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في كيفية اتخاذ القرارات، "إسرائيل أمام مفترق طرق والسؤال إذا كان نتنياهو سيواصل سياسة الحفاظ على حكومته وحياته السياسية أو يتخذ مسار التسوية بإنهاء الحرب في غزة والتوجه إلى صفقة أسرى تنقذ من تبقى منهم أحياء، الذين ربما لا يتجاوزون الـ50 في المئة من 101 ممن يوجدون في أنفاق غزة".

 ما بين المبتهجين والراقصين فرحاً لاغتياله، وبين المحذرين من سكرة نشوة النصر تعيش إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار وتصويره جثة محاطة بمجموعة جنود احتياط في عمق غزة، حالة نصر لوح بها معظم الإسرائيليين الذين اعتبروا أنه بسقوط "مخطط السابع من أكتوبر" (تشرين الأول) تغلق تل أبيب ذلك الحساب المفتوح منذ حرب السابع من أكتوبر.

وضع اغتيال السنوار إسرائيل أمام مفترق طرق يحدد مساره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يدير حرب طوفان الأقصى منذ أكثر من سنة وفق ما يضمن له استمرار حياته السياسية، وهو جانب عاد وأكده سياسيون وأمنيون طالبوه باستغلال ما سموها "فرصة ذهبية" والتوجه نحو إنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة أسرى فورية.

 واعتبر أمنيون وسياسيون وعائلات الأسرى أن صورة النصر الحقيقية عودة أكبر عدد من الأسرى إلى بيوتهم مشياً على الأقدام وليس داخل نعوش "تفقد مشاهدها أي فرحة للنصر في هذه الحرب".

قبل الإعلان الرسمي عن مقتل السنوار اجتمع طاقم المفاوضات برئاسة دافيد برنياع رئيس الموساد، وبمشاركة شخصيات أمنية وسياسية واتفقوا أن اغتيال السنوار سيجعل "حماس" في غزة مختلفة عنها قبل السنوار، وإمكانية التوصل إلى تسوية سلمية تبدأ بصفقة أسرى أقرب إلى التنفيذ، لكنهم أكدوا أن الكرة بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية "على نتنياهو أن يوافق على وقف الحرب هناك، باعتبار أن الجيش حقق أهدافه الرئيسية في غزة وبقي الهدف الأهم عودة الأسرى".

توصية وفد المفاوضات عرضت على نتنياهو في اجتماع عقده أمس الجمعة، والذي كان مقرراً لبحث الضربة الإسرائيلية على إيران وخطة استمرار الحرب في لبنان، لكن اغتيال السنوار كرس بحث الاجتماع حول ملف غزة ليعود إلى المكانة الأولى في محادثات واهتمامات الإسرائيليين بعد أن تراجع إلى المكانة الثانية بعد لبنان منذ انطلاق حملة "سهام الشمال"، التي دخلت إسرائيل قبل يوم من مقتل السنوار في مرحلتها الثانية والمتمثلة في استمرار العملية البرية في العمق اللبناني، بعد إنجاز المرحلة الأولى بتمشيط وتنظيف المنطقة المحاذية للحدود من عناصر الرضوان ومخازن أسلحتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.

الأسرى الأحياء

نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس وآخرون، لم يتأخروا كثيراً بعد الإعلان الرسمي عن مقتل السنوار حتى أن البعض استبق صدور نتيجة أي فحص عينات له، وأعربوا عن فرحتهم لاغتيال السنوار وإغلاق هذا الحساب المفتوح ليترافق حديثهم بتهديدات في استمرار اغتيال كل من هو عدو لإسرائيل.

هذه الأجواء أثارت العديد من الأمنيين والسياسيين وبشكل خاص عائلات الأسرى، الذين تصدروا وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة ليحذروا من عدم استغلال الفرصة التي توافرت لإسرائيل بعد اغتيال السنوار والتقدم نحو صفقة أسرى بما في ذلك وقف القتال في غزة.

ووقف الحرب قبل صفقة الأسرى، هو موقف أكده خليل الحية، القيادي في حركة "حماس" ونائب السنوار وهو أحد الشخصيات المتوقع أن يخلفه في رئاسة المكتب السياسي للحزب.

حديث الحية الذي أكد فيه شرط وقف النار للتوصل إلى صفقة أسرى، وافقه الإسرائيليون الداعون إلى عدم التأخر في تنفيذ الصفقة.

تتباين توقعات الإسرائيليين في كيفية تعامل قيادة "حماس" في غزة مع الأسرى بعد السنوار، وفيما رأى البعض ضرورة التوجه إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت لمنع خطوات تستهدف الأسرى أعرب إسرائيليون عن خشيتهم على مصير الأسرى الأحياء وخطر الانتقام أعقاب الصور التي أظهرت تعامل إسرائيل مع جثة السنوار من حيث الترويج لها والتنكيل بها والنشر الواسع لصورة تكشف ما أعلن عن بتر إصبعه للحصول على عينة لمقارنة بصماته الموجودة لدى إسرائيل منذ اعتقاله، والتي تصدرت المشهد الإسرائيلي والعالمي. وراهن إسرائيليون كيف سيتصرف شقيقه محمد السنوار وآلاف المقاتلين المناصرين للسنوار.

صحيفة "هآرتس" خصصت افتتاحيتها حول المطلب الملح لعائلات الأسرى ولوفد المفاوضات، داعية الإسرائيليين إلى الانضمام لهذا المطلب والضغط على متخذي القرار للتعامل معه بمنتهى الجدية.

 ذكرت "هآرتس"، أنه "لا يوجد ما هو أكثر عدلاً من مطالبة عائلات المخطوفين استغلال الإنجاز العسكري لصفقة فورية. ينبغي الانضمام إلى طلبهم وعلى قيادة إسرائيل كلها في مقدمتهم نتنياهو أن يصدر قراراً بمباشرة طاقم المفاوضات البحث في استئناف المفاوضات للوصول إلى اتفاق فوري لإعادة كل المخطوفين فوراً. فمقتل السنوار يستوجب فحصاً حقيقياً لإمكانية إنهاء الحرب في كل الجبهات والبدء بالترميم الذي تحتاجه إسرائيل جداً. إلى هناك ينبغي علينا التطلع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يتجاهل إسرائيليون بعد مقتل السنوار تهديدات واشنطن بوقف الأسلحة إلى إسرائيل إذا ما ضاعفت المساعدات الإنسانية على غزة، إذ "ينضم التهديد الأميركي إلى تقارير متزايدة عن حظر سلاح على إسرائيل بسبب استمرار الحرب. الآن، بعد أن أغلقت إسرائيل الحساب مع السنوار، الذي ينضم قتله إلى تصفية محمد ضيف، وإسماعيل هنية وزعيم (حزب الله) حسن نصرالله، حان الوقت للسعي إلى اتفاق يسمح بعودة المخطوفين"، هذه لحظة اختبار لنتنياهو الذي تحت غطاء تصريحات فارغة عن (نصر مطلق) منع على مدى فترة طويلة التقدم في المفاوضات لصفقة مخطوفين".

"خلال الأشهر الأخيرة آمن السنوار أيضاً بأن تورط إسرائيل في لبنان وحيال إيران أفضل من ناحيته من السعي إلى صفقة. بشكل مشوه ومحبط فضل الاثنان استمرار الحرب على السعي إلى اتفاق، وهذا ما يجب أن يتغير فوراً".

وبحسب الرئيس السابق لمنظومة الدفاع الإسرائيلي تسفيكا حياموفتش، في حديث له مع "القناة 12"، بعد اغتيال السنوار هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل من "حماس" في غزة، ودعا متخذي القرار إلى عدم الابتهاج". مضيفاً، "السؤال المطروح بعد اغتيال السنوار إلى أين تذهب إسرائيل؟ وهل ستستغل الفرصة لتسرع في عملية إطلاق سراح المختطفين".

كما أكد حايموفتش ضرورة الانتظار لمعرفة كيف سيكون رد فعل غزة بعد السنوار وكيف سيؤثر ذلك في مقاتلي "حماس"، "مهم أن القرار قد يتخذ من (حماس) في الخارج، وربما هذا أسهل في كل ما يتعلق بمفاوضات الأسرى. هناك حاجة لوقف القتال والتوصل إلى صفقة أسرى ثم الحديث عن اليوم الذي يلي الحرب في غزة، وهذا أمر أيضاً مهم".

في جانب آخر، بعد اغتيال السنوار، يرى حايموفتش أهمية تأجيل الضربة الإسرائيلية على إيران وهو كالعديد من السياسيين والأمنيين، الذين يرون أن ضربة على إيران، وفق ما خططت لها إسرائيل، من شأنها القضاء على الفرصة المتوافرة حالياً للتوصل إلى صفقة أسرى.

وبحسب حايموفتش، "إيران اليوم تمسك بجميع الخيوط في لبنان وغزة وهذا يضعنا أمام تساؤلات كثيرة إذا ما بقيت إسرائيل محصورة داخل الإنجاز التكتيكي لها، وهذا لن يقودنا إلى أي تغيير في الواقع الذي نعيشه".

مصلحة إيران وقف الحرب

ومن المقرر غداً الأحد أن يعقد نتنياهو جلسة للمجلس الوزاري الأمني المصغر، الذي سبق وتم تحديدها مسبقاً، لطرح عملية إيران للتصويت وتحديد توقيت تنفيذها. في جلسة مشاورات تقييم الوضع بعد اغتيال السنوار، الجمعة، أكد أمنيون ضرورة تأجيل ضربة إيران، ويتوقعون أن تبحث الجلسة أيضاً ملف غزة بعد السنوار.

ويرى المنسق السابق لشؤون الحكومة في الضفة الغربية جنرال احتياط ايتان دانغوت، أن هناك حاجة لتفضيل ملف الأسرى في غزة على ضربة إيران ويقول، "مصلحة إيران أيضاً، عدم تصعيد أمني وهي اليوم في حالة ضغط قصوى، ولا شك أنه بعد مقتل السنوار هناك تصدع في التصور الإيراني لمجمل الوضع الذي قد نشهده في غزة ومختلف الجبهات. وبالنسبة لمحور إيران الموجود في وضع خطير، سواء في غزة أو لبنان، سيكون من مصلحتها إنهاء الحرب".

 وأكد دانغوت أن الأمر اليوم يتوقف على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في كيفية اتخاذ القرارات، "إسرائيل أمام مفترق طرق والسؤال إذا كان نتنياهو سيواصل سياسة الحفاظ على حكومته وحياته السياسية أو يتخذ مسار التسوية بإنهاء الحرب في غزة والتوجه إلى صفقة أسرى تنقذ من تبقى منهم أحياء، الذين ربما لا يتجاوزون الـ50 في المئة من 101 ممن يوجدون في أنفاق غزة".

وإلى حين اتضاح موقف نتنياهو، على رغم أن ما تسرب من اجتماعات بعد اغتيال السنوار، فإنه ماضٍ في مواصلة القتال في غزة حتى "النصر المطلق، تبقى أسئلة كثيرة مفتوحة: من سيحل بدل السنوار؟ ماذا سيكون موقفه وهل سيكون (على الإطلاق) عنواناً يكون ممكناً خوض مفاوضات معه؟

وحذر إسرائيليون من أن تشوش الأجوبة عن هذه الأسئلة يرجع إلى حقيقة أن نتنياهو وحكومته ملزمان بوضع تحرير الأسرى على رأس سلم الأولويات. ومن المحظور أن يقع الأسى بسبب اعتبارات سياسية ضيقة. سيكون هذا حكم الموت عليهم. الآن هو الوقت لإعادتهم. الآن هو الوقت لإنهاء الحرب. 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات